غنى له المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم، قائلا: «خلاص أنا قلبى خف/ بعد ما كان تعبان/ والبركة يا ناس فى حبيبي/ دكتور جمال شعبان/ معروف في العالم كله ومشرف اسم مصر»، هكذا شهد «شعبولا» للجراح الشهير الدكتور جمال شعبان، أستاذ كهرباء القلب ومدير معهد القلب السابق، بعد أن تعافى على يديه من المرض. الجراح الشهير وجه العديد من النصائح العامة للصائمين في سياق حواره ل«البوابة»، للوقاية من المرض، والحرص على صحتهم وسلامة قلبهم، خاصة مرضى القلب، قائلا: إنه يتدبر آيات القرآن فى رمضان ويحاول أن يفسرها بما أنعم الله عليه من علم ودراسة. دواؤك فيك وما تشعر * وداؤك منك وما تُبصر وتحسب أنك جرم «جسم» صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر وأنت الكتاب المبين الذي *** بأحرفه يظهر المُضمَر فلا حاجة لك فى خارج * يُخَبَّر عنك بما سُطًّرُ قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ *) [البقرة: 183 - 187]. وشهر رمضان الكريم، هو من اسمه كريم فى عطاياه الروحية وعطاياه الجسدية وعطاياه الصحية، فالصيام فرض على الأصحاء، بدليل أن فرض الصيام جاء بعد آيته الكريمة فى قوله تعالي «وعلى الذين يطيقونه»، بمعنى أن من لا يستطيع صحيًا ألا يصوم فلا صيام عليه، فمن يعانى مرضًا مزمنًا بالقلب أو حصوات فى الكلى أو مشاكل شرايين أو سكر معتمدًا على الأنسولين، فلا صيام عليه. والله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه، وحين يزورنى مريض بأحد أمراض القلب التى توجب فطره فى شهر رمضان ويعترض لنصيحتى له بالإفطار، أخبره بأنه ليس أكثر كرما من المولى الكريم سبحانه وتعالي، ففوائد الصيام كما جاء فى قوله تعالى (وأن تصوموا خير لكم) هى فوائد للأصحاء وهى ما أثبتها العلم الحديث، ففوائد الصيام تحسين وظائف الجسد وزيادة هرمون السعادة وهرمون النمو وتقليل هرمون الأنسولين، كما يقلل الكوليسترول الضار، ويزيد من نسبة الكوليسترول النافع للجسم. ■ ماذا عن الكوليسترول الضار؟ - الكوليسترول الضار يدخل إلى الشرايين ويستقر فيها ويسبب نتوءات ويسبب تصلبًا فى الشرايين، بما يفقدها مرونتها فتلتصق بها الصفائح الدموية بما يسبب أزمات قلبية. والصيام يحمى الجسم من ارتفاع الكوليسترول الضار، وهناك العشرات من الأبحاث التى أثبتت هذا المعنى حيث تقل الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار، كما يقل السكر من النوع الثاني، وهما السبب الرئيسى فى تكوين الدهون الضارة بالشرايين كذلك السمنة، خاصة سمنة البطن، وهى الأكثر خطورة على الصحة وتتحسن وظائفها بالصيام. كما يقى الصيام من الزهايمر أو فقدان الذاكرة المؤقت، ولكى ينتفع الإنسان بكل هذه النعم التى تأتى مع الصيام، عليه أن يصوم بشكل صحيح حسب قول الرسول: (مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ الآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ غَلَبَتِ الآدَمِيَّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ، وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ، وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ). واللقيمات هى عدد صغير من اللقم، وهى أن تتناول قطع من الخبز، وهو ما نصحنا به الحديث، لأن زيادة تناول الخبز تؤذى البدن، وأيضا امتلاء المعدة هى رأس المرض، فقديما قال العرب (المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء). أيضا الصيام المتقطع وقاية من ارتفاع ضغط الدم، وتحسين للخلايا المناعية التى تقوم بإصلاح الجسد، كما أن السحور أيضا ثبت أن له فوائد جمة، حيث قال الرسول تسحروا ولو على شق تمرة، وقد أثبت العلم الحديث أن تناول وجبة خفيفة قبل الصيام ولو كانت شىء بسيط فإنها كفيلة بضبط وظائف الجسم وتحسين معدلات ضغط الدم. ■ ما نصائحك للمرضى فى شهر رمضان؟ - صيام الجسد مفيد للجسد، وصيام الروح هو أيضا مفيد للحالة النفسية. ■ ماذا عن الصيام ومرضى القلب؟ - غالبًا الصيام قد يمكن تحمله لمرضى القلب ذوى الحالات المستقرة تماما، كمرضى قصور الشرايين المزمن، الذين ليس لديهم أعراض ذبحة صدرية أو آلام صدرية تضطرهم لأخذ حبوب تحت اللسان، أو بخاخات تخفيف آلام الصدر، كذلك لا يتعارض الصيام مع مرضى ضغط الدم المرتفع تحت السيطرة الدوائية، وكذلك مرضى ارتفاع الكوليسترول من الممكن أن يستفيدوا من الصيام. أما مرضى هبوط عضلة القلب الذين يتعاطون أدوية مدرة للبول، فيفضل لهم عدم الصيام والأخذ برخصة الإفطار، لأن الصيام فى وجود أعراض ضعف عضلة القلب، ربما يؤدى إلى عواقب سلبية على القلب والرئة والكلي، وربما يتسبب فى زيادة نوبات الهبوط الحاد، خاصة بعد الإفطار، وتناول كميات كبيرة من السوائل بصورة مفاجئة قد لا يتحملها القلب. كذلك مرضى قصور الشريان التاجي غير المستقرة، كالجلطة الحديثة أو الذبحة غير المستقرة، أو بعد تركيب الدعامات في الثلاثة شهور الأولى، وكذلك عقب جراحات القلب المفتوح فى حدود شهرين إلى ثلاثة، ويفضل لهؤلاء الإفطار والتعويض حتى يستطيعوا الالتزام بتوقيتات الأدوية بدقة، وشرب كميات مناسبة من السوائل على مدار اليوم بلا زيادة مفرطة أو حرمان لمدة طويلة. كذلك أيضا مرضى القلب، مع وجود أمراض أخرى مصاحبة كمرضى السكر أصحاب السكر من النوع المعتمد على الأنسولين، أو من النوع صعب السيطرة، ويستلزم ذلك الأكل لوجبات على مدار اليوم، أيضا مرضى القلب المصحوب بخلل فى وظائف الكلي، يفضل لهم عدم الصوم، للسماح بعمل تعادلية للسوائل على مدار اليوم بلا حرمان أو تفريط.