العمر لحظة يخلد فيها الرجال تاريخهم ولو فى نصف دقيقة، لكن أن تخلد قصة كفاح لمدة نصف قرن من الزمان من العرق والجهد والصبر، يجب أن نبرز هذه القصة بأحرف من نور ليتعلم منها شبابنا، أن الكفاح لا يكمن فقط فى الوظائف المرموقة على المكاتب وتحت نسيم هواء التكييفات، بل هناك من يسطر حياته تحت لهيب الشمس الحارقة، هى حكاية عم محمد بائع التين الشوكى لمدة 50 عاما حتى بعد بلوغه سن التسعين. وتنتشر فى الشوارع المصرية عربات البطاطا وعربات الترمس والذرة المشوى وغير ذلك من عربات الباعة الجائلين فى الشوارع المصرية، لكن من بين تلك العربات عربة لبيع التين الشوكى، يمتلكها محمد مختار صاحب 90 عاما، حيث يعمل على بيع التين الشوكى منذ 50 عاما فى الشارع، والتنقل من مكان إلى آخر فى ظل ارتفاع درجة الحرارة من أجل كسب لقمة العيش بالحلال. يقول عم محمد مختار: «أخرج من المنزل فى السابعة صباحا، وأعود فى الثامنة ليلا، ولدى 4 أولاد علمتهم وجوزتهم من على العربية دى، وهى دى العربية إلى فاتحة البيت». وتابع: «ابنى عبدالله، يبلغ من العمر 25 عاما، لديه كهرباء زيادة فى المخ، ويحتاج إلى جلسات علاج ومصاريف كبيرة، بس الحمد لله ربنا بيرزقنا وراضيين بعطاء الله». وعن موسم اليتين الشوكى، قال عم محمد: «تبدأ زراعته فى شهر ديسمبر، ويبدأ جنيه فى منتصف يونيو وينتهى فى أغسطس». وتابع: «أشترى قفص التين الشوكى من الشادر ب90 جنيها، يحتوى على 70 أو 80 من الثمار وأبيع الثمرة الواحدة ب 2 جنيه ونصف، والأسعار ارتفعت بنسبة 100٪ مقارنة بالعام الماضى». وأكمل حديثه، أن الإقبال على التين الشوكى كبير من قبل المواطنين بسبب ارتفاع درجة الحرارة ولما له من فوائد صحية عديدة. وأخيرًا، قال عم محمد، إنه لم يتوقف على بيع التين الشوكى فقط، وإنما بعد انقضاء موسم التين الشوكى ببيع بطاطا أو ترمس.