قدمت محافظة الفيوم عشرات الشهداء من رجال الجيش والشرطة فداء للوطن فى ثورة 30 يونيو وما بعدها، وحتى الحرب ضد الإرهاب لتطهير سيناء من أعداء الوطن، ويعتبر الشهيد البطل النقيب محمد سيد أبوشقرة ابن محافظة الفيوم، أحد أبطال مكافحة الإرهاب بقطاع الأمن الوطني، ومن أكفأ وأهم ضباط القطاع، وكان يمتاز برقة القلب والطيبة المتناهية، وكان عاشقًا لتراب بلده، واستشهد وهو يدافع عن تراب مصر وشعبها بالعريش فى أصعب وقت كانت تمر به البلاد. وفتحت السيدة سعاد على يوسف والدة الشهيد محمد سيد أبوشقرة، قلبها ل«البوابة نيوز» وتحدثت يوم استشهاده وآخر مكالمة معه، قائلة: «سافر ابنى إلى مدينة العريش، وكنت قلقة عليه بسبب حبى الشديد له، كونه كان طيبا وعلى خلق ومتدينا، ولم تكن الابتسامة تفارق وجهه». وعن يوم استشهاده، تقول: «اتصل بى هاتفيا 3 مرات، كأنه يودعنى وبين تارة وأخرى يداعبنى ويمزح معي، وأنهيت معه مكالمتى داعية له بالسلامة»، ثم روت السيدة لحظة علمها بخبر استشهاده كأنه كان اليوم، فقالت: «دق جرس الباب ورأيت شخصا غريبا لم أعرفه يقول إنه صحفي، ويسألنى هذا منزل الشهيد محمد أبو شقرة، لينزل الخبر على كالصاعقة». وتواصل أم الشهيد: «بعد استشهاده جاءنى فى منامى يقول لى «إنتى بتبكي، قومى اغسلى الدم ده»، وكأنه يريد أن يصبر روحى بأنه راح فداء لمصر. وكشفت والدة الشهيد عن سر رفض نجلها الشهيد الدائم للزواج، وذلك خوفا من أن يترك زوجة من بعده أرملة أو ابنا يتيما، مؤكدة أنه فسخ خطوبته قبل استشهاده بشهر، قائلة: «قالى يا ماما أنا مش عايز أتجوز أنا مستريح كده». وطالبت السيدة سعاد علي، اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، بالموافقة على تغيير اسم ميدان الفنية إلى ميدان الشهيد محمد أبوشقرة، مضيفة أن «المحافظة وضعت اسم نجلى على الشارع الذى نقطن فيه وهو شارع الحرية بمنطقة باغوص وهذا أقل ما يمكن عمله». كما كشفت والدة الشهيد عن أمنية أخرى تتمنى تحقيقها، وهى مقابلة الرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلة: «هو من رفع راية واسم مصر وانتشلها من الإرهاب، لافتة إلى أن الرئيس السيسى لم يقصر مع أى من أسر الشهداء». أما الشهيد المقدم محمود عبدالحميد صادق مراد، رئيس مباحث مركز شرطة طامية، فيعد أحد رجال الشرطة الذين استشهدوا برصاص الغدر أثناء توجهه لعمله فى مركز شرطة طامية صباحا بسيارة الشرطة، حيث استشهد مع رقيبي الشرطة فى يوليو 2016. وتحدث حسن عويس عم الشهيد، عمدة قرية المقرانى مسقط رأس الشهيد، قائلا: «إن عناصر الإرهاب الأسود كانت تترصده وقامت بتتبعه منذ خروجه بسيارة الشرطة متجها إلى عمله بمركز طامية، حيث تم استهدافه وإطلاق 7 رصاصات غادرة من ملثمين». وقالت شقيقته الصغرى: «لا أستطيع نسيان كلماته الأخيرة لى حتى الآن، فبعد نهاية إجازة عيد الفطر المبارك، حان وقت عودته إلى عمله، ولم يكمل ال10 أيام حتى استشهد، مؤكدة بأنه كان دائم الاطمئنان عليها وعلى ابنتها الوحيدة». واختتم شقيقه حسن عبدالحميد الحديث قائلا: «إن اسم شقيقه زين مدرسة قريته الابتدائية، وبطولاته وتضحياته هو وزملاؤه محفورة فى قلوب الجميع، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسى كرم اسم الشهيد البطل محمود عبدالحميد عام 2017، فى يوم الشهيد عن محافظة الفيوم، موجها الشكر لرئيس الجمهورية، على اهتمامه بأسر الشهداء».