أجرى مدير مجلة La Civiltà Cattolica الكاهن اليسوعي أنتونيو سبادارو مقابلة مع المقرر العام للسينودس الكاردينال البرازيلي كلاوديو هوميس، واصفا هذا الحدث بالمشروع الكنسي الكبير الذي سيسعى إلى تخطّي الحدود وإعادة تحديد الخطوط الرعوية لتتأقلم مع الأزمنة الراهنة، في إطار الاستعدادات الجارية لانعقاد السينودس الخاص بمنطقة الأمازون من 6 حتى 27 اكتوبر المقبل. وفي حديثه إلى الكاهن اليسوعي سبادارو، سلط رئيس أساقفة ساو باولو الفخري الكاردينال هوميس الضوء على أبرز المحطات ضمن مسيرة الاستعداد لجمعية الأساقفة، مؤكدا أن الأهداف برزت في الوثيقة التحضيرية التي نُشرت في الثامن من يونيو من العام الماضي تحت عنوان "الأمازون: مسيرات جديدة للكنيسة ومن أجل بيئة متكاملة". وكان البابا فرنسيس قد عيّن الكاردينال "هوميس" مقررا عامًا لهذا السينودس، ويعاونه في هذه المهمة الكاردينال اليسوعي البريوفي بيدرو بارّيتو، رئيس أساقفة هاونكايو مع العلم أن الكاردينالين هما رئيس ونائب رئيس ما يُعرف بالشبكة الكنسية من أجل الأمازون، التي أبصرت النور من أجل تنسيق عمل المجالس الأسقفية في منطقة جغرافية شاسعة تضم تسع دول. في العام 2006 عيّن البابا بندكتس السادس عشر الكاردينال هوميس رئيسًا لمجمع الإكليروس، وهو اليوم يرأس لجنة الأمازون التابعة لمجلس أساقفة البرازيل. وفي حديثه عن المخاوف بشأن انعكاس هذا السينودس سلبًا على وحدة الكنيسة الكاثوليكية قال الكاردينال إنه من الأهمية بمكان أن نفكّر بوحدة تجمع بين التنوّع، كي يصبح هذا التنوّع غنىً في إطار الوحدة. وأكد في هذا السياق أن الدول التي تقع منطقة الأمازون ضمن أراضيها تشكل تعبيرًا عن التنوّع في أمريكا اللاتينية وهذا الأمر ينبغي أن تدركه الكنيسة في أوروبا وباقي أنحاء العالم. ورأى أنه من خلال هذا السينودس الخاص ستظهر جليًا خصوصيات وميزات الكنيسة في أمريكا اللاتينية التي يمكنها أن تحمل أنوارًا جديدة إلى الكنيسة في أوروبا والعالم، تمامًا كما يتعيّن على الكنيسة في أوروبا أن تقدّم أنوارًا عريقة وبالغة الأهمية. بعدها ذكّر الكاردينال هوميس بأن ممثلين عن الشبكة الكنسية الخاصة بمنطقة الأمازون قاموا بزيارة إلى الفاتيكان في الخامس والعشرين من فبراير الماضي وأجروا لقاء مع البابا فرنسيس، وأطلعوه على سير الاستعدادات من أجل انعقاد هذا السينودس. ولفت إلى أنه خلال المسيرة التحضيرية قامت الشبكة بالإصغاء، قبل أن تتخذ القرارات، مشيرا إلى أن التحضير لسينودس ما لا يتطلب التنظيم والتخطيط وحسب، إذ لا بد أن يتم الإصغاء إلى شعوب الأمازون. واعتبر أن هذا الجهد يشكل مصدر غنى للعمل. هذا ثم أشار الكاردينال إلى أن الأساقفة الذين سيشاركون في الأعمال لن يقوموا بتكرار ما قيل في الماضي على الرغم من أهميته وجماله ومعناه اللاهوتي العميق. وقال بهذا الصدد: يجب ألا نحمل في جعبتنا ما هو قديم كما لو كان أهمّ من الجديد! وشدد على ضرورة وضع الثقة بالروح الذي يقودنا إلى الأمام لأن الماضي ينبغي أن يكون دومًا جزءًا من تقليد يسير نحو المستقبل. وذكّر الكاردينال هوميس بأن البابا فرنسيس ندد في أكثر من مناسبة بكل شكل من أشكال "الاستعمار الجديد"، وحثّ الكنيسة الكاثوليكية على عدم عيش روح هذا الاستعمار وممارسته في رسالتها التبشيرية مشيرًا إلى أن الشعوب الأصلية تأخذ على بعض الجماعات الخمسينية البروتستنتية تبنيها موقف الاستعمار. واعتبر أن انثقاف الإيمان والحوارَ الديني ينبغي أن ينبعا من واقع حضور الله الدائم وسط الشعوب الأصلية وشدد في هذا السياق على ضرورة وجود كنيسة تتألف من السكان الأصليين وتكون من أجل السكان الأصليين متحدثا عن الحاجة إلى كنيسة تحمل هذا الوجه وتكون منغمسة في ثقافة وهوية وتاريخ وروحانية تلك الشعوب. وفي ختام مقابلته مع المجلة توقف المقرر العام للسينودس من أجل الأمازون عند مؤتمر أبريسيدا مشيرا إلى أنه أظهر انفتاحًا كبيرا للبابا بندكتس السادس عشر على عالم لم يكن عالمه، كما يؤكد البابا فرنسيس الذي كان كاردينالا آنذاك وشارك في تلك الأعمال أن هذا الحدث زاد من إيقاظ الوعي لديه بشأن تحديات الأمازون.