مصادر أمنية في سريلانكا وجهت اتهامات لجماعة إسلامية متشددة بالوقوف وراء هجمات الأحد التي خلفت 290 قتيلا وأكثر من 500 مصاب، من بينهم ضحايا أجانب سلسلة من التفجيرات التي ضربت عددا من الكنائس والفنادق في سريلانكا خلال احتفالات عيد الفصح، أمس الأحد، تسببت في مقتل 290 شخصا، وإصابة 500 آخرين. وأشار عدد من المسؤولين إلى أن الحادث تقف وراءه شبكة دولية، بينما ألقت السلطات الأمنية باللوم في الهجوم على جماعة متشددة، تدعى "جماعة التوحيد الوطنية"، على الرغم من عدم تبنيها المسؤولية عن الهجوم، الذي دفع البلاد التي تمتلك تاريخا دمويا، إلى إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، بداية من منتصف ليل اليوم الإثنين. وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى أن الشرطة ألقت القبض على 24 شخصا في سلسلة من المداهمات الأمنية، ونقلت عن راجيتا سيناراتني، المتحدث باسم الشرطة، قوله: "لا نعتقد أن منفذي هذا الهجوم جماعة محلية فقط". مضيفا أنه "كانت هناك شبكة دولية تقف وراء هذا الهجوم"، مؤكدا أنه "لولا وجود هذه الشبكة لَما وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى أن الشرطة ألقت القبض على 24 شخصا في سلسلة من المداهمات الأمنية، ونقلت عن راجيتا سيناراتني، المتحدث باسم الشرطة، قوله: "لا نعتقد أن منفذي هذا الهجوم جماعة محلية فقط". مضيفا أنه "كانت هناك شبكة دولية تقف وراء هذا الهجوم"، مؤكدا أنه "لولا وجود هذه الشبكة لَما نجحت هذه الهجمات". وفي خطاب له، طلب مايثريبالا سيريسينا، رئيس البلاد، من الدول الأجنبية، تقديم المساعدة من أجل تعقب هؤلاء المتهمين بالوقوف وراء الهجوم. وذكر مكتب الرئيس أن "التقارير الاستخباراتية تشير إلى أن هناك منظمة إرهابية أجنبية تدعم الإرهابيين المحليين، لذلك يطالب الرئيس بالحصول على مساعدة الدول الأجنبية". كيف بدأت الهجمات؟ جاءت التقارير الأولى عن الانفجارات نحو الساعة الثامنة وخمس وأربعين دقيقة صباحا بالتوقيت المحلي، وتم الإبلاغ عن ستة انفجارات في غضون فترة زمنية صغيرة. واستُهدفت ثلاث كنائس في مدينتي "نيجومبو" و"باتيكالوا" والعاصمة "كولومبو" خلال قداس عيد الفصح، كما هزت تفجيرات أخرى فنادق "شانجريلا" و"كينجز بري"، و"سينامون جراند" في العاصمة. وقال خبير في الطب الشرعي بالحكومة السريلانكية، إن سبعة مفجرين انتحاريين نفذوا الهجمات الست المتزامنة، التي استهدفت 3 كنائس و3 فنادق يوم الأحد. ونقلت "أسوشيتد برس" عن الخبير قوله إن تحليل جثث المهاجمين، التي جمعت من مواقع الهجمات، يفيد أن الهجمات كانت تفجيرات انتحارية، مشيرا إلى أن انتحاريين اثنين كانا وراء تفجير فندق "شانجريلا"، بينما وقف انتحاري واحد وراء التفجيرات الأخرى. الشرطة حذرت قبلها.. ماذا حدث في تفجيرات سريلانكا؟ ثم نفذت الشرطة غارات على منزلين، ووقعت انفجارات في كليهما، حيث وقع الأول في "دهيوالا" جنوب "كولومبو"، والآخر كان بالقرب من حي "ديماتاجودا" في "كولومبو" والذي قتل فيه ثلاثة ضباط. كما تم العثور على عبوة ناسفة محلية الصنع، عبارة عن أنبوب بلاستيكي بطول 1.8 متر، مملوءة بالمتفجرات، بالقرب من المطار في العاصمة "كولومبو". كما عثرت الشرطة على 87 مفجرا بمحطة "باستيان مواتا" للحافلات الخاصة في العاصمة، حسبما أفاد مراسل "بي بي سي" في سريلانكا. وقال راجيثا سيناراتني، المتحدث باسم حكومة سريلانكا، اليوم الإثنين، إن الحكومة على قناعة تامة بأن جماعة التوحيد الوطني هي التي نفذت الهجمات الانتحارية. وتعد "جماعة التوحيد الوطنية" جماعة إسلامية متطرفة في سريلانكا، وظهرت على مؤشر الأجهزة الأمنية العام الماضي عندما اتهمت بتخريب التماثيل البوذية. ولم تعلن الجماعة مسؤوليتها عن الهجمات، حيث واجهت الجماعة، قبل الهجمات، اتهامات بتشجيع الإرهاب، وكانت معروفة بتخريب التماثيل البوذية في الجزيرة. «نمور التاميل» كلمة السر وراء تاريخ سريلانكا الدموي وكانت السلطات السريلانكية قد ألقت القبض على زعيمها المعروف باسم "عبد الرازق"، في نوفمبر الماضي، بتهمة "التحريض على التنافر الديني"، كما قبض عليه في 2016 للاشتباه في تحريضه على العنصرية. وقال خبير أمني إن المجموعة تعد فرع تنظيم "داعش" في سريلانكا، وكان من المعروف أن المنتسبين إليها لهم صلات بالسريلانكيين الذين سافروا إلى الشرق الأوسط للانضمام إلى الجماعة الإرهابية في سورياوالعراق. وانتقد رئيس وزراء البلاد أداء الأجهزة الأمنية، مشيرا إلى التقارير التي تفيد أن المسؤولين كانت لديهم معلومات مسبقة عن الهجمات المقبلة، قائلا: "يجب علينا أن ننظر في سبب عدم اتخاذ الاحتياطات الكافية، ولماذا لم يتم إخطارنا بذلك". من جانبه رفض هيمساري فرناندو، كبير موظفي الرئاسة، ومنافس سياسي لرئيس الوزراء إلقاء اللوم على الحكومة وأجهزة المخابرات، قائلا إن المعلومات التي تلقاها في وقت سابق من هذا الشهر كانت تتعلق بهجوم واحد أو اثنين فقط، وإنه لم يتوقع أن تكون الهجمات بهذا الحجم. صعود داعش في آسيا وفي ذلك السياق، وصف ساجيث بريماداسا وزير الإسكان والشؤون الثقافية السريلانكي، هجمات الأحد بأنها "نوع جديد من الإرهاب" الذي هز البلاد، مضيفا: "لم نشهد أي حركات انفصالية في السنوات العشر الماضية وكان ذلك بمنزلة صدمة لنا جميعا". وكانت الحرب الأهلية بين حركة "نمور التاميل" الانفصالية والحكومة السريلانكية، انتهت عام 2009، بعد مقتل ما بين 70 إلى 80 ألف شخص. تفجيرات سريلانكا.. نتيجة متوقعة لتجاهل المصالحة وأضاف بريماداسا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنه "خلال الحرب الإرهابية التي استمرت 30 عامًا، كانت هناك هجمات عشوائية على جميع المؤسسات، حيث لم تدخر نمور التاميل أي جهد لبناء دولتها، لكننا انتصرنا، وهزمنا الإرهاب". الهجوم الذي استهدف كنائس وفنادق تضم رعايا الأجانب، جاء بعد سلسلة من التفجيرات المماثلة في آسيا وخارجها في السنوات الأخيرة، تورط فيها تنظيم "داعش". ففي يناير 2019، أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هجوم أسفر عن مقتل 20 شخصًا على الأقل في كنيسة في الفلبين، حيث وقع الهجوم أيضًا في أحد أيام الأحد، عندما تجمع المصلون من أجل القداس. وفي مايو 2018، أعلن التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن هجمات على ثلاث كنائس في إندونيسيا، أسفرت عن مقتل 12 شخصًا على الأقل وإصابة العشرات. وبعد انهيار دولة خلافة تنظيم "داعش" المزعومة في العراقوسوريا، عاد ما يصل إلى 5600 مقاتل أجنبي إلى بلادهم منذ أكتوبر 2017. وأشار دروفا جايشانكار، الباحث في دراسات السياسة الخارجية بمعهد "بروكينجز" في الهند، إلى أن سريلانكا ربما قد تكون راضية عن استراتيجيتها لمكافحة الإرهاب منذ نهاية الحرب الأهلية، إلا أن ما حدث "قد يمثل دعوة للانتباه".