«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كارثة سريلانكا.. الإرهاب يضرب باب القارة الصفراء
نشر في البوابة يوم 23 - 04 - 2019


التنظيم يتبنى تفجيرات كولمبو.. ويتوعد بالمزيد
جماعة منبثقة من «داعش».. «التوحيد الوطنية» المتهمة بتنفيذ التفجيرات
الجماعة مجهولة دوليًّا.. والتحقيقات أثبتت ضلوعها مع جماعة أخرى فى ارتكاب الكارثة
جزيرة سيرلانكا لها إرث «حضارى وثقافى» عريق.. وتشتهر بإنتاج وتصدير الشاى والبن والمطاط وجوز الهند
استيقظ العالم صباح الأحد الماضى 21 أبريل 2019 على دوى تفجيرات ضخمة ضربت العاصمة كولمبو، فى واحد من أبشع الحوادث الإرهابية، فبينما كان مسيحيو سريلانكا يتوجهون لتأدية قداس عيد الفصح، كان انتحاريون مفخخون يتربصون بكنائسهم، وسرعان ما تناقلت الشاشات حول العالم صورًا من موقع- أو مواقع- الحادث، مع تزايد عدد المراسلين لكشف ملابسات هذا الاعتداء الأثيم.
و«البوابة نيوز»- عبر هذا الملف الشامل- يُلقى الضوء من جميع الزوايا السياسية والاجتماعية والأمنية، بل والتاريخية، على سريلانكا من الداخل، محللين ما أمام الكاميرات من صور، ومستعرضين ما وراءها من كواليس، فى رحلة إلى عمق الجزيرة الغامضة، أو أرض الشعب المبتسم كما يطلق عليها السريلانكيون.
أعلن تنظيم داعش مسئوليته عن مجموعة التفجيرات التى شهدتها سريلانكا، الأحد الماضي، وأسفرت عن مقتل أكثر من 310 أشخاص. وقالت وكالة «أعماق»، التابعة لداعش: إن التنظيم أعلن مسئوليته عن التفجيرات المتوالية التى ضربت العاصمة السيرلانكية كولومبو.
ونقلت الوكالة عن مصدر قوله: إن منفذى الهجوم -الذى استهدف ما وصفه التنظيم ب«رعايا دول التحالف والنصارى فى سريلانكا»- هم من عناصر داعش، ولم يقدم التنظيم دليلًا على صحة ما ورد فى البيان.
وأعلنت السلطات السريلانكية أنها تحتجز مواطنًا سوريًّا لاستجوابه بشأن الهجمات.. وجاء ذلك فى ظل اتهامات صدرت بشكل رسمى من الحكومة السريلانكية تشير إلى ضلوع جماعتين إسلامويتين محليتين، إحداهما تدعى «جماعة التوحيد الوطنية»، والأخرى- لم تسمّها- فى تنفيذ الهجمات.
كواليس التحقيقات
وقال وزير الإعلام، روان فيجواردين، والذى يشغل أيضًا منصب نائب وزير الدفاع خلال كلمة أمام البرلمان، أمس الثلاثاء: إن التحقيقات الأولية أظهرت تورط جماعتين إسلامويتين محليتين فى تفجيرات الأحد، إحداهما (جماعة التوحيد الوطنية).
وخلال مؤتمر صحفى عقده فى كولومبو، قال وزير الصحة، راجيتا سيناراتني: إن «الانتحاريين السبعة الذين نفذوا الهجمات المتزامنة على 3 كنائس و3 فنادق فاخرة فى العاصمة وحولها، هم مواطنون سريلانكيون». لكن لم يستبعد الوزير وجود ارتباطات خارجية لمنفذى الهجمات.
وقال رئيس الوزراء فى كلمة عبر التليفزيون: «حتى الآن، الأسماء التى لدينا محلية»، لكن المحققين يسعون إلى معرفة ما إذا كانت لديهم «علاقات مع الخارج».
وطلب الرئيس السريلانكى مساعدة خارجية لتعقب الجهات الدولية التى لها علاقة بالهجمات.
وليس لسريلانكا تاريخ مع الجماعات الدينية المسلحة، لكن فى عام 2016 كشفت السلطات أن 32 شخصًا من مسلمى سريلانكا غادروا البلاد للانضمام إلى تنظيم داعش.
لكن قادة المجتمع الإسلامى فى سريلانكا نفوا الأمر، واتهموا الحكومة بتشويه صورة المسلمين فى البلاد.
وأفادت تقارير صحفية بوجود علاقة بين تنظيم «داعش» فى الهند وعناصر متشددة فى سريلانكا.
فرع داعش فى سريلانكا
من جانبها، نقلت صحيفة «ميرور» البريطانية، عن الخبير الأمنى المقيم فى سنغافورة، روهان كوناراتنا، قوله: إن «جماعة التوحيد تعتبر فرعًا محليًّا من تنظيم داعش». وأضاف: «من المعروف أن عددًا من السريلانكيين المنضمين للجماعة سافروا إلى سوريا والعراق؛ من أجل الالتحاق بداعش».
وفى سياق التحقيقات، قالت الشرطة، إنها أوقفت 40 شخصًا مشتبهًا بهم فى التفجيرات، ضمن عمليات التفتيش الواسعة التى تقوم بها قوات الأمن فى جميع أنحاء البلاد؛ بحثًا عن المتورطين.
ومن جهتها، أفادت صحيفة «Daily Mirror» بأن شرطة سريلانكا تمكنت فى إطار التحقيقات من تحديد هوية أحد الانتحاريين. ونقلت الصحيفة عن الشرطة، أن الحديث يدور عن إنسان سيلاوان (Insan Seelavan) الذى كان يملك مصنعًا فى ضواحى العاصمة كولومبو. ونظم سيلاوان تفجيرًا فى فندق «شانغريلا» فى المدينة. وتم فى وقت سابق اعتقال 9 من عمال هذا المصنع، وسيتم احتجازهم حتى 6 مايو المقبل.
وقد ربطت التقارير بين «جماعة التوحيد» واستهداف معابد بوذية فى مدينة ماوانيلا وسط سريلانكا وقع العام الماضي.
تحذيرات استخباراتية
نشرت وكالة «فرانس برس» مجموعة من الوثائق، التى تتضمن تقارير استخباراتية، تضمنت تحذيرات قبل 10 أيام تقريبًا من وقوع التفجيرات. وفى تلك التقارير تشير الاستخبارات السريلانكية، إلى أن وكالة استخبارات أجنبية، قدمت معلومات، حول دور «جماعة التوحيد الوطنية» الإسلامية المتشددة، حول احتمالية تنفيذ هجمات تستهدف الكنائس البارزة، والمفوضية العليا الهندية فى كولومبو.
وكان خبير فى الطب الشرعى بالحكومة السريلانكية قد قال لوكالة «أسوشيتد برس»: إن 7 مفجرين انتحاريين نفذوا الهجمات الست المتزامنة، التى استهدفت 3 كنائس و3 فنادق داخل وحول العاصمة كولومبو فى عيد الفصح.
وأضاف أريانادا ويليانجا، أن تحليل جثث المهاجمين، التى جمعت من مواقع الهجمات، يفيد بأن الهجمات كانت تفجيرات انتحارية. وذكر أن انتحاريين اثنين كانا وراء تفجير فندق شانجري-لا.
وكشفت المعلومات أن مفجرًا واحدًا هاجم كلًّا من فندقى سينامون جراند، وكينجسبري، وضريح القديس أنتونى فى كولومبو، وكنيسة سان سيباستيان فى مدينة نيجومبو، وكنيسة زيون فى مدينة باتيكالوا.
وفجر أشخاص منزلًا بالقرب من مواقع الانفجار؛ ما أدى إلى مقتل 3 من رجال الشرطة.
جماعة مجهولة دوليًّا
يعتقد أن جماعة التوحيد الوطنية انشقت عن جماعة إسلامية أخرى فى البلاد، تدعى «جماعة التوحيد السريلانكية» التى تعد أكثر تنظيمًا وذات قيادات معروفة.
وفى عام 2016، اعتقلت الحكومة السريلانكية الأمين العامة لجماعة «التوحيد السريلانكية» ر. عبدالرازق؛ بسبب التحريض ضد البوذيين، لكنه اعتذر عن التحريض.
ول«جماعة التوحيد الوطنية» صفحات على فيسبوك تستخدمها بشكل متقطع، ولديها صفحة على تويتر لم تحدث منذ مارس 2018.
والجماعة غير معروفة على المستوى الدولي، لكن قبل نحو عام حوكم عدد من قياداتها بتهم تتعلق بالسخرية من التماثيل البوذية واتهموا بإيذاء مشاعر المجتمع البوذي.
وتزعم جماعة التوحيد الوطنية، أن أعضاءها يطبقون «الشريعة الإسلامية» فى حياتهم؛ إذ خرج الكثيرون منهم عام 2016 للتظاهر فى مدينة ماليجواتا، ومارادانا، ضد تغيير الحد الأدنى لسن زواج الفتيات والمقرر ب12 عامًا.
وذلك بعدما قررت سريلانكا الامتثال إلى قوانين واتفاقيات دولية خاصة بالمرأة، إلا أن أعضاء الجماعة تظاهروا لعدم وضع حد أدنى للزواج، وهو ما اعتبروه «قانون إسلامي»، لا يجب تغييره.

التنظيم يتبنى تفجيرات كولمبو
أعلنت وكالة «أعماق» الذراع الإعلامية لتنظيم داعش الإرهابى، مسئولية التنظيم عن هجمات الأحد الدامى التى ضربت عددًا من الفنادق والكنائس داخل جزيرة سريلانكا.
وقالت «أعماق» فى بيان نشرته عبر تطبيق «تيلجرام»، إن 3 ممن سمتهم ب«جنود الخلافة» شنوا الهجوم تنفيذًا لتعليمات استهداف ما وصفهم التنظيم برعايا التحالف الدولى لمحاربة التنظيم.
قسم العمليات الخارجية.. ذراع داعش فى آسيا
بحسب معلومات حصل عليها «البوابة نيوز»، فإن قسم العمليات الخارجية، والذى كان يتبع ما يسمى ب«هيئة الهجرة» الداعشية، هو المسئول عن التخطيط لهذه العمليات بالتعاون مع عدد من الخلايا الداعشية داخل جزيرة سريلانكا.
وبالرغم من عدم مشاركة سريلانكا فى التحالف الدولى الذى تشكل لمحاربة داعش فى 2014، والمعروف باسم «العزم الصلب» إلا أن التنظيم اختار أن يضرب الفنادق والكنائس؛ بسبب وجود عدد كبير من السياح يسافرون إليها لقضاء عطلة أعياد القيامة.
وأشرف أبومحمد العدنانى، المتحدث السابق باسم داعش، على قسم العمليات الخارجية، قبل مقتله، وخطط حينها للهجمات الإرهابية المتزامنة التى وقعت داخل العاصمة الفرنسية باريس، والتى تتشابه إلى حد كبير مع العمليات الإرهابية الأخيرة فى العاصمة السريلانكية، كولمبو.
ويعمل قسم العمليات الخارجية، بالأساس انطلاقًا من معاقل داعش داخل سوريا والعراق، ويتواصل مع ما يسمى ب«المفارز الأمنية» فى الدول الأخرى، ويشرف على التنسيق معها فى اختيار الأهداف والوسائل التى تنفذ بها العمليات الإرهابية.
كما شارك أبوعبدالله المهاجر، الزعيم السابق لما يسمى ب«جنود الخلافة» فى آسيا، فى تجنيد عدد من الإرهابيين من مختلف دول القارة، للقتال داخل الفلبين، وشن عمليات إرهابية فى دول أخرى من بينها إندونيسيا وماليزيا وسريلانكا، وذلك قبل مقتله فى غارات جوية للتحالف الدولى، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة «النبأ» فى عددها الرابع والثمانين.
التنظيم يريد إشغال العالم
من جديد عاد التنظيم ليحث عناصره والمتعاطفين مع أفكاره على شن هجمات إرهابية داخل الدول الغربية؛ لتخفيف الضغط على عناصره فى سوريا والعراق.
وبثت مؤسسة «الفرقان» التابعة للتنظيم، قبل أسابيع، كلمة صوتية لأبى الحسن المهاجر، المتحدث باسم داعش، دعا فيها لبدء حملة من الإرهاب الدموى داخل شتى دول العالم لإشغالها عن حرب ما يصفه ب«جنود الخلافة» فى سوريا والعراق.
ودعا «المهاجر» فى كلمته التى تزامنت مع السيطرة على آخر جيوب التنظيم فى قرية الباغوز فوقانى السورية، إلى استهداف من وصفهم برعايا التحالف الصليبى فى أى دولة كانوا. وتوعدت صحيفة «النبأ» الداعشية، عقب هجوم نيوزلندا، بشن هجمات انتقامية ضد المسيحيين، معلنةً أن ذلك سيحدث فى وقت قريب داخل منطقة غير متوقعة، وهو ما يفسر لجوء التنظيم للضرب داخل سريلانكا.
كما بث المكتب الإعلامى للتنظيم فى اليمن، إصدارًا مرئيًا، بعدها، دعا فيه لاستهداف المسيحين فى أى منطقة كانوا، وتفجير مقرات إقامتهم ردًا على حملات القصف الجوى التى ينفذها التحالف ضد التنظيم، وانتقامًا لاستهداف المسلمين فى مناطق مختلفة.
إرهاب بختم "زهران هاشم"
فى السياق ذاته، أعلنت منصات إعلامية مقربة من تنظيم داعش على تطبيق «تيلجرام» للتواصل الاجتماعى، أن زهران هاشم المعروف بأبى عبيدة السيلانى، إضافةً إلى أبى مختار السيلانى وأبى البراء السيلانى، نفذوا الهجمات الإرهابية بالعاصمة كولمبو، فى إطار دعوة تنظيم داعش لشن هجمات ضد رعايا التحالف.
وأوضحت أن «زهران» معروف بتأييده لتنظيم داعش، ونشره للإصدارات التى ينتجها التنظيم عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، مؤكدةً أن آخر تدويناته كانت فى 2017.
واختفى «هاشم» لفترة، قبل أن يعود برفقة إرهابيين آخريين لينفذوا الهجمات الإرهابية الأعنف داخل جزيرة سريلانكا.
استراتيجية المباغتة
من جانبه، قال سامح عيد، الخبير فى شئون الجماعات الإرهابية: إن تنظيم داعش اعتمد على استراتيجية المباغتة، واختار منطقة غير متوقعة لينفذ فيها الهجمات الإرهابية، مضيفًا أن التنظيم يتمدد داخل آسيا ويسعى لإثارة الفتنة الطائفية.
وأضاف «عيد» فى تصريح خاص ل«البوابة نيوز»، أن التنظيم توعد فى وقت سابق بالانتقام لاستهداف مسجد فى نيوزلندا، لكنه اختار الضرب فى منطقة غير متوقعة ولم تشهد نزاعات بين المسلمين والمسيحيين فيها، مشيرًا إلى أن الأمن السيلانى لم يتعود على مثل هذه العمليات الإرهابية.
الجزيرة
فى لحظات عصيبة تحول قداس الفصح لعام 2019 فى سريلانكا، إلى كارثة إنسانية شهدها العالم كله، صباح الأحد 21 أبريل الجاري؛ حيث ارتفع عدد القتلى من 160 وقت وقوع التفجيرات الإرهابية إلى 310 قتلى تقريبًا صباح يوم الثلاثاء 23 أبريل 2019، ومع ارتفاع عدد الضحايا ارتفع أيضًا عدد الموقوفين من قبل الحكومة السريلانكية من 13 إلى 40 شخصًا، تحوم حولهم الشبهات لتورطهم فى أعمال إرهابية سابقة، ومنها جماعة التوحيد المتشددة، ولفهم طبيعة المجتمع السريلانكي، تستعرض البوابة الخريطة الجيوسياسية لتلك الجزيرة، ويستقرئ أهم دلالات العنف، فى تاريخه.
نظرة تاريخية.. بين الاحتلال والاستقلال
فى شمال المحيط الهندي، تحديدًا جنوب الهند، توجد أرض سريلانكا، ولعل اتخاذها ذلك الموقع الجغرافى القريب جدًا من شبه القارة الهندية «31 كيلو فقط هى المسافة بين البلدين» هو ما جعل الرحالة المؤرخين الأوائل يطلقون عليها اسم «دمعة الهند»، «وسري- لانكا» كلمة من مقطعين أو هى كلمتان مستنبطتان من اللغة السنسكريتية، جاء ذكرها فى الملاحم الهندية القديمة لوصف الجزيرة، بطريقة تبجيلية، تعنى «الجزيرة المشعة ذات الشعب المبتسم». ظلت سريلانكا بسبب مواقعها ملتقى الطرق البحرية الرئيسية الآسيوية التى تربط بين غرب القارة الصفراء وشرقها، تحديدًا فى الفترة التى تلت حقبة طريق الحرير.
وعلى امتداد أكثر من ألفى عام خضعت سريلانكا لحكم ممالك محلية، إلى أن احتلت البرتغال جزءًا منها؛ لتحتل هولندا الجزء المتبقى منها فى بدايات القرن السادس عشر، وظل الحكم البرتغالى الهولندى مسيطرًا عليها إلى أن حل عام 1815 ومعه اجتاحت جيوش الإمبراطورية البريطانية قوات البرتغال وهولندا وأعلنت احتلالها لسريلانكا، وهو الاحتلال الذى لم تنل معه البلاد استقلالها إلا بعد مرور 133 عامًا، فقد أنشئت حركة سياسية قومية فى أوائل القرن العشرين ناضلت من أجل الاستقلال السياسى عبر مفاوضات مزمنة مع المحتل الإنجليزى وبالفعل نالت البلاد استقلالها عام 1948. وبعد الاستقلال، كلف أول رئيس وزراء بعد الاستقلال، دون ستيفن سينا نايكي، لجنة لتصميم علم جديد للبلاد يراعى التنوع الدينى والعرقى للدولة، وهو العلم الحالي، الذى حافظ على الأسد التقليدي، الذى يرمز إلى المكونين السنهالى والبوذي، مع إضافة شريطين عموديين، أخضر يرمز إلى الأقلية المسلمة، وبرتقالى يرمز إلى الأقلية التاميلية.
الحرب الأهلية وانفصاليو "نمور التاميل"
اكتوت سريلانكا عبر تاريخها المعاصر بنيران الحرب الأهلية بين متمردى نمور التاميل الانفصاليين والجيش السيرلانكي، نيران الحرب تلك اشتعلت فى البلاد واستمر لهيبها لقرابة خمسة وعشرين عامًا من 1983 إلى عام 2009، سنوات من العنف والدم، والكثير من العمليات المسلحة، وتقدر خسائره البشرية بخمسين ألف قتيل و1.1 مليون لاجئ.
الشرارة الأولى
بعد سقوط جنود حكوميين فى كمين لحركة نمور التاميل، 1983 شهدت البلاد موجة اغتيالات انتقامية ارتكبها السنهاليون ضد التاميليين، إلى أن رعت الهند اتفاقية صلح بين الطائفتين فى العام ذاته، ولكى تضمن الحكومة الهندية سريان الاتفاقية على الطرفين أبقت قواتها العسكرية إلى أن احتج السنهاليون عام 1988 على الوجود العسكرى الهندى فى الجزيرة الذى لم يتعهد البقاء لحفظ السلام، ورغم اتساع حدة تلك الاحتجاجات إلا أن الهند لم تنسحب بقواتها من سريلانكا، ما أسفر عن اغتيال رئيس وزرائها راجيف غاندى عام 1991. وكان المسئول عن تنفيذ الاغتيال حركة نمور التاميل التى أعلنت مسئوليتها وتوعدت بالمزيد، ما جعل النمور يخسرون الدعم الهندى لحركتهم التى حظرتها الحكومة عام 1998 بعد قيامها بعملية انتحارية فى مدينة كاندي، المدينة البوذية المقدسة، واحتدمت الحرب الأهلية من جديد بينهم وبين الجيش، وفى عام 2002 تم توقيع خامس اتفاقية وقف إطلاق نار فى تاريخ النزاع؛ ورفع الحظر عن حركة نمور التاميل، مقابل تخفيض حركة نمور التاميل سقف مطالبها إلى حكم ذاتي. إلا أن عام 2005 شهد اغتيال نمور التاميل لوزير الخارجية السريلانكي، ما أدى إلى إعلان حالة الاستثناء وتصلب موقف الدولة المركزية فى القضاء على الحركة، وظل الجيش يحارب النمور الإرهابية أربع سنوات كاملة، إلى أن استطاع عام 2009 أن يحسم النزاع وينهى الحرب الأهلية، بعد قرابة 25 عامًا بالقضاء على الحركة وقتل زعيمها فيلوبيلاى برابهاكاران، ما اضطر النمور للاستسلام وإلقاء السلاح.
ثقافة الجزيرة المشعة
رغم مركزية المكونين «السنهالى البوذي» و«التاميلى الهندوسي»، زخرت الثقافة السريلانكية، بمجموعة من الروافد الحضارية الأخرى كالثقافة العربية الإسلامية وثقافات شبه الجزيرة الهندية وصولًا إلى الثقافة الأوروبية، إلا أنه فى حدود القرن الثالث قبل الميلاد، انتشرت البوذية فى الجزيرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.