نجحت مؤسسة صُناع الخير فى إعادة شعاع الأمل والنور لثلاثة فرسان تحدوا الإعاقة فى إحدى قرى مركز الوقف جنوب محافظة قنا، فمنذ 25 عاما رزقت سيدة بخمسة أبناء، ثلاثة ذكور وفتيان، وشاء القدر أن يصاب الثلاثة ذكور بفقدان البصر لوجود مشكلة فى قرنية العين للثلاثة فى وقت واحد، ولكن لم تكن الإعاقة سببًا فى ضياع أحلام الشباب الثلاثة فقد بدأوا طريقهم للسعى على لقمة العيش فى وقت مبكر من العمر لتوفير حاجة أسرتهم البسيطة، خاصة أن والدهم لم يعد يستطيع العمل فعملوا فى مزرعة الفاكهة فى القرية التابعين لها كمزارعين فى الأرض وبيومية 60 جنيها حتى يتمكنوا من توفير قوت يومهم، وظلوا على هذا الحال سنوات كثيرة حتى جاء شعاع الأمل من خلال مؤسسة صناع الخير التى بدورها قامت بالوصول إليهم لعلاجهم على نفقتها ومن هنا بدأت رحلة العلاج. قال عطية الله الأخ الأكبر إن إعاقتنا لم تكن سببا فى الهروب من الحياة، بل على العكس كانت تساعدنا على الدفع إلى الأمام لإثبات أن الإعاقة لم تأثر علينا، مؤكدا على أنهم حاولوا كثيرا العلاج خلال السنوات الماضية ولكن كان الأطباء يؤكدون لهم استحالة إعادة البصر لهم، خاصة أنهم مولودون فاقدوا البصر، لكنهم كانوا راضين بقضاء الله، واثقين من أن الله لن يتخلى عنهم وأن نهاية الكرب نصر من عند الله. وأشار جابر الشقيق الأصغر والطالب بالصف الثالث الثانوى شعبة أدبى إلى أنه لم يكن يتوقع أنه سيستطيع الإبصار هو وأشقاؤه، مشيرا إلى أنهم حاولوا كثيرا وعرضوا على العديد من الأطباء فى قنا وأسيوط دون جدوي، وقال إنه يعشق التعليم منذ الصغر وسعى لدخول المدرسة والاجتهاد حتى وصل للثانوية العامة، وأضاف أنه أول أشقائه قام بعمل العملية منذ 4 أشهر، تلاه أخاه الأكبر منذ 10 أيام والأخير الأوسط منذ يومين، مؤكدا أنهم الآن بحاجة لوظائف حكومية لكى يتمكنوا من الصرف على أسرتهم. ومن جانبه، قال هانى عبدالفتاح، المدير التنفيذى لمؤسسة صناع الخير للتنمية، إن المؤسسة تكفلت بكل تكاليف العمليات فى إطار مبادرة «عينك فى عنينا» لمكافحة مسببات العمى برعاية رئاسة الوزراء، بدءا من الانتقال من قنا إلى القاهرة والعكس وحتى إقامة الأشقاء الثلاثة وإجراء الكشف عليهم وحتى إجراء العمليات والتي يعتبر نجاحها بمثابة إعجاز طبي، مشيرا إلى أن هذه رؤية مؤسسة صناع الخير فى دعم غير القادرين، وخاصة فى صعيد مصر لأنهم الأولى بالرعاية. وأشار إلى أن الثلاثة أشقاءوهم «جابر 19 عاما ومحمد 28 عاما وعطية الله 30 عاما تم التواصل معهم من خلال عرض إحدى القنوات التليفزيونية لحالتهم، وعلى الفور تبنت المؤسسة الحالات، وتم الكشف عليهم على أيدى كبار استشاريي العيون بمصر، وتمت المتابعة معهم خلال 5 أشهر وذلك من خلال المبادرة». من جانبها، أكدت الدكتورة رانيا صبحي، أستاذ الرمد بقصر العيني، نجاح العمليات الثلاث، وهى سعيدة بإجراء هذه العمليات والتى لم تكن سهلة على الإطلاق، حيث إنهم كانوا يعانون من انعدام للرؤية بشكل جزئي، وكان لابد من استيراد نوع معين من القرنيات والتى تتلاءم مع حالته، وتم إجراء العملية وهم يرون الآن على بعد أكثر من 30سم، وتتحسن مستويات الإبصار لديهم بمرور الوقت.