تتواصل رحلة الإنشاد الديني والمدائح النبوية، كجزء أصيل من تراث إسلامي وفن تتوارثه الأجيال، تغذيها الموهبة ويصقلها الإحساس، ولعل ارتباط الإنشاد بالروحانيات والتجليات الصوفية، واحدة من أبرز المظاهر التي جعلت من كلا الأمرين متلازمين فلا حديث يعلو فوق ذكر شمائله صلى الله عليه وسلم، ولا حديث يثاب سوى محبة آل بيته الكرام. وتتواصل رحلة "البوابة نيوز" مع منشدي التصوف في العصر الحديث بربوع مصر، حيث تنشدهم الآذان وترغب في سماعهم القلوب والأبصار، ومنهم الشيخ نصر العدوي. ولد العدوي بقرية بني عدي، مركز منفلوط، بمحافظة أسيوط، يقول عن نفسه:"نشأت في قرية صوفية بها أكثر من 100ولي من أولياء الله، وبدأت رحلة الإنشاد وأنا في الصف الأول الثانوي، كانت أول حفلة لي في مولد العارف بالله الشيخ أحمد عواجة، وكنت أخذت العهد من عمي الشيخ أحمد سليم العدوي البيومي فكان لي الشرف أن أذهب معه رواتب الحضرة البيومية". ويتابع:" كان دائم التشجيع لى على الإنشاد ويقدمني على غيري في الحضرة، ثم توالى الأمر فذهبت إلى رحاب سادتنا آل البيت رضوان الله عليهم، فأنشدت في حضرة الحسين، وستنا السيدة زينب، وستنا السيدة نفيسة، فكان اكتشاف موهبتي وأنا عمري 15سنة، فأنا محب جدا للإنشاد الديني، ولي فيه من المشايخ الذين أطرب لسماعهم حيث المشايخ المفضلين عندي في السماع الشيخ ياسين التهامي، هذا الرجل بحق جعل الإنشاد الديني قيمة وقامة وأنا شرف لي أن أكون مادحًا لأهل بيت رسول لأني محب لهم، فيا آل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله، يكفكم من عظيم الفخر أنكم من لم يصل عليهم لا صلاة له". من أحب القصائد التي أعشقها وأطرب بها:" زدني بفرط الحب، أنا ابن الطهر، وضاع عمري". وعن علاقة المديح بشهر رمضان يقول:" تلك هى الروحانيات تشتاق لرمضان، وهو مشتاق إليها، فنحن تعلمنا أن الشهر الكريم يجود بالكثير والكثير ولعل من هذا الكثير أن يمنحنا الله من فيض كرمه ما يجعلنا مادحين لآل بيت رسوله، ونحن نحرص على أن يكون لنا حظ من تلك الروحانيات فنعمل على إحياء الليالي والمناسبات المختلفة".