المسرح هو أبوالفنون، الذى تمتزج فيه أشكال التعبير عن الأفكار المختلفة والمشاعر الإنسانية فى صورة تمزج الأداء والحركة بالمؤثرات المتنوعة من الصوت، والإضاءة، والديكور. تلك الخشبة التى يعتليها الفنان حاملا رسالته السامية، أخرجت هذه الخشبة العديد من الفرق المسرحية التى ساهمت بشكل كبير فى خلق جيل واعٍ بالفنانين والمخرجين والكتاب؛ أصبحت أحد رموز الحركة المسرحية فى مصر والوطن العربي. وعلى مدار 30 ليلة من ليالى شهر رمضان الكريم، تلقى «البوابة» الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، التى تركت بصمة واضحة فى تاريخ المسرح من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، قدمت خلاله مواسم مسرحية لاقت نجاحًا كبيرًا داخل مصر وخارجها، توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم وتجاربهم باقية وخالدة رغم رحيلهم. بدأ المخرج عبدالرحيم الزرقانى فى ممارسة أعماله الإخراجية خلال فترة الخمسينيات، وهو ينتمى إلى جيل المخرجين الذين أتموا دراستهم بالمعهد العالى لفن التمثيل، حيث بدأت حياته الفنية هاويا بالفرق المدرسية، إلى أن انضم لفرقة العشرين التمثيلية فى 1936، وقام بتمثيل العديد من الأعمال المسرحية بها إلى جانب إخراجه لها مسرحية «الأرملة». كان من بين خريجي الدفعة الأولى بمعهد التمثيل، حيث كان يعمل موظفا ببنك التسليف الزراعى إلى أن انتدبه المخرج زكى طليمات للعمل بالمعهد فى المساء، وأسند له تدريس مادة التمثيل بالمعهد، عاهده زكى طليمات فى أول فرصة له بإخراج مسرحية «بنت الجيران» على مسرح الدولة فى 1954، حتى عين ممثلا ومخرجا بالفرقة المصرية الحديثة فى 1954، إضافة إلى تعيينه مشرفا على المسرح الشعبى فى 1956، كما انتدب مشرفا على المسرح الحديث فى الموسم المسرحى «1966 - 1967»، ومن المعروف عنه الدقة فى التدقيق بمخارج الألفاظ، والصوتيات، والنص، إضافة إلى تمسكه الشديد بنصه الخاص، وعدم السماح لأى فرد بتبديل أى شيء فى النص الذى استقر عليه لا حذف ولا إضافة. أخرج لمسرح توفيق الحكيم، والقومي، والحديث، والطليعة، والكوميدي، كما أخرج لفرق الهواة والأقاليم إلى جانب الفرق التجارية، ومن بين هذه الأعمال التى قدمها فى مشواره الفنى «بيت الجيران» فى 1952، «الأشباح» فى 1954، «بداية ونهاية» فى 1960، «فى بيتنا رجل» فى 1961، «عيلة الدوغري» فى 1963، «الحلم»، «سليمان الحلبي» فى 1965، وقدمت هذه الأعمال على خشبة المسرح القومي، «العرضحالجي» فى 1968 على خشبة مسرح توفيق الحكيم، «جواز على ورقة طلاق» فى 1973، على خشبة المسرح الحديث، «على جناح التبريزى وتابعه قفة» فى 1969، على خشبة المسرح الكوميدي، «ليلى والمجنون» فى 1971، «روميو وجانيت» فى 1978، على خشبة مسرح الطليعة، وكان من بين رواد العمل الإذاعى وقدم العديد من البطولات الإذاعية سواء كانت مسلسلات أو مسرحيات قام بإخراجها، إلى جانب مشاركته فى عدد قليل من المسلسلات التليفزيونية من أبرزها «هارب من الأيام»، «محمد رسول الله»، كما شارك فى العديد من الأفلام السينمائية وكان أبرزها «أرض النفاق» الذى جسد خلالها دور بائع الأخلاق.