"قمة المجد ليست في عدم الإخفاق أو الفشل، بل في القيام بعد كل عثرة جملة تاريخية للمناضل الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا، والتي تعبر عن كل الأبطال الذي ينجحون في العودة للقمة، وهو ما ينطبق على اللاعب الجزائري يوسف بلايلي، والذي عاد للتوهج من جديد، من خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية والمقامة حاليًا في مصر. بزغت موهبة "بلايلي" في موسم 2010/2011 عندما كان لاعبًا في نادي مولودية وهرانالجزائري، ساهم في ذلك الوقت لصعود فريقه لنصف نهائي كأس الجزائر ويخطف الأنظار، بعدها انتقل إلى نادي الترجي التونسي لمدة موسمين، مساهمًا معهم في تحقيق لقب الدوري والكأس، ووصول الترجي للمربع الذهبي في دوري أبطال أفريقيا 2013. بدأت مشاكل "يوسف بلايلي" حينما ترك تدريبات فريقه الترجي في عام 2014 لمدة شهر كامل دون سابق إنذار، بعد مشادة مع المدير الفني للفريق الهولندي رود كرول، ليضعه شيخ الأندية التونسية على قائمة الراحلين، ليعود للدوري الجزائري، عقب حصوله على رخصة مؤقتة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا تسهل انتقاله لفريق اتحاد العاصمة الجزائري في صيف 2014، بصفقة مدوية قاربت على ال 50 ألف دولار. وكانت أزمة "بلايلي" الكارثية في 2015، أي بعد عام و3 أشهر من انضمامه لفريق اتحاد العاصمة، والتي كانت كفيلة بإنهاء مستقبل "المحارب"، عندما سقط صاحب ال 23 عامًا في اختبار منشطات "الكوكاكين" قبل إحدى المباريات في الدولي الجزائري، ومباراة أخرى في دوري أبطال أفريقيا، ما دفع الاتحاد الأفريقي للعبة "كاف" لتوقيع عقوبة على اللاعب بمنعه من ممارسة النشاط الرياضي لمدة 4 سنوات بعد ثبوت تعاطيه مواد مخدرة. وزاد الاتحاد الجزائري صعوبة الأمر بإيقاف 4 مواسم كفيلة بإنهاء مسيرته الكروية، ما دفع اتحاد العاصمة الجزائري لإنهاء التعاقد مع اللاعب دون انتظار عامين، وكان التهديد الأخطر للاعب هو إمكانية تعرضه للسجن فترة تتراوح بين 5 و10 سنوات، بسبب تناوله مواد مخدرة يعاقب عليها القانون الدولي. ودافع المحارب "بلايلي" عن نفسه قائلًا: لم أعرف طوال مسيرتي الكروية معنى المنشطات، وأنا ليس باللاعب الذي يتناول هذه المواد من أجل إثبات مستواه فوق المستطيل الأخضر". وتضامن محمد رورواة رئيس الاتحاد الجزائري السابق، وزملاء يوسف بلايلي مع اللاعب، عقب مباراة الهلال السوداني في دوري الأبطال. ظل "بلايلي" لا يعرف مصيره طوال فترة إيقافه، ولكنه استفاق كالمحارب، شديد الفراسة، واستعد جيدًا للعودة للملاعب من جديد، بعدما تم تقليص عقوبته إلى عامين، واستطاع قبل 10 أيام من انتهاء مدة إيقافه التوقيع على عقود الانضمام لنادي جديد، ولكن هذه المرة عبر بوابة الدوري الفرنسي، والتعاقد مع أنجيه الفرنسي، والذي فتح أبوابه لعودة "المحارب" إلى المستطليل الأخضر من جديد والذي لعب معه موسم 2017/2018. وفي يناير من عام 2018، انهالت العروض على يوسف بلايلي، لكن اللاعب حسم أمره بالعودة لصفوف الترجي التونسي من جديد في يناير 2018. عودة بلايلي للترجي شهدت توهجه الكبير ومساهمته بشكل كبير في تتويج شيخ الأندية التونسية بالدوري التونسي مسجلًا 12 هدفًا وتمكن من صناعة 15هدفا خلال موسمين، وتمكن من حصد لقب دوري أبطال أفريقيا مع الترجي في عام 2018 أمام النادي الأهلي، وسجل بلايلي هدف في مباراة الذهاب في نهائي دوري الأبطال. ووصل البلايلي مع الترجي إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا 2019 أمام الوداد المغربي، والذي توج به قبل أن يقرر الاتحاد الإفريقي إعادة مباراة الإياب في وقت لاحق. وتوهج "بلايلي" أعاده لصفوف محاربي الصحراء بعد غياب دام 3 سنوات مع المدير الفني جمال بلماضي، والذي ضمه لصفوف "الخضر" ليشارك في آخر جولتين من تصفيات أمم إفريقيا 2019، وتمكن من تسجيل هدفه الأول دوليًا في شباك مالي استعدادًا للبطولة. وابتسمت كرة القدم لبلايلي مرة ثانية في مصر فبعد أقل من عام على هدفه في الأهلي، نجح في المشاركة مع محاربي الصحراء المنتخب الجزائري، وقدم أداء رائع في بطولة كأس الأمم الأفريقية، ونجح في تسجيل هدف الفوز على السنغال ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الثالثة في كأس الأمم الأفريقية، ليكون هدفه الدولي الأول في أول بطولة رسمية بقميص منتخب الجزائر. بلايلي أثبت موهبته للعالم أجمع، وأكد، أنه من المحاربين القادرين على تجاوز المستحيل والقيام بعد كل عثرة، والآن يسعى لحصد لقبه الأول مع منتخب الأفناك بعد صعوده للنهائي أمام منتخب السنغال، ويطمح في التتويج باللقب القاري الثاني لبلاده، بعدما وُصف بأن كاد يضر بسمعة الكرة الجزائرية.