- 30 يونيو عزلت "مرسي" من الحكم وتفجيرات 24 يناير عزلت الجماعة كلها من المجتمع السياسي - انخفاض نسبة مشاركة الشباب في عملية الاستفتاء يحتاج دراسة علمية لخطورتها على مستقبل الثورة - عودة الفلول للمشهد السياسي أدوات ستعتمد عليها "الجماعة" لإفساد 30 يونيه - إعلان "الإخوان المسلمين" جماعة إرهابية قرار سياسي يرفضة القانون الدولي - على القضاء المصري أن يفصل في قضايا المتورطين في إرهاب الشعب المصري والتحريض على القتل - "التجريف" أصاب الحياة السياسية المصرية وأدى إلى جفاف منابع صناعة الكوادر السياسية قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية، إن جماعة الإخوان الإرهابية كانت أول فصيل سياسي احتفل بذكرى الثورة في 2012، لكن سعيهم للتمكين والسيطرة في 2013 أسهم في شق الصف الثوري في الشارع، فعادوا للظهور مرة ثانية، ليثيروا الجدل بتفجيراتهم عشية احتفال الشعب المصري بذكرى 2014، مشيرا إلى أن أعمال العنف التي تمارسها الجماعة في حق الشعب المصري ستزيحهم من الحياة السياسية للأبد. وأوضح نافعة في حواره مع "البوابة نيوز" أن فشل الحكومة وعودة الفلول للمشهد السياسي أدوات ستعتمد عليها "الجماعة" لإفساد 30 يونيه، وأن خطاب الاعتذار الذي أصدرته الجماعة عشية 25 يناير ليس إلا مجرد إستراتيجية جديدة لاستقطاب الشباب الغاضب، مبينا أن مشاكل مصر تحتاج إلى معجزة حقيقية وأن الفريق "السيسي" ليس "سوبر مان" ولكنه مجرد شخص يحتاج إلى جهود الشعب. وإلى نص الحوار: ** فى البداية.. ومع بدء الاحتفالات الخاصة بالذكرى الثالثة لانتصار ثورة الشعب المصري في 25 يناير، ما الذى اختلف عن الاحتفالات السابقة؟ وهل تعتقد أنه بإقرار الدستور انتهت المحظورة إلى الأبد؟ بالطبع ذكرى إحتفالات ثورة يناير التي تمتد من 25 يناير حتي 11 فبراير هذا العام تختلف عن الذكرى الأولى وعن الثانية، وان كنت أعتقد أن كل إحتفال يعد مرآة صادقة لمسار الثورة المصرية، ولمن يتابع سيلاحظ أن ذكرى 2012 جاءت فى التوقيت الذى دخلت فيه جماعة الإخوان الانتخابات البرلمانية وبدأت في حصد المقاعد، وكان هناك شباب يملئ الميادين يطلب بتحقيق أهداف الثورة، وكان شعارها الاحتفال والعمل من داخل القبة وليس من داخل الميادين، وكان هذا بداية الإنفصال الحقيقى بينهم وبين الشارع الذى كان عن كل صور الثورة ويخشي استمرار المجلس العسكرى فى الحكم، بينما كان الإخوان يستعدون ويعدون العدة للقفز على مركز القيادة فى الثورة وسرقة الثورة ومصادرتها لحسابهم، وكان هذا بداية الانشقاق الحقيقي بين جماعة الإخوان المسلمين والقوى الثورية في الشارع. ** البعض يؤكد أن الذكرى الثانية كانت السبب في خروج الشارع عن سيطرة الجماعة بإصرارهم على عملية التمكين؟ هذا صحيح.. فإذا ما تمعنا في الذكرى الثانية للثورة فى 2013 سنجد أن "مرسى" كان قد وصل إلى السلطة فى 30 يونيو 2012 وتم حل مجلس الشعب، وظهر مدي التناقض بينة وبين القوات المسلحة، وإستطاع أن يقيل المشير طنطاوى والفريق سامى عنان، وينهى مشاركة المجلس العسكرى فى السلطة من خلال عودة السلطة التشريعه له، ولكن الأخطر من ذلك أن 25 يناير 2013 جاءت بعد أن قام محمد مرسى بإصدار الإعلان الدستورى الشهير فى نوفمبر 2012 وحصل بموجبه على كل صلاحيات الرئيس ولم يكن هذا فقط بداية الإنشقاق ولكن أيضاً بداية التمرد على سلطة "مرسى"، وبعدها ظهرت حركة تمرد وهذا بجانب تمرد الشارع الحقيقى والمخاوف الحقيقة التى أبداها من مغبة سيطرة الجماعة على الحياة السياسية فى مصر واستبعاد وتهميش كل القوى السياسية الأخرى. ** وهذا ما يفسر ما حدث في ذكرى 25 يناير 2014، فقد رحلوا وفقدوا بسياساتهم ما حلموا به طوال 85 عاما وكاد ان يتحقق؟ ثورة 30 يونيو لم تزيح جماعة الإخوان و"مرسي" من الحكم فقط، ولكنها قد تزيحهم باستمرارهم بحالة العنف التي يمارسوها كل يوم وعلي الاخص تفجيرات 24 يناير من المجتمع السياسي للابد، فما حدث منذ 30 يونيو حتي اليوم، ونجاح لجنة الخمسين فى إصدار الدستور الجديد والإستفتاء على هذا الدستور يؤكد انها جماعة تنتهي باسرع مما بدأت، حتي وان كان هناك بعض الملحوظات علي عملية الاستفتاء، كإنخفاض نسبة مشاركة الشباب في التصويت، وتحتاج بالفعل الي دراسة عملية لخطورتها علي الثورة المصرية كلها. ** تحدثت كثيرا عن ان اعلان الجماعة بأنها جماعة ارهابية لن يفيد ولن يعترف بها القانون الدولي رغم حالة العنف؟ مقاطعا.. لان وصف "الإخوان المسلمين" بأنها جماعة إرهابية قرار سياسي إتخذته الحكومة وليس حكماً قضائياً، والنتائج السياسية المترتبة على هذا القرار السياسي تختلف على النتائج التى ممكن أن تترتب على القرار القضائى بوصف جماعة الإخوان المسلمسن بأنها جماعة إرهابية، فحينما تقرر الحكومة أن جماعة الإخوان إرهابية هل هذا يعنى أن كل شخص ينضم للإخوان يصبح إرهابياً ويتعين القبض عليه، أم أن الدولة تريد محاربة الإرهاب أو كل من يحمل سلاح ضد الدولة مثل جماعة الجهاد أو الجماعة الإسلامية وهولاء يمارسون العمل السياسي تحت مسميات أخرى وشكلوا أحزاب سياسية مثلما شكلت جماعة الإخوان فإذا كانت القضية محاربة الإرهاب فيتعين محاربة كل من يحمل السلاح من الجماعات الإرهابية مهما كانت مسميتها سواء كانت منطوية تحت لواء جماعة الإخوان المسلمين أو غيرها أى مكافحة وتطبيق القانون على كل من يحمل السلاح فى وجهة الشعب. ** هل تعتقد ان هذا الإعلان سيمنع الجماعة من الحشد وسيحد من عملية إستقطاب الشباب؟ ما نراه في الشارع يؤكد ان هذا الاعلان لم يمنعها من الخروج الي الشارع، خاصة وانهم يعلمون ان بعض القطاعات غير راضية عن أداء الحكومة ويرون انها دون المستوى المطلوب ولا يتماشى مع أهداف ثورة 25 يناير، وبالتالى هناك قطاعات شبابية وخصوصاً ممن شاركوا بقوة فى ثورتي 25 يناير و30 يونيو ويدركون الآن أن الحكم الحالى لن يحقق شيئاً من أهداف ثورتهمبدأت تسرق من جانب فلول النظام الأسبق. ** هذا يؤكد ان فشل الحكومة وعودة الفلول ادوات لافساد 30 يونيو؟ هذا هو الواقع للاسف.. فمصر اصبح بها ثلاثة معسكرات، الإخوان الملسمين كمعكسر رافض لثورة 30 يونيو ويعتبرها إنقلابا عسكرىا ويريد تصفيتها وإسقاط خارطة الطريق، ومعسكر النظام الحاكم وهذا النظام أصبح به فصيلين، أحدهما أراد أن يقود ثورة 30 يونيو بإعتبارها ثورة مكلمة ل25 يناير ولها نفس الأهداف وإستعادها من سارقيها، والاخر أطلق عليه الفلول أو شبكة المصالح المرتبطة بالنظام القديم هذه الشبكة تحاول الآن ركوب ثورة 30 يونيو مثلما ركب الإخوان ثورة 25 يناير، وهناك معسكر ثالث من الشباب الذى ضحى فى ثورة 25 يناير وخرج جزء كبير منه أيضاً فى ثورة 30 يونيو، ويلاحظ أنه لا ثورة يناير أو يونيو حققت اي شيء، وهذا هو المأزق الكبير ومتفرق الطرق لخارطة الطريق التي طرحتها ثورة 30 يونيو. ** هل تعتقد أن عودة رموز النظام الأسبق يمكنه أن يؤثر على مسار خارطة الطريق؟ ولم لا.. ألا يرى البعض أن عودة رموز النظام الاسبق للمنظومة الجديدة يلقى بالشك فى نفوس الشباب، البعض للاسف اصبحت لدية قناعة ان النظام القادم سواء كان علي راسة الفريق السيسي أو كان على رأسه شخص آخر، سيسطر عليه فلول النظام القديم وبالتالى يعود نظام مبارك كثورة مضادة وكثورة على ثورة، لذلك أطلق الإخوان خطاب اعتذار واعتقدوا أنه سيستقطب قطاعات غاضبة ومحبطة من الشباب لإحداث ثورة جديدة في الذكرى الثالثة للثورة تقودها، ولكنهم فوجئوا بفشل كبير وبرفض الشباب الغاضب لها، لذلك أعتقد أننا بالفعل في مفترق طرق، وسيظهر أي طريق سنسلك بعد معركة الرئاسة والبرلمان. ** البعض يري في الفريق "السيسي" الأمل الوحيد لانقاذ مصر...؟ مقاطعا.. الفريق السيسي ليس "سوبر مان" وعصر أصحاب البطولات والمعجزات إنتهى، ومصر الان دولة معبئة بالمشاكل الثقيلة، ولن يستطيع شخص بمفرده أن يحل كل المشاكل التى تواجها مصر، التي تعاني من تراكمات 30 عام من الاستبداد، وما نحتاجه الآن أن نعمل بكل طاقتنا وأن نبحث عن كل الكفاءات، فلن يستطيع شخص بمفرده تحمل كل هذا العبئ ويحقق كل الأهداف التى قامت من أجلها الثورة، وهذا يعني اننا اصبحنا في حاجة الي صياغة تضم كل عناصر الدولة وحشد كل الطاقات بإستثناء من يحاولون رفع السلاح فى وجهه الدولة لأن هؤلاء لن يستطيعوا الصعود بمصر الجديدة بصرف النظر عن المميزات الفكرية والإيدلوجية وكذلك لابد أن تكون أى حكومة قادمة قادرة على أن تضم كافة التوجهات والتيارات الراغبة في بناء نظام سياسي جديد وتريد تحقيق أهداف الثورة. ** ولكن الفريق "السيسي" يتعرض لضغوط شعبية ليرشح نفسه للانتخابات الرئاسة، فهل تعتقد ان ترشحة للرئاسة افضل أم ان بقاءة كوزير للدفاع سيكون الافضل؟ هناك نصوص دستورية تحصن موقع وزير الدفاع وتعطى القوات المسلحة حق تعين وزير الدفاع وبذلك لن يكون قرار تعين وزير الدفاع قرار منفرد من رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة وبالتالى المجلس الإعلى للقوات المسلحة سيكون له القول الفصل فى تعين وزير الدفاع وبهذا المعنى يبدو موقع وزير الدفاع محصناً فليس من المعقول أن يرشح المجلس الأعلى للقوات المسلحة شخص آخر ليصبح وزيراً للدفاع فى أى حكومة مقبلة بصرف النظر عن نتيجة الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية، لذلك يرى البعض أن وجود الفريق السيسي كوزير للدفاع وقائد عام للقوات المسلحة يمثل حصانة ضد كل من يحاول الإنقضاض على الشعب المصرى أو يحاول الإنفراد بالسلطة رغم أنف الشعب ولذلك من يتبنون وجهة النظر هذه يريدون الفريق عبد الفتاح السيسي وزيراً وأن يبقى فى موقعه كخط دفاع عن الشعب المصري، وفى جميع الأحوال رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ملتزم بما ورد فى الدستور فهناك صلاحيات محددة لرئيس الدولة وصلاحيات محددة لرئيس الحكومة وأخرى للسلطة التشريعة وهناك أيضاً فصل بين السلطات ورقابة متبادلة بينهما. ** معنى هذا أنك ترى مزايا أفضل لبقائه وزيرا للدفاع، فماذا إن رشح نفسه للانتخابات الرئاسية؟ بالطبع يجب أن ننظر للجانب الآخر من الصورة، فالتجريف الذى أصاب الحياة السياسية المصرية أدى إلى جفاف منابع صناعة الكوادر السياسية المصرية، ولذلك ما نراه على سقف الحياة السياسية المصرية ليس بالضرورة أنه أفضل ما يمكن أن يفرزه المجتمع والواقع المصرى هناك شخصيات على درجة عالية من الكفأة والقدرة لكنها غير مقتنعة أن المناخ العام في الشارع السياسي هو مناخ صحى يسمح لهم بالظهور على سقف الحياة السياسية المصرية، لذلك قد تفرز الانتخابات الرئاسية شخص لا يتمتع بالكفآة المطلوبة، وقد يكون من فصيل معين ليس بالضرورة داعما أو من بين القوى التى فجرت 25 يناير أو الحريصة على تحقيق أهدافها مثلما حدث مع "مرسي"، والسؤال هنا هل يمكن ان يحدث هذا في مصر في المرحلة المقبلة، أم أن الانتخابات الرئاسية ستوجد ثلاثة رءوس مختلفة الأيديولوجية يتحكمون في السلطة التشرعية والبرلمانية والمؤسسة الرئاسية.