تشكل المقتنيات الخاصة بالجماعة الفنية، التى يحتفظ بها متحف المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إرثا فنيا ضخما، نظرا لما يحفظه من تاريخ يمثل حركة وتطور الفنون المسرحية والموسيقية والغنائية بشكل كبير. كان وسيظل المسرح أبوالفنون ينهل من نبعه الفكر والعقل ليبقى رواده رموزا لفن لا يموت، يعد الفنان القدير أشرف عبدالغفور، رمز الالتزام المسرحي، منذ انضمامه عضوا للمسرح القومي، فى ذلك الوقت كان المخرج نبيل الألفى قائما على عرض مسرحى بعنوان «ماكبث» أحد روائع وليم شكسبير، وقدمت على خشبة المسرح القومي، أعطاه بعض الكلمات ليتقنها استعدادا لدوره فى المسرحية، وفى نفس الوقت كان يختبر فى السينما أيضا، وأعطاه الفنان عبدالمنعم مدبولى دور الفتى الأول فى مسرحية «جلفدان هانم» التى يستعد لإخراجها. عشق اللغة العربية وبدأت العلاقة الترابطية معها فى مرحلة الثانوية العامة من الناحية الدراسية، أما الناحية العملية فى هذا الموضوع فيرجع ذلك للمخرج الإذاعى الشهير محمد الطوخي، الذى يمتلك استوديو خاصا بعنوان «القاهرة» بوسط البلد، وأنتج من خلاله أعمالا عديدة للمنطقة العربية، ال«بى بى سى» بلندن، باللغة العربية الفصحى، على يد أساتذة متخصصين بها مستخدما التشكيل اللغوى فى النصوص، ومن هنا بدأ عبدالغفور فى شراء القواميس، والمعاجم فى اللغة العربية من أجره بالإذاعة، وأخذ يبحث عن موضع الكلمة فى الرفع، والنصب، والجر، وغيرها، حتى وصل إلى درجة من الثقة بالنفس، ما أتاح له الفرصة فى إخراج بعض الأعمال الإذاعية لل«ب بى سي»، التى ما زالت تذاع فى لندن والمنطقة العربية حتى الآن، جعلت حبه يزيد باللغة العربية واستمراره فى تمكنه منها لأنها فى حقيقة الأمر مجهود شخصى بحت نابع منه، وليس نابعا من دراسة بل من مجهود وإصرار حتى أصبحت عشقه الأول والأخير بجانب المسرح. شارك «عبدالغفور» بالوقوف على خشبة المسرح مع مجموعة من كبار الفنانين من بينهم حسين رياض، شفيق نور الدين، حسن البارودي، عبدالمنعم إبراهيم، توفيق الدقن، محمد السبع، سميحة أيوب، سناء جميل، نعيمة وصفي، وغيرهم، كما أخرج له العديد من الأعمال كبار المخرجين من بينهم كرم مطاوع، سعد أردش، كمال ياسين، وغيرهم، من خلال هذه العلاقات والممارسة وسط هذه النخبة العظيمة ساعدت فى تشكيل وجدانه وخاصة أن المسرح عالم قائم بذاته، يختلف تماما عن السينما. عين بالمسرح القومى عام 1963، وظل نشاطه المسرحى مرتبطا بفرقة القومى فيما بعض الاستثناءات القليلة، حيث شارك فى العديد من الأعمال المسرحية منها «الحلم» فى 1964 على خشبة المسرح القومي، «ثلاث ليالي»، «سليمان الحلبي» فى 1965، «حلاوة زمان» فى 1966، «رجال بلا ظلال» فى 1968، «ليلة مصرع جيفارا» فى 1969، «وطنى عكا» فى 1969، «النار والزيتون» فى 1970، «متلوف» فى 1971، «غبى فى الفضاء» فى 1972، «مدرسة الأزواج»، «ابن مين فى مصر»، «حدث فى أكتوبر» فى 1973، «عودة الشباب» فى 1975، «بيت الأصول» فى 1982، «أيام صعبة»، «السبنسة»، «لعبة السلطان» فى 1986، «حكايات صوفية» فى 1988، «جاسوس فى قصر السلطان» فى 1992، «الساحرة» فى 1996، «رقصة سالومي» فى 1999، «هنرى الرابع» فى 2000، «الملك لير» فى 2002 التى قدمت على خشبة القومى مع الفنان يحيى الفخراني، وحققت نجاحا باهرا، «بيت الدمية» فى 2007، وفى فرقة مسرح الشباب فى فبراير 1992 وفرقة مسرح الغد «ليش يا عليش» فى 1993، و«البهلوان» فى 1996. وبالفرقة الاستعراضية الغنائية قدم «الخديوي» فى 1994، وبفرقة مسرح الطليعة قدم «وجها لوجه» فى 1998، وبفرقة المسرح الحديث قدم «لحظة الوداع» فى 2000، وبفرقة القومى للأطفال قدم «أمير الخيال» فى 2006، «فتاة الغلاف»، وغيرها من الأعمال الحديثة، إلى جانب أعماله السينمائية المتميزة من بينها «الشيطان»، «صوت الحب»، «الشوارع الخلفية»، «لا شيء يهم»، وغيرها، ولكن تظل أعماله التليفزيونية هى الأشهر فى تاريخ أعماله فقدم العديد من الأعمال الدرامية الناجحة منها «القاهرة والناس»، «دعاء الماضي»، «فارس بلا جواد»، «يتربى فى عزه»، «زيزينيا»، «جبل الحلال»، إضافة إلى تقديمه عددا من السهرات التليفزيونية من بينها «المواجهة» التى نال عليها جائزة أولى، كما قدم للإذاعة المصرية مجموعة متنوعة من الأعمال منها «لقاء الغرباء»، «نور الحياة»، «لقاء فى الربيع»، وغيرها. اشتهر بأدواره التاريخية والدينية من خلال الدراما التليفزيونية، ومنها أدواره فى مسلسلى «محمد رسول الله»، و«الإمام مالك»، وتجسيده لشخصية سعيد بن جبير فى مسلسل «عظماء فى التاريخ»، ودور سلطان العلماء العز بن عبدالسلام فى مسلسل «أئمة الهدى»، إضافة إلى مشاركته فى عروض أوبريت «الليالى المحمدية» وحلقات برنامج «أسماء الله الحسنى»، فضلا عن الأداء الصوتى المميز الذى قدمه لعدد من الكتب ضمن سلسلة الكتاب المسموع، ما زال يخدم المسرح حتى الآن بأعماله الثرية التى تعد إرثا فنيا كبيرا وإحدى العلامات البارزة فى المسرح العربي.