المتابع لخارطة المشروعات التنموية التى تنفذ فى مصر، خلال هذه الفترة، يراها تقفز يومًا بعد يوم نحو هرم التقدم والبناء والتعمير، فتجد سهام التنمية تصعد لتضع مصر فى مصاف الدول الأولى لتعيدها إلى سيرتها الأولى بلد البناء والتعمير، تحت قيادة سياسية نابهة واعية تحمل السلاح فى يد وتبنى باليد الأخرى، بأيادى رجالٍ حملوا على عاتقهم أمن وسلامة البلاد، ولم يكتفوا بذلك، بل حملوا على عاتقهم نموها وتقدمها، و«البوابة نيوز» كانت ولا تزال شاهد عيان على تلك المشروعات من مهدها إلى بلوغها مرحلة نضجها، ومن بين تلك المشروعات، افتتاح 4 أنفاق عملاقة فى شمال الإسماعيليةوجنوب بورسعيد. حيث تشهد مصر عبورا جديدا إلى سيناء من خلال افتتاح 4 أنفاق عملاقة فى شمال الإسماعيليةوجنوب بورسعيد، لتعلن صراحة انتهاء معاناة المواطنين فى العبور بين ضفتى القناة وتسهيل حركة الانتقالات للأفراد والبضائع، مرورًا بخدمة المشروعات الجديدة المقامة على ضفتى قناة السويس فى المنطقة الاقتصادية وتسهيلًا للمستثمرين، خاصة الذين يقيمون مشروعاتهم فى المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد والمنطقة المتاخمة لميناء شرق بورسعيد الجديدة جوهرة شرق المتوسط التى تربط أفريقيا بالقارات من حولها. 40 شهرًا بين الحفر والتنفيذ والبناء فى أجواء طقس متقلبة، لا شكوى ولا غضب ولا راحة، الجميع يسابق الزمن، جنود مقاتلون من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وأقرانهم من المهندسين المحترفين المصريين والعمال الذين تتحاكى بقصص نجاحاتهم الشركات العالمية فى مجال حفر الأنفاق وتنفيذها، 97 % هى نسبة العمالة المصرية فى حفر وتنفيذ الأنفاق فى الإسماعيلية وبورسعيد، مقارنة ب3% عمالة أجنبية من تخصصات نادرة ليسطر ملحمة جديدة للعبور إلى التنمية الحقيقية لأرض سيناء، مشروع يراه العالم معجزة بكافة المقاييس العلمية والجغرافية والهندسية، لكن فى ظل إرادة ورغبة حقيقية من المصريين فى تحدى المستحيل، تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وبتنفيذ من 4 شركات مقاولات وطنية كبرى. على مدار سنوات طويلة، عانى أهالى مدن القناة وسيناء تحديدًا، من العبور بين ضفتى قناة السويس، وكانت فترات الانتظار تستمر لساعات بل وأيام ما بين انتظار الدور فى العبور، وإجراءات التفتيش ليصبح العبور الآمن واليسير إلى شرق القناة حلما أوشك على التحقق بحفر أنفاق أسفل قناة السويس التى ستختصر عملية العبور إلى سيناء فى 20 دقيقة فقط، وهو الأمر الذى سيعمل على إحداث نقلة نوعية كبرى وكسر عزلة سيناء ونقلها إلى قلب الوطن مرة أخرى، وتشجيع المواطنين على الانتقال للإقامة بها، والمستثمرين على الاستثمار والتوسع فى الصناعة والزراعة حول ضفتى القناة. ومن جانبه يقول الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس ورئيس المنطقة الاقتصادية للقناة: إن مشروع أنفاق الإسماعيلية وبورسعيد، يأتى ضمن خطة الدولة لتنفيذ المشروع القومى لتنمية شرق القناة وربطها بسيناء ومدينة الإسماعيلية والوادى والدلتا، لسهولة الانتقال من وإلى سيناء، مشيرًا إلى توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالعمل على دعم مناخ التنمية والاستثمار فى سيناء، والتى يكثر بها فرص الاستثمار فى مجالات الصناعة والزراعة التى تحتاج إلى النقل والخدمات اللوجيستية، التى تتمتع بها موانئ المنطقة الاقتصادية على ضفتى القناة من الشمال إلى الجنوب، لتختصر المسافات بين سيناء وقلب الوطن فى 15 دقيقة. وذكر الفريق مميش أن الأنفاق هى الأكبر والأضخم بالمنطقة، حيث يبلغ طول النفق الواحد فى شمال الإسماعيلية 5820 مترًا، أما أنفاق جنوب بورسعيد فتم تنفيذها بطول 3920 مترًا، وهذه الأنفاق تسمح بمرور السيارات بكل اتجاه، مما يساعد على سهولة حركة الحاويات من وإلى ميناء شرق بورسعيد الجديدة، الذى انتهى تنفيذ أرصفتها الجديدة بطول 5 كيلومترات، واستلمتها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس من الهيئة الهندسية، وبدأ تشغيل الأرصفة بها واستقبال السفن العالمية العملاقة بها فى ملحمة مصرية عظيمة، مشيرًا إلى أن هذه الأنفاق تسهم فى تشجيع وجذب الاستثمارات بالمنطقة الصناعية الجديدة بشرق بورسعيد والمتاخمة لأنفاق بورسعيد. وأشار مميش، إلى أن إجمالى الحفر النفقى الذى تم فى أنفاق الإسماعيلية بلغ 4830 مترًا، والحفر المكشوف بلغ 990 مترًا، وأقصى عمق من سطح المياه لقاعدة الأنفاق 54 مترًا، وتبلغ المسافة بين أعلى نقطة للأنفاق وسطح المياه 41 مترًا، حيث تقع أنفاق الإسماعيلية عند الكيلو 73 ترقيم قناة السويس، ويتم ربطها بمحور 30 يونيو عند المخرج والمدخل الغربي، أما المسافة من البوابة الرئيسية بميناء شرق بورسعيد الجديدة، حتى أنفاق بورسعيد تبلغ 5 كم، وحتى أنفاق الإسماعيلية 59 كم، ومن بوابة الميناء مرورًا بأنفاق بورسعيد حتى محور 30 يونيو 12 كم، كما يربط مشروع الأنفاق الطريق الدائرى بالإسماعيلية وطريق بورسعيد وطريق رأس سدر والقنطرة شرق، لتتحقق المشروعات التنموية فى سيناء.