افتتاح بطولة إفريقيا للكرة الطائرة «سيدات» بالأهلي    تامر حسني يبدأ تصوير فيلم «ري ستارت» في مايو    رحلة فاطمة محمد علي من خشبة المسرح لنجومية السوشيال ميديا ب ثلاثي البهجة    التربية للطفولة المبكرة أسيوط تنظم مؤتمرها الدولي الخامس عن "الموهبة والإبداع والذكاء الأصطناعي"    أسعار الذهب فى مصر اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    بالصور.. إحلال وتجديد 3 كبارى بالبحيرة بتكلفة 11 مليون جنيه    وزير التنمية المحلية يعلن بدء تطبيق المواعيد الصيفية لفتح وغلق المحال العامة    خبراء الضرائب: غموض موقف ضريبة الأرباح الرأسمالية يهدد بخسائر فادحة للبورصة    وزيرة البيئة تعقد لقاءا ثنائيا مع وزيرة الدولة الألمانية للمناخ    النواب يرسل تهنئة رئيس الجمهورية بذكرى تحرير سيناء    عاجل| مصدر أمني: استمرار الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي للوصول لصيغة اتفاق هدنة في غزة    وزير الخارجية الروسي يبحث هاتفيا مع نظيره البحريني الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتصعيد بالبحر الأحمر    ذاكرة الزمان المصرى 25أبريل….. الذكرى 42 لتحرير سيناء.    مصطفى عسل يتأهل لنهائي بطولة الجونة للإسكواش ويستعد لمواجهة حامل اللقب "على فرج"| فيديو    تحطم سيارتين انهارت عليهما شرفة عقار في الإبراهيمية بالإسكندرية    والدة الشاب المعاق ذهنيا تتظلم بعد إخلاء سبيل المتهم    الآلاف من أطباء الأسنان يُدلون بأصواتهم لاختيار النقيب العام وأعضاء المجلس    وفد جامعة المنصورة الجديدة يزور جامعة نوتنجهام ترنت بالمملكة المتحدة لتبادل الخبرات    «الصحة»: فحص 434 ألف طفل حديث الولادة ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    مزارع يقتل آخر في أسيوط بسبب خلافات الجيرة    «التعليم» تستعرض خطة مواجهة الكثافات الطلابية على مدار 10 سنوات    سكاي: سن محمد صلاح قد يكون عائقًا أمام انتقاله للدوري السعودي    وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 3 مايو    حصاد الزراعة.. البدء الفوري في تنفيذ أنشطة مشروع التحول المستدام لإنتاج المحاصيل    الناتو يخلق تهديدات إضافية.. الدفاع الروسية تحذر من "عواقب كارثية" لمحطة زابوريجيا النووية    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    مدينة أوروبية تستعد لحظر الآيس كريم والبيتزا بعد منتصف الليل (تعرف على السبب)    "الدفاع الروسية": "مستشارون أجانب" يشاركون مباشرة في التحضير لعمليات تخريب أوكرانية في بلادنا    إيرادات الخميس.. شباك التذاكر يحقق 3 ملايين و349 ألف جنيه    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    خطيب الأوقاف: الله تعالى خص أمتنا بأكمل الشرائع وأقوم المناهج    مياه الشرقية تنفذ أنشطة ثقافية وتوعوية لطلبة مدارس أبو كبير    قافلة جامعة المنيا الخدمية توقع الكشف الطبي على 680 حالة بالناصرية    طريقة عمل ورق العنب باللحم، سهلة وبسيطة وغير مكلفة    مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. في القاهرة والمحافظات    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية بالعاصمة الإدارية    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    سميرة أحمد ضيفة إيمان أبوطالب في «بالخط العريض» الليلة    أمن القاهرة يكشف غموض بلاغات سرقة ويضبط الجناة | صور    تأجيل الانتخابات البلدية في لبنان حتى 2025    دعاء صباح يوم الجمعة.. أدعية مستحبة لفك الكرب وتفريج الهموم    تشافي يطالب لابورتا بضم نجم بايرن ميونخ    اتحاد جدة يعلن تفاصيل إصابة بنزيما وكانتي    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    عرض افلام "ثالثهما" وباب البحر" و' البر المزيون" بنادي سينما اوبرا الاسكندرية    الشركة المالكة ل«تيك توك» ترغب في إغلاق التطبيق بأمريكا.. ما القصة؟    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    مساعدو ترامب يناقشون معاقبة الدول التي تتخلى عن الدولار    رمضان صبحي: نفتقد عبد الله السعيد في بيراميدز..وأتمنى له التوفيق مع الزمالك    كارثة كبيرة.. نجم الزمالك السابق يعلق على قضية خالد بو طيب    منها «عدم الإفراط في الكافيين».. 3 نصائح لتقليل تأثير التوقيت الصيفي على صحتك    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    أطفال غزة يشاركون تامر حسني الغناء خلال احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"فهد" بمعرض الكتاب: نتخلّى عن كراسينا طواعية أو يجبرنا الشباب على تركها
نشر في البوابة يوم 30 - 01 - 2014

* صلاح عبد الصبور: إسماعيل فهد إسماعيل يُعدّ بمنزلة العمود الأهم للفن الروائي
* القعيد: إسماعيل هو الهرم الثالث إلى جوار هذين الهرمين: نجيب محفوظ وهيكل
* حوار بين يوسف القعيد وإسماعيل فهد إسماعيل ليخرج الأخير ما في جعبته.
* إسماعيل: تمنيت أن أكون مخرجاً وحينما لم أجد الفرصة أخرجت الرواية على الورق
* أدب المنشور السياسي يتوارى في طي النسيان
* لا توجد سينما بالمعنى الروائي خارج مصر.. فالخليج دخل المدنية قريباً
* إذا لم تتولّ الدولة مسؤولية ترجمة أعمالنا سيبقى الأدب العربي حبيساً
* الرافعي: الكويت تصدر بها خمس عشرة جريدة يومية.. منها ثلاثة متخصصة في الثقافة والفنون
* لا يصح أن ينتمي الأديب إلى السلطة
* فهد: جماعة الإخوان أرادت أن تقتل الهوية المصرية والعربية
** الراحل صلاح عبد الصبور: إسماعيل فهد إسماعيل يعد بمنزلة العمود الأهم للفن الروائي
"كانت الرواية مفاجأة كبيرة لي، فهذه الرواية جديدة كما أتصور - رواية القرن العشرين - قادمة من أقصى المشرق العربي، حيث لا تقاليد لفن الرواية، وحيث ما زالت الحياة تحتفظ للشعر بأكبر مكان، ولم يكن سر دهشتي هو ذلك فحسب، بل لعل ذلك لم يدهشني إلا بعد أن أدهشتني الرواية ذاتها ببنائها الفني المعاصر المحكم، وبمقدار اللوعة والحب والعنف والقسوة والفكر المتغلغل كله في ثناياها.
إن إسماعيل فهد إسماعيل يعد بمنزلة العمود الأهم للفن الروائي والقصصي في الكويت خصوصا، ورعايته لعدد كبير من كتاب القصة القصيرة والرواية، واحتضانه لمواهب أدبية إبداعية، باتا يمثلان حضورًا لافتًا على الساحة الكويتية والعربية".
بهذه الكلمات الرائعة قدم شاعرنا الكبير الراحل صلاح عبد الصبور، رواية "كانت السماء زرقاء"، لتكون مقدمة لأول روايات الأديب والروائي والشاعر الكويتي الكبير إسماعيل فهد إسماعيل، والذى كان ضيف اللقاء الفكري في معرض القاهرة الدولي للكتاب أمس الأربعاء.
** القعيد: إسماعيل هو الهرم الثالث إلى جوار هذين الهرمين: نجيب محفوظ وهيكل
بدأ اللقاء بترحيب الأديب والروائي المصري يوسف القعيد بأعلام الثقافة الكويتية الذين كانوا في مقدمة الحضور، وهم: الدكتورة هيلة المكيمي وكيل وزارة الإعلام لشؤون التخطيط الإعلامي والتنمية المعرفية، والروائي طالب الرفاعي والروائية ليلى العثمان والروائي والأديب الفلسطيني الكبير يحيى يخلف.
وقال القعيد: "لم يكن إسماعيل منكفئاً على الداخل الكويتي، بل صال وجال بإبداعه الروائي على اتساع المحيط العربي، وإذا كان كاتبنا الكبير محمد حسين هيكل هو الأب الروحي للرواية العربية، والكاتب الكبير نجيب محفوظ هو من أصّل الرواية العربية، فإسماعيل هو الهرم الثالث إلى جوار هذين الهرمين، فلا ذكر للرواية الكويتية والعربية دون أن يكون إسماعيل فهد إسماعيل في مقدمة الصفوف، فقد كتب الشعر والنص المسرحي والقصة القصيرة، إنه استثناء في عالم الرواية، وهذا يبدو واضحًا في المقدمة الرائعة التي كتبها شاعرنا الكبير صلاح عبدالصبور في تقديمه لأولى روايات إسماعيل، ويبدو أن إسماعيل ولد كبيرًا ولم يتدرج مثلنا منذ البداية بشهادة صلاح عبد الصبور.
** حوار بين القعيد وإسماعيل ليخرج الأخير ما في جعبته
بعدها تحدث الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل معربا عن سعادته بالحضور، وبوجوده ضمن أنشطة وفعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، وأشار إسماعيل إلى أنه تعرف على القعيد في سبعينيات القرن الماضي عن طريق صديقه الكاتب والروائي الكبير جمال الغيطاني، ومن هنا سارت علاقة صداقة وطيدة جمعته بالقعيد، ونوّه إسماعيل عن أنه ربما لا يجد ما يقوله لأنه حكى قصته كاملة في الأمسية التي أقيمت في جناح الكويت أول من أمس، ومن هنا بدأ القعيد في عمل حوار مع إسماعيل ليخرج ما في جعبته.
سأله القعيد عن البدايات الأولى له؟، وهل كان هناك وجود للرواية الكويتية قبل ظهوره على الساحة؟، وهل تأثر فى أعماله بمشروعات كويتية أو عالمية سابقة؟، وما هي الأعمال التي لفتت نظره وجعلته يقبل على عالم الرواية؟
وأجاب إسماعيل: أعتقد أن أي كاتب في البدء يمر بمرحلة التيه، حيث ينتابه عدد من المشاعر المتداخلة في وقت واحد، وهنا يبدأ في البحث عن أصدقائه وأهله المقربين لإشراكهم فيما يجيش بداخله، وكانت بدايتي مع كتابة الشعر - وأنا في سن الثانية عشرة من عمري - وكتبت العديد من الأشعار في هذه المرحلة، ثم تحولت بعد ذلك إلى كتابة القصة القصيرة، وأولى قصصي القصيرة نشرتها بالبصرة في العراق، ونشرت بعد ذلك عددا من قصصي القصيرة في الكويت بين عامي 1960 و1961، ثم توجت ذلك بطباعة مجموعتي القصصية الأولى والتي صدرت من العراق.
وأضاف إسماعيل: "تمنيت أن أكون مخرجاً، وحينما لم أجد الفرصة أخرجت الرواية على الورق، وفي هذه المرحلة طالما راودني وأرقني حلم أن أصبح مخرجًا سينمائيًا، وبسبب عدم وجود سينما وقتها في العراق والكويت على غرار ما كان متواجدا في مصر، فقد تنازلت عن هذا الحلم وبدأت البحث عن حلم آخر، ووجدت ضالتي المنشودة في أن أقوم بإخراج ما يطوف بمخيلتي على الورق ومن هنا جاءت روايتي الأولى "كانت السماء زرقاء"، ثم تعددت رواياتي وتوارى حلم الإخراج للوراء، ومنذ الرواية الأولى وصولاً إلى روايتي الأخيرة، كان لديّ اهتمام قوي بالقومية العربية لدرجة أن الباحثين في الكويت كانوا يقولون إنني أحلق خارج السرب، فكنت دائمًا أبحث عن الهوية العربية، وروايتي الأخيرة هي نموذج لرحلة البحث عن الهوية، ولا زال البحث عن الهوية جارٍ.
** أدب المنشور السياسي يتوارى في طيّ النسيان
وعن سؤال القعيد عن الإشكالية التي يقع فيها القارئ عندما يقرأ أعمال إسماعيل الروائية، والتي تعلقت بحوادث سياسية توارت في طي النسيان؟، قال إسماعيل: الأجيال الجديدة دائمًا لديها فضول لمعرفة ما الذي حدث في الماضي، بشكل أدبي وفني إلى جانب الشكل التاريخي، فهم في حاجة دائمًا إلى الجانب الإنساني الذي غالبًا ما يتوه في زحمة الأحداث السياسية التي تطغى على كل ما بجوارها، فهناك أدب سياسي وأدب يتلمس السياسة دون أن تسيطر عليه، وهناك أدب آخر تحريضي، أو ما يطلق عليه "أدب المنشور السياسي" وهذا يموت سريعًا، فالأدب يجب أن يؤدي الدور المنوط به دون الدخول في أيديولوجيات، وأعتقد أن هذا الأدب باقٍ لمعرفة التاريخ بعيون أدبية.
وعما يحدث الآن من اختصار بعض الأعمال الروائية - على غرار ما حدث مع رواية الحرب والسلام للروائي الروسي الكبير ليو تولستوي، والتي تم صدور طبعة جديدة منها مختصرة في جزء واحد بدلاً من أربعة أجزاء - وكذلك ما يحدث من اختصار بعض الأعمال الروائية المهمة لتناسب المرحلة السنية للأطفال من خلال خبراء في هذا المجال، ورأيه في ذلك، قال إسماعيل إنه ضد اختصار أي عمل أدبي، لأن أي إنتاج أدبي بعد صدوره يخرج من إطار ملكية صاحبه ليصبح ملكًا للتاريخ، فالعمل الأدبي يسجل أحداث العصر التي عاصرها، أما تقديم النص بشكل آخر مبسط - سواء كان على شاشات التليفزيون أو السينما أو خلافه - فأنا لا أعارض ذلك بشرط أساسي وهو المحافظة على رؤية كاتب النص الأساسية، وهذا العمل يترك لدى الأطفال آثارا إيجابية وخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة.
** إسماعيل: لا توجد سينما بالمعنى الروائي خارج مصر.. فالخليج دخل المدنية قريباً
وفي إجابته عن: لماذا لم يتم تحويل الأعمال الروائية المهمة له ولأقرانه من المبدعين الكويتيين إلى أعمال سينمائية؟، قال إسماعيل: بدأنا تجارب سابقة في هذا المجال، وتجري الآن تجربة جديدة على يد جيل الشباب، ولكن ينبغي أن نشير إلى أنه لا توجد سينما بالمعنى الروائي خارج مصر، فمصر لها تاريخها السينمائي الطويل منذ عشرينيات القرن الماضي، وبالرغم من وجود عدد من المحاولات المماثلة في عدد من الدول العربية، منها المغرب والجزائر والإمارات العربية المتحدة، لكنها للأسف نشاطات فردية، فصناعة السينما في حاجة إلى مؤسسات وجيش من الفنيين وهذا ما يتوافر في مصر فقط.
ومن جانب آخر فإن صناعة السينما في حاجة إلى مجتمع مدني ضارب بجذوره في الحضارة، والمجتمع الخليجي دخل المدنية قريبًا - تحديدًا بعد اكتشاف النفط - وهذا ترك أثرًا سلبيًا في هذا المجال، وربما تتعدل هذه الصورة في السنوات المقبلة.
وفي الكويت، تجاربنا حتى الآن في هذا المجال هي تجارب فردية، وقد تحولت بعض أعمالي الروائية إلى أعمال مسرحية، ومنها رواية "الشياح" التي طبعت عشر مرات وعرضت على خشبة المسرح في العراق وحققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، وحضر حفل الافتتاح نائب رئيس الجمهورية وعدد كبير من كبار رجال الدولة والمثقفين والفنانين، وأنا فى أعمالي لا أكتب النص إلا مرة واحدة، أما السيناريو والحوار فله متخصصون، وتبقى الصناعة السينمائية في حاجة إلى مجهود كبير، ونحن نضع آمالاً كبيرة على مصر في مجال السينما.
** إذا لم تتولّ الدولة مسؤولية ترجمة أعمالنا سيبقى الأدب العربي حبيساً
وعن قضية ترجمة الأعمال الأدبية العربية وترجمة أعمال فهد إسماعيل، أشار الأديب الكويتي الكبير إلى ترجمة عدد من أعماله الروائية في ألمانيا واليابان والهند وعدد من الدول الأخرى، ولكن تلك الترجمة كانت من أجل عدد من الأبحاث العلمية - رسائل الماجستير والدكتوراة - لا للنشر التجاري، ومشكلة الترجمة هي مشكلة معقدة للغاية، وإذا لم تتولّ الدولة مسؤولية ترجمة أعمالنا الأدبية والثقافية سيبقى الأدب العربي حبيس المنطقة العربية، وبالتالي علينا أن نتحرك ونسعى بجدية وإرادة واعية للتواصل مع الآخر.
وفي تعقيبه على قضية الترجمة، أوضح الروائي يوسف القعيد، أن مشكلتنا الكبيرة هي انبهارنا بالغرب، فمنذ قدوم الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798 ونحن نترجم عن الغرب دون أن نطلب من الغرب أن يترجم عنا، وهذه قضية مرتبطة بالدونية الحضارية، فما زلنا نعيش بمنطق أننا تابعون.
وعن الروائيين الكويتيين من الرواد والشباب، أكد إسماعيل أن هناك طفرة هائلة متواجدة في الكويت الآن من خلال الاهتمام بالثقافة والفنون والآداب، واستطرد: أتذكر أننا كنا ثلاثة روائيين في مطلع الستينيات، أصبحنا ستة في السبعينيات، ثم عشرة روائيين في التسعينيات، والآن أصبح لدينا أكثر من خمسين روائي كويتي، هذا بخلاف الشعراء والنقاد.
** الرافعي: الكويت تصدر بها خمس عشرة جريدة يومية.. منها ثلاثة متخصصة في الثقافة والفنون
وكان عدد المتعلمين في الكويت في الستينيات يُعدّ على أصابع اليد الواحدة، وكنا نلتقي في أحد البيوت لنقرأ كل أسبوع مجموعة من الأعمال الأدبية والفلسفية، وعددنا لم يكن يتجاوز السبعة أفراد، والآن أصبح لدينا أكثر من مئة مجلس للقراءة، يوجد في المجلس الواحد أكثر من مئة وخمسين فردًا.
وعن الصحافة الكويتية وموقفها من الأعمال الأدبية، والتي لا تجد لها مساحات على صدر الصحافة الكويتية، قال الروائي الكويتي طالب الرفاعي - الذي طلب الحديث - قائلا: أود أن أشير إلى أن الكويت تصدر بها خمس عشرة جريدة يومية، منها ثلاثة جرائد متخصصة في الثقافة والفنون، وهم: القبس والجريدة والرأي العام، وهذه الجرائد الثلاثة تنشر يوميّاً أوجه الأدب المختلفة من شعر وقصة قصيرة ورواية.
أما عن فكرة أنها لا تنشر روايات مسلسلة فهذا متوقف على رغبة الروائي نفسه، فهناك من يوافقون ومن يرفضون فكرة نشر الرواية على شكل حلقات، ونحن في الكويت حريصون على أن تكون الثقافة زاداً وزواداً لكل مواطن كويتي وعربي، أما فيما يتعلق بالقضية التي أشرتم إليها - والتي تخص الترجمة إلى اللغات الأجنبية - ففي أحد لقاءاتي مع أحد أصحاب دور النشر الأمريكية، قال لي إن النشر لدينا هو عملية تجارية بحتة تخضع للسوق، ونحن في العالم العربي في حاجة إلى حكومات عربية تتخذ من الثقافة طريقًا إلى الوصول للآخر، فليس الآخر هو من تجاهلنا، بل نحن من تجاهلنا أنفسنا، نحن فقط في حاجة إلى من يمنح ثقافتنا الفرصة والرؤية.
وفي مداخلة من الروائي والكاتب الفلسطيني يحيى يخلف - عقب مداخلة طالب الرفاعي - أبدى "يخلف" شكره وتقديره للروائي الكبير إسماعيل فهد، والروائي المصري الكبير يوسف القعيد، وأبدى سعادته البالغة بأن يقام معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام بالرغم مما تمر به مصر من أحداث، وأن تكون الكويت هي ضيف الشرف، وقال: "يعد فهد علامة بارزة في تاريخ الرواية العربية، فهو يمتلئ بالخبرات والتجارب، ومن الصعب تلخيص تجربته في كلمات قليلة، فهو - من خلال كتاباته التي تفيض بالعروبة والقومية - واحد من جيل الرواد في الرواية العربية، وأقول إن الثقافة العربية الكويتية مثلها مثل "بهية" التي شاب الزمن وهي شابة، وراح الزمن وجاءت هي"، وأكمل قائلًا: "كان فهد دائمًا متجددًا وساهم ببصماته في تاريخ الرواية العربية، وأنتهز هذه الفرصة وأرحب بالروائية الكبيرة والأخت العزيزة ليلى العثمان، والتي عبرت في أعمالها عن المرأة الكويتية والعربية بشكل مبدع وخلاق".
** لا يصح أن ينتمي الأديب إلى السلطة
ومع فتح باب الأسئلة، قال إسماعيل - عن العلاقة بين الأديب والسلطة - إنه شخصيًا ضد أن يكون للمثقف أي انتماء مع السلطة أو حزب معين، فالإبداع في حاجة إلى التحرر والإخلاص بعيدًا عن أي انتماء، مع الحفاظ على مسافة مناسبة بين المبدع والسلطة أو الأيديولوجية، لكي تكون له حرية النقد والنصح، أما فيما يتعلق بالتيارات الدينية المتواجدة في الكويت ومهاجمتها للإبداع الفكري، قال إسماعيل إنه حتى الآن لم يدخل في صدام مع هذه الجماعات، ولكن هذا لا يمنع أنه قد يصطدم معهم في يوم ما، وأثنى على الثورة المصرية وقال إن الثورة المصرية قد حمت مصر والمنطقة العربية من شبح أسود كاد أن يسيطر على المنطقة كلها، وهو شبح الإخوان، فجماعة الإخوان الإرهابية أرادت أن تقتل الهوية المصرية والعربية، ومن المعروف أن الهوية تنعدم فى ظل الجماعات الشمولية والفاشية، على غرار ما قام به هتلر وموسيليني من قبل في ألمانيا وإيطاليا، وما كان يحلم به هؤلاء الظلاميون.
وفى إجابته عن السؤال الذي وجهته إليه الروائية الكويتية ليلى العثمان - في ختام اللقاء الذي امتد حوالي ساعتين - حول ما إذا كانت ثورات الربيع العربي ستقود المنطقة إلى الأفضل أم لا، قال إسماعيل إنه بالتأكيد يجب أن يكون للأفضل لأنه لا يوجد أسوأ مما عايشناه من طغيان وظلم ودكتاتورية، فهؤلاء الشباب عندما خرجوا ليواجهوا الموت كان ذلك لأنهم شعروا بأن الحياة لا قيمة لها، ولذا فعلينا - إذا أردنا أن نتقدم إلى الأمام - أن نتخلى عن كراسينا طواعية لهؤلاء الشباب، وأن نحتضنهم ليقودوا المستقبل، قبل أن يأتي يوم يجبروننا فيه على ترك هذه الكراسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.