سلسلة التفجيرات الإرهابية التي تعرضت لها سريلانكا اليوم الأحد، وأسفرت عن وقوع عشرات الضحايا، ما هي إلا جزء من تاريخ البلاد الدموي، فماذا شهدت البلاد عبر تاريخها؟ أكثر من 200 قتيل، ونحو 500 مصاب، هم ضحايا ثمانية تفجيرات تعرضت لها عدد من الكنائس والفنادق في سريلانكا اليوم الأحد، خلال احتفالات سكان البلاد المسيحيين بعيد الفصح، هذه السلسلة من التفجيرات، جزء من التاريخ الدموي للبلاد، التي شهدت العديد من العمليات الإرهابية، خلفت مئات القتلى، والتي وقعت معظمها خلال فترة الحرب الأهلية بين عامي 1983 و2009، والمحاولات الانقلابية في 1971 و1987، حيث تعد "نمور التاميل" و"جبهة التحرير الشعبية" أكثر الحركات التي وقفت وراء هذه الهجمات. مذبحة "أنورادهابورا" المذبحة التي وقعت عام 1985 على يد حركة "نمور التاميل" التي تسعى للحصول على استقلال المناطق التي تقطنها أقلية التاميل في الأجزاء الشمالية والشرقية من الجزيرة، هي أول عملية إرهابية في تاريخ البلاد الحديث، كما أنها تعد أكبر مذبحة تشهد وقوع ضحايا من المدنيين "السنهاليين" الذين يمثلون مذبحة "أنورادهابورا" المذبحة التي وقعت عام 1985 على يد حركة "نمور التاميل" التي تسعى للحصول على استقلال المناطق التي تقطنها أقلية التاميل في الأجزاء الشمالية والشرقية من الجزيرة، هي أول عملية إرهابية في تاريخ البلاد الحديث، كما أنها تعد أكبر مذبحة تشهد وقوع ضحايا من المدنيين "السنهاليين" الذين يمثلون أغلبية السكان في سريلانكا. ففي 14 مايو 1985 اختطفت "نمور التاميل" حافلة واقتحموا محطة حافلات بمدينة "أنورادهابورا" شمال وسط سريلانكا، وأطلقوا النيران من بنادقهم الآلية بشكل عشوائي على المدنيين المنتظرين للحافلات. ثم ذهبوا إلى أحد المعابد البوذية حيث أطلقوا النيران على الرهبان، والمصلين، وفروا بعدها إلى منتزه وقتلوا فيه 18 مدنيا آخرين، وأسفر الهجوم عن مقتل 146 شخصا. مذبحة "ألوث أويا" وقع الهجوم في جمعة الآلام، في السابع عشر من أبريل عام 1987، قبل أسبوع واحد من إعلان الحكومة السريلانكية وقف إطلاق النار من جانب واحد لإقناع "نمور التاميل" بالتفاوض. حيث أوقفت مجموعة من مسلحي "نمور التاميل" قافلة من الحافلات كانت تقل المواطنين المسيحيين إلى قراهم للاحتفال بالعطلة، حيث أخرج المسلحون الركاب من الحافلات وسرقوا متعلقاتهم الثمينة. وبعدها أطلق المسلحون نيران أسلحتهم الآلية عليهم، ما أسفر عن مقتل 127 شخصا، وإصابة 64 آخرين. تفجير محطة حافلات "كولومبو" بعد أربعة أيام فقط من هذا الهجوم، قام "نمور التاميل" بتفجير سيارة مفخخة بالقرب من موقف الحافلات المركزي في العاصمة السريلانكية "كولومبو" مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين. ففي الحادي والعشرين من أبريل 1987، فجرت "نمور التاميل" سيارة محملة بنحو 36 كيلوجراما من المواد المتفجرة، التي تسببت في مقتل 113 مدنيا، وتسببت قوة التفجير في حفرة عمقها 3 أمتار. الشرطة حذرت قبلها.. ماذا حدث في تفجيرات سريلانكا؟ الهجوم على البرلمان السريلانكي بطل هذا الهجوم هذه المرة جماعة أخرى، هي "جبهة التحرير الشعبية" وهي جماعة شيوعية كانت تسعى للسيطرة على حكم البلاد، ونفذت محاولتين للانقلاب على الحكومة عامي 1971 و1987. ووقع هذا الهجوم في 18 أغسطس 1987 عندما ألقى مهاجمون قنبلتين يدويتين داخل البرلمان حيث كانت تجتمع الحكومة السريلانكية. ولحسن الحظ ارتدت القنبلتين من فوق الطاولة التي يجلس عليها الرئيس السريلانكي جيه آر جاياواردن، ورئيس الوزراء راناسينج بريمداسا، وابتعدتا عنها، وتسبب الانفجار في مقتل نائب بالبرلمان ومساعد لأحد الوزراء. وكشف تحقيق لاحق أن أحد نواب البرلمان المنتمين ل"جبهة التحرير الشعبية" هو من ألقى القنبلتين، وذلك في محاولة لبدء تمرد عسكري في البلاد، وتم القبض على 5 نواب ينتمون للجبهة، إلا أن المحكمة برأتهم بعد ذلك، لعدم كفاية الأدلة. الهجوم على معبد الأسنان الهجوم على معبد الأسنان هو معبد مقدس للبوذيين يقع في مدينة "كاندي"، يضم بقايا أسنان بوذا، وهو أحد مواقع التراث العالمي المعينة من قبل اليونسكو، وقع في 8 فبراير 1989، على يد "جبهة التحرير الشعبية". فمع تزايد التوترات في البلاد، شن الجناح العسكري للجبهة هجمات على أهداف حكومية ومدنية مختلفة، حيث تم تخريب العديد من الأماكن العامة، وتعرض أشخاص يفترض أنهم يدعمون الحكومة لهذه الهجمات. وتعرض معبد الأسنان للهجوم هو الآخر، حيث روى عدد من شهود العيان، بما في ذلك عضو سابق في الجبهة كان قد شارك في الهجوم، تفاصيل الحادث الذي أسفر عن مقتل 5 أشخاص. مذبحة مسجد "كاتانكودي" في 3 أغسطس عام 1990، عبر حوالي 30 شخصًا مدججين بالسلاح ينتمون إلى "نمور التاميل" بحيرة صغيرة ودخلوا بلدة "كاتانكودي" شرق سريلانكا. سريلانكا: الهجمات «إرهابية» وحددنا المسؤولين عنها وفي حوالي الساعة الثامنة وعشر دقائق مساءً، تنكر المسلحون في هيئة مصلين، ودخلوا أربعة مساجد في المدينة، حيث كان المئات من المصلين يحضرون صلاة العشاء. وبينما يركع المصلون، هاجمهم المسلحون، وأطلقوا النار بشكل عشوائي، وألقوا القنابل اليدوية على المصلين، وهرب المسلحون بعدما قتلوا 147 شخصا. مذبحة "بالياجوديلا" تم تنفيذ مذبحة بالياجوديلا في 15 أكتوبر 1992، على يد "نمور التاميل" ضد السكان المسلمين في قرية بالياجوديلا، الواقعة على الحدود مع الجزء الشمالي من سريلانكا والتي كان يسيطر عليها "نمور التاميل" في ذلك الوقت. وتعد هذه أكبر مذبحة للمدنيين المسلمين على يد حركة "نمور التاميل" حتى الآن، حيث أسفرت عن مقتل 285 من الرجال والنساء والأطفال، أي حوالي ثلث سكان القرية، على أيدي ألف من مقاتلي "نمور التاميل". قبل المجزرة، كان هناك توتر متزايد بين "نمور التاميل" والمجتمع الإسلامي في سريلانكا، حيث طلب سكان المدينة من الجيش السريلانكي حمايتهم، الذي اكتفى بمنحهم بنادق رش، لكنها لم تكن كافية لوقف هجمات "نمور التاميل". تفجير البنك المركزي وقع الهجوم في 31 يناير 1996 في مدينة كولومبو السريلانكية، عندما اخترقت شاحنة تحتوي على حوالي 440 رطلا من المتفجرات الشديدة عبر البوابة الرئيسية للبنك المركزي في سريلانكا، وهي منطقة تضم معظم الفروع المالية في البلاد. وعندما تبادل المسلحون النار مع حراس الأمن، فجر الانتحاري القنبلة الهائلة التي مزقت البنك وألحقت أضرارًا بثمانية مبانٍ أخرى في الجوار. وتبع تفجير الشاحنة هجوم كتيبتين من جبهة "نمور التاميل" ببنادق آلية وقواذف "آر بي جي"، وأسفر الانفجار عن مقتل 91 شخصًا على الأقل وإصابة 1400 آخرين، وفقد ما لا يقل عن 100 شخص بصرهم، وكان هذا الهجوم الأكثر دموية حتى عام 2006. إلغاء جميع مراسم صلوات عيد الفصح المسائية في سيرلانكا تفجير "ديجامباثا" في 16 أكتوبر 2006، فجرت حركة "نمور التاميل" شاحنة وسط قافلة مؤلفة من 15 حافلة عسكرية في مدينة "ديجامباثا"، الواقعة بين مدينتي "دامبولا" و"هابارانا". كانت الحافلات تقل أكثر من 200 جندي كانوا في إجازة، وتسبب في قتل ما بين 92 إلى 103 جنود وأصيب أكثر من 150 شخصًا آخرين، بينهم أكثر من 100 بحار. كما أسفر التفجير عن مقتل عدد من المدنيين، بمن فيهم ثمانية موظفين في الجيش السريلانكي، ليكون التفجير الانتحاري الأكثر دموية في سريلانكا.