منذ أن أسسها حسن البنا في مدينة الإسماعيلية عام 1928، سعت جماعة الإخوان بكل الوسائل المشبوهة، للوصول إلى «أستاذية العالم»- من منظور إخواني- كغاية يهون في سبيلها كل غال ونفيس، وعليه تغلغل سرطان الجماعة الخبيث في جسد الوطن وانتشر على مدار عقود حتى تمكن تمامًا، ووصل إلى رأس هذا الجسد بالتربع على عرش الحكم في مصر، وما هو إلا عام أسود حتى تعافى المريض واستعاد كامل صحته ونفض عن كاهله سنوات من الخيانات السياسية والاختراقات الاجتماعية والتدليس والمتاجرة بالدين، لتسقط أقنعة الورع والعمل الخيري من على وجه الجماعة القبيح، وتنكشف نواياها وطمعها في السلطة مهما ادعت غير ذلك. وفي هذا الملف تستعرض «البوابة نيوز» تاريخ الجماعة (السياسي والمالي والاجتماعي)، بين ماض ملوث بالخيانات، وحاضر مأزوم بالمؤامرات السياسية، ومستقبل غامض بالملاحقات الأمنية محليًّا أو دوليًّا، في ظل معطيات ومستجدات سياسية كثيرة أبرزها شروع الرئيس الأمريكي في مناقشة إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب. يوسف القرضاوي فى محاولة لإباحة استغلال أموال الزكاة والصدقات، لخدمة مخطط التمكين الذى تسعى له جماعة الإخوان منذ تأسيسها على يد «حسن البنّا» عام 1928، أصدر يوسف القرضاوي، الرئيس السابق لما يعرف بالاتحاد العالمى للعلماء المسلمين، والمدرج على قوائم الإرهاب كتابًا بعنوان «أولويات الحركة الإسلامية فى المرحلة المقبلة»، عن دار نشر بالدوحة حيث مأواه؛ بهدف وضع آليات اختراق للمجتمعات من خلال العملين الدعوى والخيري. زعم «القرضاوي» أن ما وصفها بالحركة الإسلامية لا بد أن تكون لها أولويات، تستهدف بعض المجالات وتتمكن خلالها من تكوين ما سمّاه ب«الرأى العام الإسلامي»، إذ حث على ضرورة تكوين إطارات بشرية، وتربية «جيل النصر المنشود»؛ والذى سيكون فيما بعد نواة لاستخلاص الحكم من أيدى الأنظمة التى وصفها بالضعيفة. اختراق المجتمعات فى معرض حديثه عن كيفية اختراق المجتمعات، لفت النظر إلى أهمية العملين الخيرى والاجتماعى فى بناء قواعد الدعم، وقال إن الإسهام فى علاج الفقر والجهل والمرض والرذيلة، سيقف فى وجه المؤسسات التى تحاول تغيير هوية الأمة، زاعمًا أن هناك جهات تستغل العمل الخيرى والعمل الدعوى لطمس ما وصفه بالهوية الإسلامية. وألمح إلى أهمية العملين الدّعوى والإعلامي؛ فى نشر الفكرة الإسلامية بالكلمة المقروءة والمسموعة والمرئية، وبجميع الوسائل السمعية والبصرية المعنية. الأقليات وقود التمكين كما تناول الكتاب كيفية الاستفادة من الأقليات الإسلامية واعتبارها وقودًا للتمكين. وعدّد أوجه الإنفاق على الأقليات بهدف كسبهم، مشيرًا إلى أنهم يحتاجون إلى دعم المؤسسات الدينية عندها، وخصوصًا التعليمية، إضافة إلى الكتب الإسلامية، ومساعدتهم فى قبول أبنائهم فى الجامعات، والأهم تعليمهم اللغة العربية لتسهيل التواصل معهم من خلال إيفاد دعاة ومعلمين، يقيمون بينهم ويتعايشون معهم. ومن بين الفئات التى استهدفها «القرضاوي» العمال الصنَاعيون والحرِفَيون بمستوياتهم المختلفة، وخصوصًا فى المدن الكبرى؛ باعتبارهم تجمعات ضخمة، وتقوم على أمورهم نقابات منظَّمة قادرة على أن تعطَّل سير الحياة اليومية إذا قررت الإضراب عن العمل، إضافة إلى الطلاب، معللًا ذلك بأن جماعة الإخوان لم تنتشر سوى بالعمال والطلاب الذين بايعوا مؤسس الجماعة فى الإسماعيلية عام 1928. كما تناول فائدة الاعتماد على المغتربين واستقطابهم، لا سيما أولئك الذين وفدوا من داخل الأقطار الإسلامية إلى بلاد الغرب فى أوروبا والأمريكتين، وأستراليا وفى الشرق الأقصى؛ نظرًا لأعدادهم الكبيرة خصوصًا فى فرنسا، إضافة إلى المغتربين الطارئين، الذين سافروا للدراسة، أو للعمل، والمهاجرين الذين ينوون الإقامة والاستقرار هناك. وأشار إلى أهمية أوروبا والأمريكتين وأستراليا، فى الانتشار الذى يسعى لتبليغ ما سماه رسالة الإسلام، ودعوة غير المسلمين إليه؛ وهو ضرورة لحضانة الداخل فى الإسلام ومتابعته وتنمية إيمانه، وتهيئة مناخ إسلامى يساعده على الحياة الإسلامية، بالإضافة إلى دور العمل الخيرى فى استقبال الوافدين والمهاجرين؛ حتى يجدوا لهم أنصارًا. وتابع الشيخ المتطرف: «لابد أن يكون للمسلمين تجمعاتهم الخاصة فى ولايات ومدن معروفة، وأن تكون لهم مؤسساتهم الدينية، والتعليمية، بل والترويحية وأن يكون لهم علماؤهم وشيوخهم، الذين يجيبونهم إذا سألوا، ويرشدونهم إذا جهلوا، ويوفقون بينهم إذا اختلفوا». الوجود فى المواقع الاستراتيجية يشير المؤلف إلى ضرورة الوجود فى المواقع الاستراتيجية المهمة، وخصوصًا فى مجال العلم والفكر، والتربية والتكوين، الدعوة والإعلام، ومجال السياسة والتخطيط. إذ أفتى «القرضاوي» بأنه لا يجوز للحركة أن تظل معتمدة على التطوع من أناس مشغولين بأعمالهم التى تستغرق جل أوقاتهم، مبينًا أن ذلك لا يتنافى مع وجود متطوعين محتسبين ببعض جهودهم وأوقاتهم. وضرب مثلًا ب«حسن البنّا»، قائلًا إنه: «كان يعمل فى التدريس عدة سنوات بعد تأسيس الجماعة، لكنه تفرغ لشؤون الإخوان بعدما أجبرته الظروف على ذلك». مشيرًا إلى أن بذل المال من أهم الأمور، ويمكن_ بحسب القرضاوي_ أن يُصرف فيه من أموال الزكوات والصدقات والأوقاف والوصايا وغيرها. فتاوى الشيخ المتطرف وأفتى «القرضاوي» بجواز أخذ الفوائد من الأموال المودعة فى البنوك الأجنبية والمحلية، لتُنفق فى هذا الجانب، ولا تحريم لأصلها فى هذا السياق؛ قائلًا: «حرام فى حق مودعها، ولكنها حلال زلال للمصالح الإسلامية، وتفريغ العاملين للإسلام فى مقدمتها.. ولا يجوز للعاملين المخلصين أن يمتنعوا عن أخذ الأجر الكافى الملائم لأمثالهم لو عملوا فى أى مجال آخر، حتى يستمروا فى العمل». الدكتور على عبدالباقى شحاتة وردّ الدكتور «على عبدالباقى شحاتة»، الأمين العام السابق لمجمع البحوث الإسلامية، على مزاعم «القرضاوي»، قائلًا: «إن الهدف من العمل الخيرى لابد أن يكون نبيلًا وإلا فإنه لا يصنف ب«الخيري»»، مشيرًا إلى أنهم يتحصلون على التبرعات ويستخدمونها فى غير غرضها. وأضاف ل«البوابة نيوز»: «أنهم يستغلون ثقة الأفراد فى الجمعية وينفقونها فى غير الأوجه المحددة لها، مشيرًا إلى أن الجمعيات الخيرية لابد أن تكون تحت إشراف الدولة والحكومة؛ لضمان عدم الخروج عن الهدف». وأوضح «شحاتة» أن أموال الزكاة يجب أن تذهب لمستحقيها، بدلًا من صرفها فى تمويل أنشطة إرهابية، مؤكدًا أن تمويل الجمعيات من الخارج يضر بالوطن وممنوع شرعًا.