انتشرت فى الآونة الأخيرة وقائع العثور على جثث مجهولة مقطعة إلى أشلاء، وهى الحوادث التي عادة ما تؤرق رجال الشرطة لحين تمكنهم من كشف غموضها، والوصول للجانى، ووصف خبراء الأمن تلك الجريمة بأنها الأصعب من حيث استنزاف الوقت والجهد، لحين فك طلاسم القضية، لكن باستخدام التقنيات الحديثة بات الأمر سهلًا بعض الشىء. وعثرت الأجهزة الأمنية على جثة لطفل مقطوعة الرأس وملقاة بمدينة 15 مايو بالقاهرة، البداية بتلقى قوات الأمن بقسم 15 مايو بلاغًا من الأهالى مفاده العثور على جثة بمجاورة 7، بالانتقال وفحص الجثة تبين أنها جثة طفلة دون رأس تبلغ من العمر 7 سنوات، وحرر المحضر اللازم وتم نقل الجثة للمشرحة تحت تصرف النيابة التى تولت التحقيق، وتكثف أجهزة الأمن من جهودها لكشف لغز الواقعة. وفى محافظة الجيزة عثرت الأجهزة الأمنية بقسم شرطة الهرم على جثة طفلة فى الخامسة من عمرها مقتولة وملقاة داخل قطعة أرض مهجورة بطريق المنصورية دائرة القسم، حيث تلقى المقدم محمد الصغير، رئيس مباحث قسم شرطة الهرم، إشارة من غرفة عمليات النجدة تفيد بالعثور على جثة طفلة ملقاة فى أرض فضاء بطريق المنصورية بدائرة القسم، وعلى الفور انتقلت قوة من مباحث القسم، برئاسة الرائد إسلام السيد معاون مباحث قسم شرطة الهرم، تبين أن الجثة لطفلة فى الخامسة من عمرها وترتدى ملابس شفافة وعلى جسدها آثار كدمات. اللواء مجدي البسيوني، مساعد وزير الداخلية الأسبق من جانبه قال اللواء مجدى البسيونى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، تعليقًا على وقائع العثور على الجثث المجهولة، إنه لو كثرت كاميرات المراقبة فى مصر سوف ينخفض معدل الجريمة بنسبة 90٪، ويرتفع معدل كشف الجرائم وضبط الجانى فى وقت وجيز، باعتبار «كاميرات المراقبة» من أنجح الوسائل التى تساعد رجال الأمن فى كشف الجرائم الغامضة والجثث المجهولة، لأن اللص أو القاتل يخشى الاقتراب من الأماكن المفعلة بها كاميرات المراقبة. وأضاف الخبير الأمنى ل«البوابة نيوز»: عادة قبل العثور على الجثة، يكون كان هناك حالة غياب للشخص، وقيام أسرته وذويه بالإبلاغ عن غيابه بقسم الشرطة، حيث يتم عمل مذكرة بالمواصفات والعلامات فى الجسد والأوشام وصورة الشخص، تساعد على معرفة هوية الجثة، عقب العثور عليها، وتوزيعها على مراكز ودوائر الأقسام بمختلف المحافظات، وأى حالة غياب تأخذ بجدية وتوزع على الأكمنة والدوريات بكل مجالتها والمسطحات المائية، وإذا تم العثور على الجثة، يتم إخطار الجهات التى صدرت حالات الغياب وتتم مطابقتها بتلك الحالات، ومن المرجح أن أى جثة وجدت فى مكان ما، سوف تكون لشخص يسكن فى نطاقها، نظرًا لخوف الجانى ورغبته فى سرعة التخلص منها وإلقائها فى أقرب مكان. وتابع «البسيوني»، أن المعاينة الصحيحة للجثة تدل على كواليس وأسباب الجريمة، فمثلا اذا كانت الجثة لرجل مقطوع العضو الذكرى، فيكون الارجح أن القتل بدافع الشرف، وإذا كانت الجثة مطعونة عدة طعنات مختلف أنحاء الجسد، فيكون القتل فى الأغلب بدافع الانتقام، ونبحث فى ملفات الخصومات الثأرية، وإذا كانت الجثة لفتاة بها سحجات فى الظهر، فيدل على أنها تعرضت للاغتصاب، وهذا يساعد رجال الأمن فى كشف دوافع الجريمة للبحث فى الجهة الصحيحة لسرعة كشف غموضها. الدكتور أحمد فخرى، استاذ علم النفس وتعديل السلوك المساعد بجامعة عين شمس فى نفس السياق، قال الدكتور أحمد فخرى، أستاذ علم النفس وتعديل السلوك المساعد بجامعة عين شمس، تحليلًا لشخصية القاتل الذي يمثل بالجثث ويقطعها إلى أشلاء عقب تنفيذه الجريمة، إنه من المتعارف عليه أن هناك ما يعرف بالتمثيل والتشفى من الجثة بعد قتلها، وغالبا ما تتصف تلك الشخصيات بالعدوانية الشديدة، وهو ما يعرف بالشخصية العدوانية التي تنتقم من الضحية أشد انتقام، وهذا ما يعرف باضطرابات الشخصية العدوانية أو المعادية للمجتمع بنظمه وقوانينه، وغالبًا ما يكون الشخص العدوانى قد وقع عليه منذ الصغر نوع من التعذيب أو التنكيل، وأصبح لديه شعور بالثأر من الآخرين، خاصة من هم أضعف منه أو فى موقف ضعف، حتى تنشط لديه الميول العدائية أو الانتقامية تجاه ضحاياه. وأضاف: هناك أنواع من اضطرابات التفكير الشديدة أو ما يعرف بالأمراض العقلية فى مراحل الخطر، حيث تسيطر على المريض الرغبة بالانتقام من بعض الأشخاص سواء داخل محيط الأسرة أو الجيران أو بيئة العمل، حيث تكون غالبية الأفكار المسيطرة لدى هؤلاء المرضى، هى تربص الآخر به أو ترصد حركاته أو إيذائه بالتلميحات أو المراقبة، وكلها أوهام أو ما يُعرف بالضلالات الفكرية المسيطرة على المريض، ما يدفعه للانتقام من ضحيته أشد انتقام والتنكيل بجثته بشكل بشع. وتابع «فخري»: هناك نوع آخر من الأفراد تلقوا أبشع أنواع الظلم والعدوان من ضحاياهم وظلوا فى حالة من الكتمان لفترات قد تطول ثم يفيض بهم الكيل، ولا يستطيعون السيطرة على الطاقة العدوانية المتغلبة عليهم فى لحظة ما، ويقومون بقتل الضحية والتنكيل بها، وهنا يكون فى حالة من فقدان الوعي لفترة من الوقت أثناء ارتكاب الجريمة والتشفى من الضحية، لذا ننصح البعض بالتعبير أولًا بأول عن مشاعره بأسلوب مقبول اجتماعيا والتخلى عن الكتمان، واللجوء للقضاء لرفع الظلم، وعلينا أن ننتبه لممارسة السلوك العدوانى ضد الأطفال سواء دخل الأسرة أو المدرسة أو فى مشاهد العنف بالتليفزيون، لأن مشاهدة أو ممارسة العنف، تعمل على توليد السلوك العدوانى واعتياده لدى الطفل. المستشار أحمد صبري الشرنوبي، الخبير القانوني من جانبه طالب المستشار القانوني، محمد صبرى الشرنوبى، بضرورة تطبيق أقصى عقوبة على المتهم فى جرائم العثور على الجثث المجهولة، عقب ضبطه ليكون عبرة لغيره، ولردع كل من تسول له نفسه الإقدام على ارتكاب تلك الجرائم، وإنه إذا تم تطبيق أقصى عقوبة، وهى الإعدام سوف ينخفض معدل الجريمة بشكل ملحوظ. وتابع «الشرنوبي»: «إن عقوبة القتل هى الإعدام شنقًا طبقًا لنص المادة 230 من قانون العقوبات، التى تنص على أنه كل من قتل نفسًا عمدًا مع سبق الإصرار على ذلك أو الترصد يعاقب بالإعدام».