تعتبر رواية "مئة عام من العزلة" للروائي الكولومبي جابريال جارثيا ماركيز من عيون الأدب العالمي، ومن أهم الأعمال الإسبانية خاصة، فقد تمكنت عبر واقعيتها السحرية من وضع رؤية موضوعية للحياة المادية، موضحة ملامح ما هو غير مألوف في حالات تشبه الحكايات الشعبية الخرافية المفعمة بهواجس الواقع. تدور أحداث الرواية حول قصة عائلة بوينديا على مدى ستة أجيال، تعيش في قرية خيالية تدعى "ماكوندو"، يسجل من خلالها ماركيز قصة حياة عائلة "بوينديا" في قرية على الساحل الكاريبي، بدءا من قدوم الجد الأكبر "خوسيه أركاديو بوينديا" والجدة "أورسولا" و"بيلار تيريزا" التي تقرأ مستقبل الناس من خلال ورق اللعب، ومجموعة متنوعة من المهاجرين. يأتي إلى القرية الجديدة الغجر بألعابهم السحرية التي لا تنتهي، فتطبع على القرية وأهلها شكل آخر من أشكال الخرافة، ويأتي مع الغجر الشخصية الغريبة "ملكياديس" والذي يفعل أشياء غريبة ويرحل مخلفا وراءه كنزا غريبا بعض الشيء، وهو مجموعة من الأوراق التي تسجل بدقة تاريخ القرية وكل سكانها من لحظة وجودها وحتى لحظة فناء القرية وأهلها، ولكن هذه الأوراق لا تقرأ إلا بعد مرور مائة عام على كتابتها. "لم يمت لنا أحد هنا، ولا ينتسب الإنسان إلى أرض لا موتى له تحت ترابها" يتنوع نسل عائلة بوينديا إلى مجموعة من الأبناء والأحفاد مصنفين لنوعين؛ الأول يمتلك صفات جسدية خارقة للعادة، والآخرون يحملون صفات العزلة والتمرد. "كيف يتطرف بعض الناس إلى حد إشهار الحرب الأهلية بسبب معتقدات قابلة للصواب والخطأ" تشتبك الرواية مع أحداث الحرب الأهلية الإسبانية والاضطرابات والجرائم التي وقعت آنذاك، حيث قامت كتائب بتنفيذ عدة اغتيالات لشخصيات كبيرة، وأيضا دخلت في حروب مع عدة جهات، كما تنشغل شخصيات الرواية بعدم مخالفة وصايا الجدة والخوف من وقوع لعنة تعصف بالجميع إثر مخالفة قانون الأباء. وحول قدرة العمل الدرامي على تجسيد رواية "مئة عام من العزلة"، تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، نبأ تحويل رواية "مئة عام من العزلة" لماركيز إلى عمل تلفزيوني من قبل شركة "نت فليكيس" والتي تيسر مشاهدته في جميع أنحاء العالم، وأعلنت الشركة ذلك مارس الماضي.