الحقنة القاتلة.. طريق الشباب للموت السريع.. جمال فرويز: غياب الآباء والرقابة ووسائل التواصل سبب الإدمان.. سامية خضر: لابد من توعية إعلامية وتفعيل دور الأسرة

يحاول بعض الشباب والفتيات الهروب من الهموم والمتاعب والشعور بالمتعة والخروج من الاكتئاب وخلق عالم أخر لا ينتمي للواقع، عالم يبدأ "ببخة ونفس ورشفة"، ويتحول الأمر بعد ذلك إلى "شكة سرنجة " تنتهي فى بعض الأحيان بسكته قلبية او دماغية تؤدي للوفاة في الحال نتيجة جرعة زائدة من المواد المخدرة " أوفر دوس "
قصص وروايات كثيرة تملأ صفحات الجرائد والمواقع عن تلك الحالات التى انتشرت فى الفترة الاخيرة
فى السطور القادمة "البوابة نيوز" تعرض البعض منها على النحو التالي
الهيروين وجثة معالج الإدمان
البداية كانت بتلقي ضباط قسم شرطة الهرم بلاغا من بعض لأهالي بالعثور على جثة معالج إدمان داخل شقته، وتبين من التحريات أن المتوفي كان يعمل طبيب صيدلي، أدمن المواد المخدرة منذ فترة، ثم دخل مصحة للعلاج من الهيروين، ثم عمل معالجا للإدمان بهذه المصحة، ومع مرور الوقت عاد لإدمان مخدر الهيروين مرة أخرى، ويوم الواقعة تناول جرعة زائدة من المخدر أودت بحياته.
فتاة التجمع الخامس والموت بحقنة
لقيت فتاة في العقد الثالث من العمر مصرعها بعد تناول جرعة زائدة من مخدر الهيروين، وتقدم الأهالى ببلاغ بالعثور على جثة فتاة ملقاه بشارع التسعين بمنطقة التجمع الخامس وعلى الفور انتقل عدد من ضباط مديرية أمن القاهرة لمكان الحادث وبإجراء معاينة لجسد الفتاة تبين وجود آثار حقن حديثة على ذراعها، وشحوب ولون أزرق بمكان الحقن، وبإجراء التحريات تبين أن الوفاة جاءت إثر تناولها جرعة "هيروين" زائدة.
جرعة هيروين داخل حمام مسجد
فى الدقهلية تمكنت الأجهزة الأمنية من كشف لغز العثور على جثة شاب داخل دورة مياه مسجد سيدى ياسين بالمنصورة وبجواره حقنة فارغة، وبالفحص تبين أن الجثة لشاب يدعى "كريم. م"، 35 عاما، وشهرته "عسلية"، وعثر بجواره على سرنجة، وبواقي بودرة هيروين، وعلى يديه آثار وخز نتيجة تعاطى المخدرات، وتحرّر المحضر اللازم وتم نقل الجثة للمشرحة، وبالعرض على النيابة أمرت بانتداب الطبيب الشرعي لبيان أسباب الوفاة، وأكد التقرير المبدأي أن سبب الوفاة تعاطى جرعة زائدة من المخدرات؛ ما تسبب في توقف عضلة القلب.
الدكتور جمال فرويز
وعن الأسباب التي تدفع الشباب لسلوك طريق المخدرات.. أكد الدكتور جمال فرويز استشاري الصحة النفسية،، ان انشغال الآباء بأعمالهم أو سفرهم للخارج وإهمال تربية أبنائهم وعدم وجود رقابة عليهم من العوامل التي تدفعهم إلى التعرف على أصدقاء السوء والمضي في تلك الطرق،
وأشار إلى أن التفكك الأسري والحالات النفسية التي تصيب بعض الأبناء وبحثهم عن طرق للهروب من تلك المشاكل والعوالم المختلفة، بجانب التهميش وشعور الإنسان أنه لا دور له وسط أسرته ومجتمعة، كل هذا يدفعهم إلى الانعزال، ومحاولة تجربة شيء يخرجهم من عالمهم إلى عالم أخر، فلا يجدون أمامهم الا تناول المخدرات التي قد تنهي حياتهم.
وقال فرويز إن وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة نافذة يطل منها الشباب على كل ما هو جديد ويتعرفوا على أصدقاء جدد منهم من هو سيء يقودهم لطريق الإدمان ومنهم من هو صالح، بالإضافة إلى المواد التليفزيونية المعروضة على الشاشات والتي يشاهدها جميع أفراد الأسرة، تؤثر بدرجة أكبر فى الناشئة، خاصة أن أغلبها يتحدث عن البلطجة والتعاطي والاغتصاب وغيره مما يدفع البعض منهم لتقليدها.
الدكتورة سامية خضر
وعن وسائل الحد من تلك الظاهرة تطالب الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع، بجامعة عين شمس، بضرورة وجود توعية إعلامية عن أخطار تناول المخدرات وتقديم نصائح للشباب بطريقة سهلة وبسيطة حتى يتقبلوها
وشددت على ضرورة تفعيل دور الأسرة فى إنشاء جيل على علم ودراية بخطر تعاطى المواد المخدرة والنهاية التي تنتظرهم في حالة سلوك ذلك الطريق، ونشر الوعى الديني بين الشباب من خلال تفعيل دور العبادة فى بث الأخلاقيات ورفض العنف وحث الجميع على البعد عن تلك الطرق
وأوضحت انه يمكن تصميم برامج للتأهيل، لا تتعامل مع المدمن باعتباره مجرمًا بل باعتباره ضحية، والاستفادة من تجارب الدول التى حققت نجاحًا فى هذا المجال، والتوسع فى إنشاء مراكز التأهيل.