عرض الفيلم التسجيلى لحياة القديس نهضة روحية.. ومعرض لجميع مشغولات الدير. دير «شهران»، وهو الاسم القبطى القديم للمعصرة، والتى وصفها الشيخ المؤتمن أبو المكارم سعد الله بن مسعود، فقال في كتاب «الكنائس والأديرة»: «شهران قرية كبيرة كانت عامرة على شاطئ البحر، ويذكر أن موسى النبى عليه السلام ولد فيها، ومنها ألقته أمه إلى البحر في تابوت خشبي، وشهران من المزارات الجليلة المقصودة لحسن وضعها وإشرافها على النيل». ويقول العلامة المقريزى عن وصف الدير: «هو مبنى بالحجر واللبن، وبه نخيل، وعدة رهبان، ويقال إنما هو دير شهران، وإن شهران كان من حكماء النصارى». وقيل عنه إنه كان ملكًا، وكان هذا الدير يعرف قديما بمرقوريوس، الذى يقال له مرقورة ولما سكنه «برسوما بن التبان» عرف بدير برسوما، وله عيد يعمل في الجمعة الخامسة من الصوم الكبير، فيحضره البطريرك وأكابر النصارى وينفقون فيه مالًا كبيرًا. ويعتبر من الأديرة التي تشغل مساحة كبيرة، وأعاد تعميرها الأنبا بسنتي أسقف حلوان، وبها كاتدرائية كبيرة ومباني للخدمات والزوار والمكتبات، ويستقبل الدير مئات الآلاف من الأقباط، كما يأتى إليه أيضًا سائحون من جميع أنحاء العالم لنيل بركة القديس الأنبا برسوم العريان. وتم إنشاء الدير، في القرن الحادى عشر الميلادي، ويرجع تاريخه، إلى أنه عندما سمح الحاكم بأمر الله لبعض الرهبان ببناء دير خارج القاهرة، فبنوا الدير أولًا على اسم الشهيد مرقوريوس أبى سيفين، وهو هذا الدير المعروف الآن بدير الأنبا برسوم العريان، ويوجد بالدير، مزار به رفات القديس الأنبا برسوم العريان، كما يوجد بالدير الكثير من الأيقونات والمخطوطات. وفى هذه الأيام، يواصل دير الأنبا برسوم العريان بالمعصرة، فعاليات النهضة الروحية، للاحتفال السنوي، بعيد القديس برسوم العريان، والذى تستمر فعاليات الاحتفال به على مدى 20 يومًا متتاليًا، برئاسة الأنبا بسنتي، أسقف المعصرة وحلوان وتوابعها. ويشهد الدير خلال فعاليات الاحتفال، تشديدات أمنية مكثفة، تأمينًا للزائرين، وفريق كشافة لتنظيم دخول وخروج الزوار من الداخل، ويستضيف الدير، عددا غفيرا من أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من محافظات مختلفة عدة، على رأسهم الأنبا دانيال أسقف المعادى ودار السلام والبساتين، وسكرتير المجمع المقدس. ومن بين الأساقفة الذى يستضيفهم دير الأنبا برسوم خلال فعاليات الاحتفالات السنوية، الأنبا كاراس، أسقف المحلة وتوابعها، والأنبا إسحق، أسقف طما وتوابعها، والأنبا بنيامين، مطران المنوفية، والأنبا يواقيم، أسقف إسنا وتوابعها، والأنبا صموئيل، أسقف طموه وتوابعها، والأنبا أبانوب، أسقف كنائس المقطم، والأنبا صليب، أسقف ميت غمر وتوابعها، والأنبا مارتيروس، أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد، والأنبا ميخائيل الأسقف العام، بالإضافة إلى عدد من الكهنة من عدة إيبارشيات مختلفة. وتتضمن فعاليات الاحتفال بعيد الأنبا برسوم العريان يوميًا، طقس صلاة العشية، وفقرة للتراتيل الروحية، لعدة كورالات متنوعة من كنائس مختلفة من جميع المحافظات، كما يتم خلال الاحتفال عرض الفيلم التسجيلى الذى يروى قصة حياة القديس، وتقام أيضًا، نهضة روحية، وتنتهى بعظة يلقيها أحد الآباء الكهنة، وتتخللها «زفة الأيقونة» التى تطوف بصورته الكنيسة وأرجاء الدير، كما يقام خلال المولد معرض لجميع مشغولات الدير، من ملابس وأعمال يدوية، وسجاجيد ومفروشات، ولعب أطفال، وتقدم أحيانًا بعض العروض المسرحية والترفيهية. وكان قد دشن قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، منذ قرابة عام، ستة مذابح بكاتدرائية دير القديس الأنبا برسوم العريان، بإيبارشية حلوان، كما دشن حضن الآب وأيقونات الكاتدرائية.