العربية: إلغاء مشاركة نتنياهو في قمة شرم الشيخ    البورصة تواصل ارتفاعها بمنتصف التعاملات مدفوعة بمشتريات محلية    محافظ المنوفية يترأس اجتماعا موسعا لمناقشة موقف مشروعات الخطة الاستثمارية    رئيس الوزراء يُتابع جهود تنفيذ إجراءات خفض الانبعاثات والتحول الأخضر المُستدام    تراجع سعر اليورو اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025 بمنتصف التعاملات بالبنوك    استقلا الوحش.. نتنياهو وزوجته يخترقان بروتوكول زيارة ترامب "فيديو"    كلمة ترامب أمام الكنيست: حان الوقت لتترجم إسرائيل انتصاراتها إلى السلام    "من أنت".. ترامب يهاجم مراسلة بولتيكو ويتهم الصحيفة بنشر أخبار كاذبة    «حسام زكي»: الموقف المصري كان له بالغ الأثر في تغيير دفة الحوار السياسي    وزير الرياضة يلتقي إنفانتينو على هامش مؤتمر السلام بشرم الشيخ    تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك يعتذر رسميا عن المشاركة فى البطولة العربية لسيدات الطائرة    إصابة 8 أشخاص فى حادث تصادم بالطريق الزراعى فى البحيرة    محافظ قنا يوجه بتقديم كافة الرعاية الطبية لمصابى حادث أتوبيس الألومنيوم    ضبط متهم تحرش بعاملة داخل صيدلية في سوهاج بعد انتشار فيديو فاضح.. فيديو    تموين الفيوم تلاحق المخالفين وتضبط عشرات القضايا التموينية.. صور    الرئيس الأمريكى ترامب يلقى خطابا أمام الكنيست وسط تحية كبيرة من الحضور    مسلسل لينك الحلقة 2.. تحالف غير متوقع بين بكر وأسما لكشف سرقة أموالهما    هتافات وتكبير فى تشييع جنازة الصحفى الفلسطيني صالح الجعفراوى.. فيديو    فحص 1256 مواطنا وإحالة 10 مرضى لاستكمال الفحوصات بقافلة طبية فى مطوبس    وكيل صحة سوهاج فى زيارة مستشفى جرجا : لا تهاون مع أى تقصير فى خدمة المواطن    هل يمكن حصول السيدات الحوامل على لقاح الأنفلونزا ؟ فاكسيرا تجيب    شراكة بين أورنچ مصر وسامسونج إلكترونيكس لتجربة الأجهزة المتعددة المدعومة بالذكاء الاصطناعي    تشكيل منتخب فرنسا المتوقع أمام آيسلندا في تصفيات كأس العالم 2026    بتواجد أبو جريشة.. الكشف عن الجهاز الفني المساعد ل عماد النحاس في الزوراء العراقي    ب 35 لجنة.. بدء التسجيل ب «عمومية أصحاب الجياد» في الإسكندرية    اليوم.. بدء استيفاء نموذج الطلب الإلكتروني للمواطنين المخاطبين بقانون «الإيجار القديم» (تفاصيل)    الغرف السياحية: قمة شرم الشيخ السلام رسالة قوية للعالم بالريادة المصرية    ارتفاع أسعار النفط مع بوادر تراجع حدة التوتر التجاري بين الصين وأمريكا    جامعة بنها: فحص 4705 شكاوى بالمنظومة الموحدة.. تفعيل نقطة اتصال جديدة لخدمة المواطنين    بالفيديو.. الأرصاد: فصل الخريف بدأ رسميا والأجواء مازالت حارة    حجز محاكمة معتز مطر ومحمد ناصر و8 أخرين ب " الحصار والقصف العشوائي " للنطق بالحكم    إخماد ذاتي لحريق داخل محطة كهرباء ببولاق دون وقوع إصابات    لحضور أولى جلسات الاستئناف.. وصول أسرة المتهم الثاني في قضية الدارك ويب لمحكمة جنايات شبرا    إعلان أسماء مرشحي القائمة الوطنية بانتخابات مجلس النواب 2025 بمحافظة الفيوم    وزيرا ري مصر والأردن يفتتحان الاجتماع ال38 للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه    وزير السياحة يترأس اجتماع مجلس إدارة هيئة المتحف القومي للحضارة المصرية    مبيعرفوش يمسكوا لسانهم.. أبراج تفتش الأسرار في أوقات غير مناسبة    أحمد فهمي الأعلى مشاهدة ب «ابن النادي»    بورسعيد أرض المواهب.. إطلاق مسابقة فنية لاكتشاف المبدعين    الليلة بمسرح السامر.. قصور الثقافة تطلق ملتقى شباب المخرجين في دورته الرابعة    آداب القاهرة تحتفل بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس قسم الدراسات اليونانية واللاتينية    بعد منحها ل«ترامب».. جنازة عسكرية من مزايا الحصول على قلادة النيل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 13-10-2025 في محافظة قنا    أوقاف السويس تبدأ أسبوعها الثقافي بندوة حول المحافظة البيئة    هل الغسل يغني عن الوضوء؟ أمين الفتوى يوضح الحكم الشرعي بالتفصيل    محمد رمضان يوجّه رسالة تهنئة ل«لارا ترامب» في عيد ميلادها    "هتفضل عايش في قلوبنا".. ريهام حجاج تنعى الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي    مصادر تكشف مصير 4 أعضاء ب«النواب» تم تعيينهم في «الشيوخ»    رئيس «الرعاية الصحية» يتفقد مجمع الفيروز بجنوب سيناء استعدادًا لقمة شرم الشيخ    مباحثات مصرية - ألمانية لتعزيز التعاون وفرص الاستثمار في القطاع الصحي    نتنياهو يصف الإفراج المتوقع عن الرهائن بأنه حدث تاريخي    هل يجوز الدعاء للميت عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟.. «الإفتاء» توضح    تحرك عاجل من نقابة المعلمين بعد واقعة تعدي ولي أمر على مدرسين في أسيوط    فاروق جعفر: هدفنا الوصول إلى كأس العالم ونسعى لإعداد قوي للمرحلة المقبلة    عراقجي: إيران لن تحضر القمة في مصر بشأن غزة.. ما السبب؟    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025 في القاهرة والمحافظات    صلاح وزوجته يحتفلان بالتأهل في أرضية ستاد القاهرة    البطاقة 21.. غانا تتأهل لكأس العالم 2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"البوابة نيوز" تفتح ملف المال التركي القطري لنشر الإرهاب في أوروبا
نشر في البوابة يوم 14 - 04 - 2019

تقييد أنشطة الجماعة الإرهابية فى النمسا
تنظيم الإخوان سيطر على أكبر المساجد والمدارس الإسلامية
ألمانيا تُشدد الإجراءات على الكيانات التركية وتراقب منابع التمويل
منظمات تركية تعمل على تهريب عناصر «داعش» من وإلى أوروبا
أنقرة تنفث سموم الإرهاب والتطرف فى برلين
المجلس الأعلى للمسلمين أصبح واجهة الإخوان الرئيسة
1600 إخوانى فى ألمانيا يقودون عشرات المؤسسات والمساجد
انتفضت الاستخبارات الألمانية والغربية فى مواجهة تغلغل الإسلام السياسى المقبل من تركيا فى المجتمع الألماني، باعتباره السبب الأساسى فى نشر التطرف والإسلام المتشدد والإرهاب فى البلاد. يأتى هذا فى أعقاب تأكيد التقارير الرسمية المخاوف من تبعية الأئمة والمؤسسات الدينية للاتحاد الإسلامى التركى فى ألمانيا أو ما يعرف ب«ديتيب»، فضلًا عن ارتباط تنظيم الإخوان الإرهابى ب«ديتيب» داخل ألمانيا، آخذًا فى الاعتبار أن حزب «العدالة والتنمية» الإخوانى فى تركيا ورئيسه أردوغان يعتمدون بشكل واضح على المساجد التابعة لتركيا فى ألمانيا للتأثير على المسلمين وبث خطاب سياسى إسلامى متشدد يدعو إلى الفوضى والتطرف وكراهية الآخر.
وحذر تقرير نشرته صحيفة «جنيرال أنتسايجر» الألمانية تحت عنوان «تنظيم الإخوان المسلمون ينشط بشكل متزايد فى «بون»، من توسع التنظيم الإرهابى وازدياد خطر أفكاره المتطرفة على المجتمع الأوروبي، وأشار التقرير إلى أن التنظيم يتحرك لتقويه نفوذه والسيطرة على مسلمى غرب ألمانيا، وأرجع السبب فى ذلك إلى استمرار انحسار الجماعة الإرهابية فى الشرق الأوسط، مما جعله ينقل نشاطه إلى أوروبا.
الإرهابية فى النمسا
كشف تقرير للحكومة النمساوية عن استغلال جماعة الإخوان الإرهابية لأموال حكومة فيينا فى نشر التطرف والإرهاب، ويوثق التقرير، الذى عملت عليه وزارة الخارجية والمؤسسة الاستخباراتية، استغلال أموال الحكومة النمساوية فى نشر التطرف بين الجاليات المحلية وفى المدارس، واستخدام الأراضى النمساوية كنقطة انطلاق لنشاط الجماعة الإرهابية فى الدول العربية، وفق مجلة «المجلة» بنسختها الإنجليزية.
وذكر التقرير أن معلمى المدارس المنتمين لجماعة الإخوان، وهم يحصلون على رواتبهم من الحكومة النمساوية: «أفسدوا عقول الأطفال بأفكار استعلائية، وبخطاب دينى تحريضي، وبتوجهات تكفيرية».
وفى عام 2014 أمرت الحكومة البريطانية بإعادة النظر فى أمر الجماعة، ووجودها فى المملكة المتحدة، وكيف يجب تعامل السياسة الرسمية معها، وكشف التقرير أن الجماعة استخدمت العنف بشكل انتقائي، وأحيانًا الإرهاب، فى السعى لتحقيق أهدافها المؤسسية»، وحذر من حديثها السياسى المخادع. ونصح التقرير الحكومة البريطانية بأن تكون حذرة من التعامل مع التابعين للإخوان باعتبارهم شركاء.
وحصلت بعض المنظمات التى أنشأها وأدارها ناشطون من الجماعة على مكانة متميزة كممثلين للمجتمع الإسلامى فى بلدانهم، رغم أفكارهم الإرهابية. ليس هذا فقط، بل سيطرت الجماعة على بعض أكبر المساجد والمدارس الإسلامية، وعملوا على إعادة توطين اللاجئين، ودربوا الأئمة الشباب على الوعظ باللغات المحلية، بحسب التقرير، وإذا كانت الأموال الأجنبية قد غذت نشاط الجماعة؛ فهذا يرجع إلى سذاجة الحكومات الأجنبية.
ورصد التقرير بالتفصيل والتحليل، العنف المتأصل فى فكر التنظيم الإرهابي، منذ أن كان مجرد أفكار فى ذهن البنا فى عشرينيات القرن الماضي، مرورا بطرق تبرير العنف، وتطبيقه فى دول عربية عدة مثل مصر واليمن وسوريا وليبيا.
وكان معهد «جيت ستون» الأمريكى كشف فى تقريرٍ له فى يونيو 2014 عن أسباب قرار جماعة الإخوان المسلمين بنقل مقرها الدولى من لندن إلى النمسا، موضحة أن السبب هو تشريعاتها، حيث يكفل «قانون الإسلام» فى النمسا الذى يرجع إلى العام 1912، مساحة كبيرة لحماية المنظمات الإسلامية بقدر لا تتمتع به أى دولة أخرى فى أوروبا.
وأوضح المعهد فى تقريره، أنّ النمسا تسمح وفقًا لقوانينها ودستورها بممارسة الدين الإسلامى وبوجود المنظمات الإسلامية، لكنها فى الوقت ذاته تعرب عن قلقها، أو ربما تعارض بشكل كبير ما يسمى بالإسلام السياسي، فالدولة «تسمح بممارسة الشعائر لكنها ترفض استخدام الدين كأداة للسلطة».
ولفت المعهد إلى أنّ عددًا من الجهات والمؤسسات فى النمسا رفع دعاوى قضائية لتعديل قانون الإسلام 1912 لتقييد الجماعات الإسلامية المتطرفة مثل جماعة الإخوان.
ألمانيا تُشدد الإجراءات
وتعكف وزارة الداخلية الألمانية على مراقبة تمويل المساجد والجمعيات الأهلية عبر المؤسسات التركية، وخاصة رئاسة الشئون الدينية والمعروفة «ديانت»، التى تقوم بتمويل وعدم أغلب المساجد فى ألمانيا ودفع رواتب الأئمة، وكذلك منظمة «تيكا» الخيرية، والتى تقوم بتوفير دعم مالى لعدد من الجماعات الإرهابية والمتطرفة تحت ستار الأعمال الخيرية.
وسبق أن حذر هورست زيهوفر، وزير الداخلية الألمانى، من ارتباط المسلمين فى ألمانيا بالخارج، ودعاهم قبل مؤتمر «الإسلام فى ألمانيا» الذى ترعاه الوزارة سنويًا، بفك الارتباط عن الخارج، والالتزام بالقيم العليا للمجتمع، ردًا على تدخل المنظمات التركية فى الشأن الألمانى، وتحوم الشبهات حاليًا حول منظمات تركية تعمل على تهريب عناصر داعش من تركيا إلى ألمانيا، بعد تراجع التنظيم فى سوريا والعراق، وتقوم هذه المنظمات بتقديم كل أشكال الدعم لهم تحت ستار مساعدات إنسانية وخيرية، وفى نفس الوقت تقوم بمراقبة عدد من المعارضة التركية فى المدن الألمانية، وهو ما تضعه السلطات الألمانية فى عين الاعتبار. وسبق أن تم توقيف عدد من الأتراك يعملون لمنظمة «تيكا» للاشتباه فى قيامهم بأنشطة تجسس ضد معارضين أتراك، ونفت المنظمة الاتهامات الألمانية، إلا أن الملاحقات لم تنته، خاصة أن عمل المنظمة متعلق بالدول الأفريقية والأسيوية فى المقام الأول، تحت مزاعم مساعدة الفقراء والمحتاجين، وتقديم الدعم اللازم لهم، ولكن انتشار عمل المنظمة فى مدن ألمانية ودول أوروبية ساهم فى تسليط الضوء على العمليات غير الشرعية التى تقوم بها. كما يتم أيضًا متابعة نشاط جمعية «يافوز سليم» الخيرية التركية التابعة لرابطة الاتحاد الإسلامي، والتى تنشط فى مدينة «أفنباخ» الألمانية، وتقوم بمساعدة عدد من اللاجئين السوريين وقدمت الكثير من الدعم لهم، ويتم فحص ملفاتها حاليًا، والجمعيات المتعاونة معها.
وهناك مؤسسة الأيادى الرحيمة الخيرية، التى تنشط فى كل من مدن أيسن ودورتموند، وتعمل تحت ستار مظلة خدمة اللاجئين فى تقديم مساعدات إنسانية لكثير من التجمعات العربية داخل ألمانيا، ومؤخرًا قامت بإرسال مساعدات إنسانية إلى غزة، ولكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى مصادر التمويل التى تعتمد عليها المنظمة.
من جانبه سبق وحذر الخبير النفسى الدكتور أحمد منصور، المقيم فى ألمانيا، والذى دعته وزارة الداخلية لحضور مؤتمرها عن الإسلام من تأثير مؤسسة الأديان فى تركيا سياسية وليست دينية، من استغلال خطب الجمع للدعاية إلى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، كذلك حينما تتم ملاحقة عدد من المعارضين للرئيس التركى، فهى إذًا تعتبر مؤسسة دينية وليست سياسية، وهذا السبب الأكبر لمخاوف الألمان، وأغلب المساجد الموجودة فى ألمانيا تابعة لتركيا، وترسل الأئمة إلى ألمانيا، ويحصلون على رواتبهم ومعاشهم من وزارة الأديان التركية، وهناك أئمة أيضا جاءوا من دول خارج ألمانيا، وبالتالى تتزايد المخاوف من تأثيرات أجنبية على المسلمين، لذا التحدى الأكبر فى أن يكون التأثير من الداخل وليس الخارج.
وأكد «منصور» أن هناك دعمًا تركيًا كبيرًا للمساجد والأئمة، وألمانيا حتى الآن عاجزة عن وقف هذا المد، ويتم تقديم العديد من الأفكار التى لا تتناسب مع المجتمع الألمانى وقيمه العليا، ولكن نظرًا لحساسية الموقف وخشية استخدام الأمر على أنه هجوم ضد الإسلام، يتم تأجيل المواجهة، وتستغل المنظمات التركية الموقف لتوسيع دائرة نشاطها فى مختلف المدن.
ويقوم حاليًا مكتب حماية الدستور التابع للداخلية الألمانية بمتابعة عدد من المنظمات التركية التى جرى تأسيسها خلال السنوات الأخيرة، ويعكف المقر الرئيسى له فى مدينة كولن على مراقبة نشاط كل هذه المنظمات، ومتابعة التر اخيص التى حصلت عليها قبل الإقدام على أى خطوات لسحب هذه التراخيص حال ثبوت تورطها فى أعمال منافية للمجتمع الألمانى، ويشمل الأمر سحب تراخيص الجمعيات الأهلية ودار رعاية الأطفال، خاصة فى ظل رصد تشابك العلاقات بين الجمعيات التركية وجمعيات لجماعة الإخوان الإرهابية، والتى تنشط بشكل مكثف حاليًا فى كولن، نتيجة وجود عدد كبير من الأتراك والعرب، وهو ما يشكل بيئة مناسبة لنشر أفكارهم المتطرفة.
بينما أوضح ستيفان هاور، أستاذ العلوم السياسية بجامعة برلين الحرة، أن وزارة الداخلية تعمل حاليًا على مراجعة أنشطة كثير من الجمعيات التركية والعربية، التى جرى تأسيسها فى السنوات الأخيرة، ومتابعة كل ما صدر عنها من تقارير وأنشطة قبل اتخاذ أى قرارات بشأنها، فى ظل المخاوف من استغلال التصاريح الممنوحة لهم فى القيام بأنشطة غير شرعية، واستغلال انفتاح مناخ المجتمع الأهلى والمدنى فى ألمانيا.
أنقرة تنفث سموم الإرهاب والتطرف فى برلين
وانتفضت الاستخبارات الألمانية والغربية فى مواجهة تغلغل الإسلام السياسى المقبل من تركيا فى المجتمع الألماني، باعتباره السبب الأساسى فى نشر التطرف والإسلام المتشدد والإرهاب فى البلاد. يأتى هذا فى أعقاب تأكيد التقارير الرسمية المخاوف من تبعية الأئمة والمؤسسات الدينية للاتحاد الإسلامى التركى فى ألمانيا أو ما يعرف ب«ديتيب»، فضلًا عن ارتباط تنظيم الإخوان الإرهابى ب«ديتيب» داخل ألمانيا، آخذًا فى الاعتبار أن حزب «العدالة والتنمية» الإخوانى فى تركيا ورئيسه أردوغان يعتمدون بشكل واضح على المساجد التابعة لتركيا فى ألمانيا للتأثير على المسلمين وبث خطاب سياسى إسلامى متشدد يدعو إلى الفوضى والتطرف وكراهية الآخر.
ولعل موجة الانتقادات الحادة ل «ديتيب»، على إثر إشراكه ممثلين من جماعة «الإخوان» الإرهابية، ممن تعتبرهم الاستخبارات الألمانية متطرفين، فى فعالية المؤتمر الثانى للمسلمين الأوروبيين فى مدينة كولونيا بشكل غير معلن على مدار 3 أيام خلال الأسبوع الأول من يناير الماضي، كما كان من بين المنظمين للمؤتمر دائرة الشئون الدينية الحكومية التابعة للدولة التركية، وشارك فى الاجتماع نحو 100 شخصية إسلامية من داخل ألمانيا وخارجها، فيما شارك كذلك ممثلون عن إدارات نحو 900 مسجد فى ألمانيا يرتبطون بنوع من الشراكة أو التبعية للاتحاد التركي.
إشراك ممثلين من جماعة «الإخوان» الإرهابية فى فعالية المؤتمر، أشعل غضب الحكومة الألمانية، حيث بدا الأمر كأنه تواطؤ من جانب كيان تركى مع جماعة ترى برلين أن لها أذرعًا إرهابية عدة، وذلك حسب صحيفة «دى فيلت» الألمانية. وأعلن مدير فرع الاستخبارات الداخلية، بوركهارد فرايير، فى ولاية نوردراين فيسفالين، أن الإقبال على مراكز إسلامية ومساجد تابعة للإخوان أصبح ملموسًا، ناهيك عن اختراق الجماعة للمجلس الأعلى للمسلمين (الاتحاد التركي)، حتى أصبح واجهة الإخوان الرئيسة فى ألمانيا.
ومن ناحية أخرى، كشفت الكاتبة النمساوية «غوديولا فالترسكرشن»، فى مقال نشرته، بصحيفة دى برس الإثنين الماضي: «إن تنظيم الإخوان الإرهابى وحلفاءهم من الجماعات التركية المقربة من نظام أردوغان يمثلون خطرًا كبيرًا على أوروبا، ويهددون تماسك واستقرار مجتمعاتها».
وتابعت «فالترسكرشن» أن الورقة المنبثقة عن الاجتماع، الذى نشرها الموقع الإلكترونى لجماعة ديتيب التركية، تشكل تهديدًا حقيقيًا للديمقراطية وتماسك واستقرار المجتمعات الأوروبية، وتهدف بالأساس لفرض نموذج الدولة القائم على أساس الرؤية الضيقة لهذه الجماعات للإسلام».
وأوضحت أن الورقة المنبثقة عن الاجتماع بدا واضحا أن أردوغان هو من يملك السيطرة عليها وعلى المجتمعين ويقودهما، حيث وضعت الورقة تنظيمات داعش وبوكو حرام وبى كاكا وغيرها من المنظمات الكردية على قدم المساواة، ووصفتها جميعا بالمنظمات الإرهابية».
ومضت قائلة: «إن الورقة تحول صراحة دون اندماج المسلمين فى المجتمعات الأوروبية وتشجع على إقامة مجتمعات موازية، ما يهدد تماسك واستقرار دول القارة، لافتة إلى نصها على «ضرورة» الحفاظ على تفرد المسلمين وحماية الشباب من الاستغلال وسوء التوجيه.
وأشارت تقارير صحفية إلى أنه بخلاف الورقة التى انبثقت عن الاجتماع، توصل المجتمعون الذين بلغ عددهم 100 شخص ممثلين ل 17 دولة، إلى تشكيل مجلس تنسيقى لضمان التواصل الفعال والسريع بين المسلمين فى هذه الدول.
وفى إطار الإجراءات التى اتخذتها السلطان الألمانية ضد الجماعات المتطرفة، من أجل رفع الوعى الشعبى والسياسى بخطر هذه التنظيمات، واحتواء نفوذها، وإعادتها لموقعها الطبيعى ك«خطر أمنى وتهديد للنظام الديمقراطي»، وضعت هيئة حماية الدستور «الاستخبارات الداخلية» خلال السنوات الثلاث الماضية مؤسسات وقيادات الإخوان البالغ عددهم 1600 شخص، فى كل ولايات البلاد ال16، تحت رقابتها، حسب ما نقلته مجلة فوكس الألمانية الخاصة عن تقارير لأفرع الهيئة فى فبراير الماضي. كما بدأت الهيئة فى عدة ولايات أبرزها ساكسونيا، جنوبى البلاد، تنظيم محاضرات وورش عمل تهدف لمنع انتشار أيديولوجية الإخوان.
تحالف بين تنظيم الإخوان والحركات السلفية المتطرفة فى أوروبا
كما حذر تقرير نشرته صحيفة «جنيرال أنتسايجر» الألمانية تحت عنوان «تنظيم الإخوان المسلمون ينشط بشكل متزايد فى «بون»، من توسع التنظيم الإرهابى وازدياد خطر أفكاره المتطرفة على المجتمع الأوروبي، وأشار التقرير إلى أن التنظيم يتحرك لتقويه نفوذه والسيطرة على مسلمى غرب ألمانيا، وأرجع السبب فى ذلك إلى استمرار انحسار الجماعة الإرهابية فى الشرق الأوسط، مما جعله ينقل نشاطه إلى أوروبا.
كما رصدت السلطات الألمانية «تحالفا كارثيًا» ناشئًا بين تنظيم الإخوان الإرهابي، والحركات السلفية المتطرفة التى تمثل خطرًا أمنيا على البلاد، بحسب ما نقلته صحيفة تاجس شبيجل الألمانية عن مصادر أمنية.
يأتى ذلك على خلفية مداهمة الشرطة الألمانية، الأسبوع الماضي، مقرات لمنظمتى «أنصار الدولية والمقاومة العالمية غوث»، فى عدة ولايات ألمانية لدعمهما حركة حماس الفلسطينية. وتصنف هيئة حماية الدستور «الاستخبارات الداخلية» فى ألمانيا، المنظمتين على أنهما سلفيتان متطرفتان ومرتبطتان ببعضهما بشكل كبير، كما أنهما قريبتان من جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابى فى سوريا.
وقالت المصادر للصحيفة، إن المداهمات الواسعة التى شنتها الشرطة على المنظمتين لم تكن فقط لجمع الأدلة حول تمويلهما حركة حماس، والتمهيد لحظرهما، لكن أيضًا لفحص مدى التحالف بين المنظمتين وتنظيم الإخوان الإرهابى فى ألمانيا.
ويبلغ عدد قيادات تنظيم الإخوان فى ألمانيا 1600 شخص يقودون عشرات المؤسسات والمساجد تحت مظلة منظمة المجتمع الإسلامى الألماني، فيما يبلغ عدد السلفيين الذين تصنفهم السلطات الأمنية ك «خطر أمني» وترى أنهم متعاطفون مع التنظيمات الإرهابية نحو 1900 شخص.
وفى هذا الإطار، قالت المصادر للصحيفة: «كان الإخوان والسلفيون المتطرفون على مسافة كبيرة من بعضهم فى ألمانيا خلال السنوات الماضية، لكن يبدو أن هذا الأمر يتغير فى الوقت الحالي». وأضافت أن التحالف الناشئ بين الطرفين «كارثي»، ويهدف لاختراق المجتمع والسيطرة على المسلمين وتطبيق رؤيته المعادية للديمقراطية، وشن العمليات الإرهابية.
يأتى هذا بعد أن كانت وجدت الحركات المتطرفة، وأبرزها تنظيم الإخوان الإرهابي، لسنوات طويلة ملاذًا آمنا لها فى بعض الدول الأوروبية، قبل أن تنتفض القارة العجوز مؤخرا لمواجهة إرهاب هذه التنظيمات، وخلال هذه السنوات (الآمنة) رسخت تلك التنظيمات شبكتها المشبوهة، التى اخترقت المؤسسات والأحزاب فى بعض الدول الأوروبية، وشيدت مساجد باتت لها منبرًا للحض على الكراهية والعنف، ومنذ عام 2004، بدأت الدول الأوروبية تنتفض لمواجهة إرهاب هذه التنظيمات، وتشن عليها ضربات أمنية، عندما قررت الحكومة البريطانية السابقة برئاسة ديفيد كاميرون خلال هذا العام مراجعة ملف الإخوان بعد عقود ربطت فيها التنظيم ولندن علاقة تحالف قوية، وباتت بريطانيا ملاذا آمنا لعناصرها ونقطة انطلاق لأنشطتها الإرهابية، وعلى الرغم من أن تقرير كاميرون لم ينته لإدانة مباشرة لتنظيم الإخوان، أو حتى قرارات تقوض وتحتوى نفوذه فى بريطانيا على أقل تقدير، فإن تصريحات قوية من المسئولين البريطانيين نشرت مؤخرًا عكست رغبة قوية فى مواجهة نفوذ هذا التنظيم الإرهابي.
وفى أغسطس 2017، قال وزير الدولة البريطانى لشئون الشرق الأوسط أليستر ألبرت، إبان زيارته لمصر، إن لندن «ستفرض رقابة مشددة على سلوك الإخوان».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.