1- السندريلا تنعى نفسها قبل 18 عاما من الآن سقطت فتاة أحلام الشباب من على جواد الحياة، وكأنها قبل سقوطها اختارت أن تنعى نفسها بكلمات خطتها يد والدها الروحي فسجلت بصوتها: «وقف الشريط في وضع ثابت، دلوقتي نقدر نفحص المنظر، مفيش ولا تفصيلة غابت، وكل شيء بيقول وبيعبر، من غير كلام، ولا صوت، أول ما ضغط الموت، على زر في الملكوت، بخفة وبجبروت، في يوم أخبر، وقف الشريط في وضع ثابت دلوقتي نقدر نفحص الصورة، أنظر وشوف الآن، بكرة بقى امبارح فى حضن زمان، وبعد بكرة فوق همومك فات». 2- أولويات العسل الأوراق الرسمية تؤكد أن ميلادها في حي عابدين، لكن هناك روايات تقول إن ميلادها كان في الشام، وجاءت وعمرها 4 سنوات، مع والدها محمد حسني البابا، الذي كان خطاطا شهيرا متعدد الزيجات، فكان لها 16 أخ وأخت، انفصل عن والدتها، التي تزوجت من بعد بأستاذ بالتربية والتعليم عبد المنعم حافظ، الذي أخذ يٌعلمها في البيت، فظلت تعترف له بهذا الأمر حتى وفاتها، كانت بدايتها في برنامج الأطفال «بابا شارو»، وقد أعلنت عن نفسها وهي ما زالت صغيرة حينما قالت جملتها الشهيرة «أنا سعاد أخت القمر»، اكتشفها عبدالرحمن الخميسي وقدمها في مسرحية شكسبير في دور «أوفيليا»، ثم التقطتها عين المخرج هنري بركات فكانت بدايتها الحقيقية «حسن ونعيمة». حسن ونعيمة 3- أول مٌعجب بالسندريلا كان أول مٌعجب في حياة السندريلا طفلا صغيرا من الحي الذي تسكن فيه شاهدها في «حسن ونعيمة»، فبات ينادي عليها كلما مرت يا «نعيمة»، ففكرت في حيلة حتى تٌنسيه هذا الاسم، فأعطت له «شيكولاتة»، حينما ناداها ب«نعيمة» وكررت الأمر عدة مرات، ثم مرت عليه ولم تعطه «شيكولاتة»، فوجدته لا يناديها فعادت إليه: «إنت ليه ما بتقلش يا نعيمة؟»، رد عليها: «عشان ما أديتنيش شيكولاتة»، قالت له: «مش هديك شيكولاتة تاني»، فأجابها في غضب: «وأنا مش هنادي عليكي تاني وأقول يا نعيمة».. وبتلك الحيلة تخلصت من اسم نعيمة. جلال أمين 4- لا تشاهدوا السندريلا حتى لا تقعوا في حبها! مع شروق شمس السندريلا، حذر البعض من مشاهدتها، فقد كانت تخطف القلوب والألباب وكأنها تسحرهم، باتت فتاة أحلام كل الشباب حتى أن الكاتب الكبير جلال أمين قال عنها: «ليت العرب يجتمعون على شيء كما اجتمعوا على حب السندريلا»، ليس هذا فحسب بل تبارى الشعراء في وصفها حتى أن أحدهم قال: «كاملة الأوصاف». 5- خطابات السندريلا إلى الله فور وفاتها، انتقلت أسرتها لفتح صناديقها الثلاثة، أسئلة كثيرة طيلة حياتها لم يجد لها أحد إجابة، روايات كثيرة وغموض حتى في وفاتها، فربما تمنحنا هذه الصناديق الثلاثة ولو إجابة واحدة، لكن كانت المفاجأة، ليس في الصناديق الثلاثة سوى خطابات من السندريلا إلى الله تناجيه أن يقف بجوارها. 6- صغيرة على الحب ربما كان قلبها مازال صغيرا على الحب، لكن خفة ظلها وسحرها جعل القلوب تتهافت عليها، لم تستمع لنصيحة «عم حزمبل» حينما قال لها: «كله إلا ده»، كان شغفها كبيرا وتطلعها للحياة أكبر، كانت السندريلا تقودها كجواد جامح، لكن الغريب أن هذه الجميلة لم يٌذكر أنها أحبت نجما برغم أنها شاركت البطولة مع نجوم السينما جميعا، فقط الجميع أحبها. عبد الحليم حافظ 7- زيجاتها كما قيل قيل إنها تزوجت المطرب الراحل عبدالحليم حافظ في بداياتها، رغم أنها لم تعلن عن ذلك، إلا أن عددًا من الإعلاميين الذين كانوا مقربين منها أكدوا ذلك، وفي عام 1966 تزوجت من المصور والمخرج صلاح كريم ثم انفصلا بعد عامين، ثم اقترنت بابن المخرج أحمد بدرخان، علي بدرخان عام 1970، واستمر زواجهما مدة 11 عامًا، وفي عام 1988 تزوجت من زكي فطين عبدالوهاب، ابن المطربة الراحلة ليلى مراد، إلا أن زواجهما لم يستمر إلا أشهر، وكانت آخر زيجة لها من السيناريست ماهر عوّاد ورحلت وهي على ذمّتِهِ. 8- 10 سنوات في مدينة الضباب أصدر الطبيب المصري عصام عبدالصمد الذي تولى متابعة حالة الفنانة سعاد حسني في سنواتها الأخيرة في لندن، كتابًا عنها يضم بين دفتيه العديد من الأسرار، وكانت وصية سعاد حسني له أن يكتب كتابًا عنها في حال وفاتها قبله، ولبّى لها هذا الطلب فأصدر كتاب «سعاد حسني... بعيدًا عن الوطن... ذكريات وحكايات». وصف عبدالصمد يومًا في حياة سعاد حسني في لندن على النحو الآتي: «كانت سعاد عادة تصحو من نومها متأخرة، وكانت تصحو من نومها مبكرة في حالة واحدة فقط، وهي وجود مواعيد طبية في الصباح، كانت تقضي معظم وقتها في القراءة التي كانت مغرمة جدًا بها، كانت تقرأ في كل شيء، في السياسة والأدب والفن والأشعار وحتى الطب، خصوصًا الطب النفسي، كانت تقرأ أيضًا سيناريوات، وكانت تقرأ كل المجلات والجرائد العربية، وكانت متتبعة للحركة الفنية في مصر، وعند قدوم الليل كانت تقوم برياضتها المفضلة وهي المشي أو الذهاب لزيارة أحد الأصدقاء، عند رجوعها كانت تبدأ إجراء سلسلة من الاتصالات الهاتفية، وبعد أن تنتهي من تلفوناتها كانت ترجع مرة أخرى إلى قراءة الجرائد والمجلات". وصف عبدالصمد حالة السندريلا المرضية على النحو الآتي: صاحبها مرض الاكتئاب لمدة 15 سنة، وكانت أسباب المرض متعددة منها عدم نجاح آخر فيلمين لها «الدرجة الثالثة» و"الراعي والنساء" وسبب آخر هو وفاة أبيها الروحي صلاح جاهين، والسبب الثالث هو إصابتها بشلل بسيط في وجهها، وكانت تأخذ أدوية الاكتئاب بانتظام، وكانت تعاني تآكلًا في فقرتين في العمود الفقري. 9- من قتل سعاد حسني مخطئ من يكتب رحيل السندريلا، فالسندريلا لم تمت بل من ماتت هي سعاد حسني، ولربما تكون السندريلا وراء موتها، فهذا الصراع الداخلي كان قائما منذ نعومة أظافرها، كان لا بد في لحظة ما أن تقضي أحدهما على الأخرى حينما انتصرت سعاد حسني بمساعدة الزمن على السندريلا، هربت الأخيرة لتنزوي بعيدا عن الأضواء، لتكون آخر صورة في مخيلة من يعرفها للسندريلا، 10 سنوات تحاول أن تمتلك زمام الأمور لكن القدر كان أقوى منها، ولم يعد أمامها سوى أن تقتل سعاد لتبقى السندريلا على قيد الحياة. هذه هي الحقيقة