لم تجعل شمس أسوان الأديب الكبير عباس العقاد يحب الظلال ولا الظلام؛ فأحب الوضوح والضياء، حمل الجنوبى شخصية فريدة جعلته يتميز عن الكثير من الأدباء. نشر الصحفى كمال سعد عام 1963 حوارا فى مجلة آخر ساعة حكى فيه النقاش الذى دار بين العقاد وهند رستم، لأداء دور الفتاة التى أحبها العقاد المعروف دائماََ بعدائه الشديد للمرأة فهو يرى أن مساواتها بالرجل هو عين السخرية، وأن المرأة تعمل على زينتها وإظهار أنوثتها مقابل إهمال العقل وقوة الشخصية، شخصيتان متناقضتان كتبت لهما السينما أن يلتقيا ووصفه البعض بلقاء العقل والإغراء. تحكى هند رستم للصحفى قائلة عن نفسها إن النجمة التى تدار لها رؤوس الرجال أمام الشاشة وينتظر الجميع طلتها أو كلمة منها، أصابها الخوف والفزع بعدما طلب العقاد لقاءها؛ لتجسيد دور «سارة» محبوبته فى فيلم سينمائي، خوف ينتابنى كلما تذكرت اللقاء، لم أنم طوال الليل، كيف ألتقى برجل وضع فلسفة الإنسانية داخل برشامة فى رأسه؟ وأكملت للصحفي: «هتكلم معاه إزاى وبأى لغة دا عملاق الصحافة والأدب يا سعد؟ فأجابها الصحفى بأن حوارها للتاريخ فردت عليه: «أنا مايهمنيش التاريخ هيقول إيه يهمنى هقول إيه للأستاذ العقاد». حاول سعد أن يطمئن هند قائلا: «كل ملكات الإغراء أجمل ما قيل عنهن فى المدح من عباقرة، الكاتب العظيم ألبرتو قال لممثلة الإغراء كلوديا كارديناللي: «أرى فيكى ظمأ الحياة»، والكاتب الأمريكى ميللر مدح زوجته مارلين مونرو قائلا:«إنها عبقرية». ردت هند رستم على الكاتب الصحفى قائلة: «كل دول ومعاهم 100 زيهم فى كفة والعقاد فى كفة تانية، أنا من يوم ما عرفت إنه هيقابلنى وأنا بقرأ له كل حاجة يمكن أفهمه». التقت هند رستم بالعقاد وبدأ حديثه قائلا: إنه يرى فيها سارة التى أحبها فردت عليه: وهل كانت سارة تمتلك الأنوثة التى أمتلكها؟ فرد العقاد سارة أنثى متكاملة يملؤها الإحساس العاطفى والجسدي، ولكنها دائما كان إحساسها يذهب للرجل على أنه على حق! فردت هند ولكن على غير ما يشاع عن الأستاذ العقاد أنت محب للمرأة وليس عدوا للمرأة، دخل العقاد فى حالة من الضحك ولم يكن ذلك من عادته ثم قال: «أنا لست عدوا للمرأة أنا أحب طبيعتها دا كلام فارغ، أنا عدو أن تشبه المرأة الرجل وتصبح نسخة مكررة منه، فأنا هعمل بيها إيه كدا؟!