لم تتوقف نتائج تفجيرات سريلانكا التي وقعت الأحد والاثنين الفائتين، وأسقطت أكثر من ألف شخص بين قتيل وجريح، عند الحدود المحلية، أو حتى الإقليمية لتلك الدولة التي تقع في جنوب آسيا، إذ إن عنف هذا الهجوم الإرهابي، وفداحة خسائره جعلت العالم بأسره يقف مشدوها أمامه، يتابع من قريب جميع التداعيات المتعلقة بهذا الحادث الشنيع. ولعل من أبرز تداعيات هذا الحادث، هو الظهور المباغت والعنيف لتنظيم داعش الإرهابي، في تلك المنطقة الخطيرة من العالم، التي تستمد خطورتها مما تحتويه من صراعات عرقية وطائفية، متجذرة في ثقافة شعوب جنوب وجنوب شرق آسيا. إعلان تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن تلك الجريمة النكراء، لم يكن هو الشيء الوحيد الذي يجب التوقف عنده بالفحص والدراسة، وإنما هناك أيضا تلك العلاقة العضوية التي تربط هذا التنظيم، بجماعة الإخوان الإرهابية، وتنظيمها الدولي، الذي أثبتت تفجيرات سريلانكا العلاقة التي تربط بين الجانبين، لا سيما بعد الظهور الفاضح لزهران هاشم مدبر جريمة سريلانكا بين رجال الإخوان، في أوقات سابقة. ووفقًا للخبراء والمتابعين فإن هناك نحو عشرة أدلة على الارتباط العضوي بين الإخوان وتنظيم داعش. ومن أهم الأدلة على أن تنظيمي داعش والإخوان وجهان لعملة واحدة ما يرصده الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية عمرو فاروق، الذي أوضح ل"البوابة"، أن الجماعة التي تعد ذراع داعش في تنفيذ الجريمة داخل الأراضي السريلانكية، التي تسمى جماعة "التوحيد"، تنتمي إلى التيار السلفي المتشدد، المحبب للدواعش، والذي يمثل فكرها ترجمة حقيقية للفكر الإخواني الذي يعتمد على الحاكمية كمنهج لتكفير المجتمع. وأشار إلى أن جماعة التوحيد تبنت النهج الداعشي، عن طريق زهران هاشم، الذي أثبتت الصور المتداولة له، علاقته بكبار رجال الإخوان، وشيوخها، وعلى رأسهم الدكتور يوسف القرضاوي، شيخ الإخوان الأكبر في العشرين سنة الأخيرة، لافتا إلى أن هاشم نقل إلى جماعة التوحيد، الفكر الداعشي، بالغ العنف، وهو ما دفعهم إلى تنفيذ جريمتهم بكل هذه الانتقامية، التي أودت بحياة المئات. وأوضح فاروق أن زهران هاشم يعد أحد أقطاب التشدد بين جميع معتنقي الفكر الإرهابي، وكان السعي لاستقطاب الشباب، ونشر الفكر العنيف بينهم، أحد أهم أنشطته على مدار السنوات الماضية، في سريلانكا، وربما في جنوب شرق آسيا بشكل كامل. وكشف فاروق عن أن زهران هاشم، هو العقل المدبر لمبايعة جماعة "التوحيد" في سريلانكا لتنظيم داعش بشكل رسمي قبل ثلاثة أعوام. وأوضح أن زهران هاشم، يمثل الآن واحدا من أخطر العناصر الإرهابية على ظهر الأرض، وذلك منذ أن بدأ نشاطه العلني في هذا المجال، الذي دفع الحكومة الهندية، لوضعه تحت المراقبة، بتهمة نشر الأفكار المتطرفة، ولصلته بجماعة "أنصار التوحيد" في الهند. وأشار فاروق إلى ضرورة الحذر خلال الفترة المقبلة، من لأن داعش سيعمل على تكرار هجماته لكن في دولة أخرى قريبة من سريلانكا، ليثبت وجوده، وسيطرته على تلك المنطقة الخطيرة من العالم.