مرت ذكرى اليوم العالمى للطفل المحدد له 2 أبريل من كل عام دون ضجة ثقافية واسعة، ولم يشهد الوسط الثقافى غير احتفالات باهتة لا ترقى لأهمية المناسبة، وهو الأمر الذى يدعونا للتساؤل متى الاهتمام بكتاب الطفل؟ حيث يظل نشر كتاب الطفل فى مصر والوطن العربى، يعانى من معوقات كثيرة، وعلى الرغم من الاحتفاء العالمى. بالكتاب الموجه للطفل، يُعد من أهم المناسبات التى يهتم بها الأدباء والكتاب من كل الأوساط المهتمة بأدب وثقافة الطفل على مستوى العالم، وعلى الرغم من الاهتمام البادى من قبل المؤسسات الثقافية الرسمية والأهلية المعنية بهذا الخصوص، إلا أن كتاب الطفل العربى ما زال يعانى من بعض الإشكاليات، ولعل من أهمها فقر المكتبة العربية فى إنتاج أدب الطفل، وإغلاق بعض دور النشر المهتمة بكتاب الطفل، لا سيما بعد ارتفاع أسعار الصرف، وغلاء متطلبات طباعة كتب الأطفال والتى تحتاج مقاييس طباعة معينة، وجودة معينة من الورق، هذا بالإضافة إلى محتوى الكتب نفسها، فتستغرق الكتب عدة أشهر وربما سنوات حتى تخرج إلى النور، ووسط عدد من التحديات منها لجوء بعض دور النشر إلى الترجمات المأخوذة عن عدة لغات أجنبية، والتى أحيانًا قد تخالف العادات والقيم والهوية الثقافية للطفل العربى، أو ما تبثه تلك الترجمات من أفكار مغايرة لمجتمعاتنا وأصولنا الثقافية. ولا يزال السؤال يطرح نفسه، هل سيعمل القائمون على أدب وكتب الأطفال فى بلداننا العربية من كُتاب وناشرين وهيئات حكومية، بالعمل على إعادة الحياة لكتاب الطفل، باعتباره اللبنة الأولى لبناء المجتمعات من خلال غرز القيم الإنسانية والتراثية، وإعلاء للهوية القومية العربية، للنشء والأطفال، من خلال كتابات عربية خالصة تتسم بالأصالة وغرز قيم الانتماء؟! كان ل«البوابة» حوار مع كُتاب وناشرى أدب الطفل للوقوف على أهم الإشكاليات التى تقابل كُتاب وناشرى أدب الطفل. يعقوب الشارونى: أدب الطفل مظلوم نقديًا يقول رائد أدب الطفل الكاتب الكبير يعقوب الشارونى، إن العديد من الدراسات التى اهتمت بواقع ومستقبل كتاب الطفل والقراءة فى العالم العربى لم تتعرض إلى ضرورة الاهتمام بتغيير شكل ومحتوى الكتب الموجهة للأطفال والشباب الصغير، باعتبارها وسيلة رئيسية لجذب الأطفال إلى القراءة وحب الكتب. وتابع الشاروني، أن أسباب تراجع القراء الخاصة بكتب الأطفال والتى كشفتها أحدث الدراسات العلمية عن تلك الأسباب والتى أشارت إلى أن 72٪ من الأسر المصرية يرون أن السبب الحقيقى فى عدم إقبال المجتمع على القراءة بشكل كبير هو انتشار الأمية، وأولويات الحياة والقدرة على العيش فى ظل ارتفاع الأسعار، وانخفاض الدخول بنسبة 56٪، مع زيادة أسعار الكتب المخصصة للطفل بنسبة تقدر بنحو 41٪. كما أن هناك تركيزًا كبيرًا فى عرض الكتب فى المدن الكبرى فقط، وعدم قدرتها على الوصول إلى القرى والنجوع، وأن المناهج الدراسية لا تشجع على ربط تلك المناهج بالقراءة الحرة والمكتبة المدرسية. وأشار الشارونى إلى أن الناشرين أيضًا يواجهون عدة إشكاليات والتى تتمثل فى عدم احترام قواعد حقوق التأليف والنشر، وعدم وجود موزعين جيدين للكتب، بالإضافة إلى العقبات التى تواجههم أثناء محاولات إنشاء شبكات توزيع إقليمية للكتب، وندرة مكتبات بيع الكتب بالأقاليم، وقلة مكتبات القراءة العامة. مؤكدًا أن كتاب الطفل والقراءة قد شهد تطورًا كبيرًا فى ضوء المتغيرات العالمية والتى من أهمها أثر عصر الصورة على أدب الطفل والتى أصبحت تلعب دورًا مُهمًّا فى التشجيع على القراءة والتحمس لها، وهو الشيء الذى يتطلب ظهور جيل جديد من الكُتَّاب والخبراء والفنانين، والذين يُتقنون فنون تقديم الكتاب المرئى، على كل المستويات سواء لكتاب أدب الطفل أو الرسامين، وأيضًا مخرجو كُتب الأطفال. الأجيال الجديدة وحول رؤية رائد أدب الطفل يعقوب الشارونى فى حول الأجيال الجديدة من كُتاب أدب الأطفال وما يقدم الآن والإشكاليات التى تقابلهم يقول: «إن فى مصر الآن مجموعة متميزة من كُتاب وكاتبات أدب الطفل مثل محمد عبدالحافظ ناصف رئيس المركز القومى لثقافة الطفل، والشاعر عبده الزراع رئيس لجنة الطفل باتحاد الكتاب، ونجلاء علام رئيس لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، ورءوف وصفى أفضل من يكتب للأطفال والكبار قصص الخيال العلمى، وأحمد عبدالنعيم رسام دار أخبار اليوم وكاتب الأطفال، وغيرهم، وأن عددًا كبيرًا منهم يحصلون على جوائز أدب الأطفال فى العالم العربى، لكن يواجهون مشكلة النشر لأن توزيع كتب الأطفال حاليًّا أصبح بطيئًا جدًّا، لأن ميزانية الاقتناء للمكتبات المدرسية بوزارة التربية والتعليم أصبحت ميزانية غير كافية، والتى تُعد أهم مشترٍ لكتب الأطفال. وأكد الشارونى أن الأسرة المصرية بوجه عام لا تهتم أن تشترى للأطفال الكتب المناسبة لهم خاصة مع ارتفاع ثمنها، منوهًا بضرورة عودة مكتبة الأسرة لتقديم كتب الأطفال الجيدة بأسعار تناسب دخل كل أسرة، كذلك لا توجد حاليًّا فى مصر جوائز كبرى لأدب الأطفال، وبالتالى يعانى الكُتاب الجدد من الشعور بعدم اهتمام المجتمع بما يكتبون، ولا بد من تنظيم مسابقة مصرية قومية لكُتاب أدب الأطفال. أما عما يُقدم الآن من كتب للأطفال قال الشاروني: «إن مستواه مرتفع بدليل أننا نحصل على جوائز فى كل مسابقة عربية، فالمصريون فى مجال المنافسة على مستوى العالم العربى نجدهم دائمًا فى المقدمة». حركة نقدية وتابع: «بوجه عام يعانى أدب الأطفال فى مصر والعالم العربى من عدم وجود حركة نقدية نشيطة تواكب ما يصدر من كتب للأطفال، ولا بد للارتقاء بمستوى ما يكتبه أدباء الأطفال أن توجد حركة نقدية نشطة تتابع كل ما يقدمونه لكى يتعرف كل كاتب على مواضع القوى والضعف فى انتاجه، وأن هذه ليست مشكلة فى مصر فقط بل فى كل أنحاء العالم العربى». مشيرًا إلى أن هناك مشروعًا ما بين لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة والمركز القومى لثقافة الطفل لتنظيم مسابقة لأدب الأطفال كما أن المركز القومى لثقافة الطفل ينظم لصدور عدد مهم من الكتب، التى تضم عددًا من الدراسات الحديثة النقدية حول أدب الأطفال. هالة الشاروني: الكتابة للطفل صعبة وأجور الكتاب والرسامين لا تكفى سد احتياجاتهم أشارت الكاتبة هالة الشارونى إلى أن الكتابة للطفل تُعد من أصعب الكتابات، وليس فى مقدور الجميع أن يقدموا عليها، ذلك لأنها تتطلب نوعية معينة من الكتاب، الذين يجب أن تتوافر لديهم عدة صفات، أهمها أن يكونوا مُطلعين بشكل كبير على كل ما يتعلق بالطفل، وأحيانًا نفاجئ بإقدام بعض دور النشر على طباعة كتب ذات محتوى ضعيف، ولا ترتقى بمستوى الكتابة للطفل، والغريب أننا نجد بعض الموضوعات «الساذجة» ونتساءل كثيرًا كيف تم تقديمها؟». وأشارت إلى أن الكاتب يجب أن يحترم القلم الذى يكتب به، وأن تكون كتاباته لها هدف ومعنى معين، منوهةً بأن هناك كتابات عربية تنافس بشكل كبير فى المسابقات العالمية المتخصصة فى أدب الطفل، ومصر لديها كُتاب وأدباء كبار. أما بالنسبة للنشر الإلكترونى لبعض كتب الأطفال، وعما إذا استحوذت الوسائل التكنولوجية الحديثة مثل «التابلت، والموبايل» عن الكتاب الموجه للطفل، قالت: «على العكس فقد ساعدت الوسائل التكنولوجية على زيادة مبيعات الكتب الموجه للأطفال، وذلك عن طريق الإعلان عنها من خلال وسائل التواصل، وأن الكتاب الورقى أصبح لديه رواج كبير، كما أن الأسرة لها دور كبير فى تلك العملية، حيث إن لجوء بعض الأسر إلى الاكتفاء بما يتم توفيره عبر الإنترنت فهذا شيء خاطئ، فلا يوجد بديل عن الكتاب المطبوع». وعن منافسة الكتاب العربى أمام الكتب الأجنبية وما تتم ترجمته أوضحت الشاروني أن حركة الترجمة المصاحبة لكتب الأطفال شيء جيد باعتبارها جزءًا من تبادل الثقافات بين الدول المختلفة، فكما تتم طباعة كتب أجنبية إلى العربية تتم أيضًا طباعة الكتب العربية للأجنبية، وهذا ما يؤدى إلى وجود تبادل الثقافات بين مختلف الدول، وأن عدم وجود مثل هذه الترجمات يؤدى إلى انغلاق المجتمعات على نفسها، وهو بالتالى ما سيؤثر على الطفل، والدولة ككل». واختتمت كتابة الأطفال هالة الشارونى إلى أن الناشرين فى مصر يجب أن يقوموا بالاهتمام بأجور الكُتاب والرسامين، لأنها ضعيفة جدًا، ولا تكفى لسد احتياجاتهم، ما يجعلهم يلجأون للاشتغال فى أعمال أخرى بجوار عملهم الأدبى، كما أن الناشر يقوم بطباعة كميات قليلة من أعداد المطبوعات. عبده الزراع: كتّاب الطفل يعانون فى نشر إنتاجهم الأدبى.. ودور النشر الكبيرة تستحوذ على المعونة الأمريكية أكد الشاعر عبده الزرّاع مسئول لجنة أدب الطفل باتحاد كتاب مصر على أن هناك عددًا من المعوقات التى تقابل عملية نشر كتب الأطفال والتى تتمثل فى قلة دور النشر الخاصة التى تعمل فى مجال نشر كتب الأطفال، حيث إن كتاب الطفل يتكلف الكثير من الأموال، نظرًا لأن الناشر يتحمل أجرًا للكاتب وأجرًا للرسام، علاوة على تكاليف الطباعة الباهظة من ورق كوشيه وفصل ألوان، وقطع مميز كى يضمن إقبال الطفل عليه، هذا بالإضافة إلى معاناة التسويق والتوزيع بعد ذلك. مشيرًا إلى أن ناشر كتب الأطفال يبحث عن الربح، ولذلك فهو لا يقبل إلا الكتب التى يرى من -وجهة نظره- أن لها قارئًا وسوف تجد رواجًا فى سوق الكتب. استحواذ دور نشر كبرى على المعونة الأمريكية وتابع الزراع قائلًا: «فعلى الجانب الآخر يعانى كاتب الأطفال معاناة كبيرة فى نشر إنتاجه الأدبى، خاصة لو كان فى بداية طريقه الإبداعى، لأن دور نشر كتب الأطفال أصبحت الآن قليلة جدًا، مقارنة بنشر كتب الكبار، ولم يعد هناك إقبال من الناشرين على نشر هذه النوعية التى تتكلف الكثير، ويعانى معاناة كبيرة فى توزيعها، وظهرت هذه الأزمة بعد مأساة المعونة الأمريكية لنشر كتب الأطفال والتى استحوذت عليها بعض دور النشر الكبرى، وطبعت عددًا كبيرًا من كتب الأطفال تكفى سنوات، وما زالت مكدسة لديهم فى المخازن، ما أصاب سوق نشر كتب الأطفال بالشلل سنوات طويلة، وما زلنا نعانى من جرائها». المؤسسات الثقافية الحكومية أما المؤسسات الثقافية الحكومية فقال: «فهى تقوم بدور حيوى ومهم فى هذا المجال لنشر كتب الأطفال، فنجد أن هيئة قصور الثقافة لديها سلسلة «كتاب قطر الندى» التى تنشر كتبًا للأطفال، والمفروض أنها شهرية إلا أنها غير منتظمة فى الصدور كل شهر، وهذا نفس ما تعانيه سلسلة كتب «سنابل» للأطفال التى تصدرها هيئة الكتاب والتى أدير تحريرها، ويرأس تحريرها الشاعر والفنان محمد بغدادى، حيث إنها أيضًا من المفروض أن تصدر شهريًا إلا أنها أيضًا غير منتظمة فى الصدور شهريًا علاوة على تكدسها بالأعمال مما يجعل الكاتب ينتظر سنوات لصدور كتابه مما يصيب الكثيرين بالإحباط من جراء الانتظار الطويل، وتصدر هيئة الكتاب أيضا بصفتها أكبر ناشر حكومى سلسلة «النشر العام» لكتب الأطفال، وسلسلة الكتب المترجمة، وتقوم الأديبة الدكتورة سهير المصادفة رئيس الادارة المركزية للنشر بالهيئة بدور فاعل فى الارتقاء بمستوى النشر عموما ونشر كتب الأطفال خصوصا باشراف د. هيثم الحاج على، رئيس الهيئة، كما يصدر أيضًا المركز القومى لثقافة الطفل العديد من كتب الأطفال كل عام وننتظر نهضة فى هذا المركز فى النشر وغيره على يد صديقنا الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف رئيس المركز الجديد، ويقوم المركز القومى للترجمة بنشر العديد من الترجمات فى مجال كتب أدب وثقافة الطفل من لغات أخرى كثيرة، لكن ننتظر بشغف أن يؤدى هذا المركز دوره المنوط فى نشر الترجمات العكسية من العربية إلى اللغات الأخرى حتى تتعرف الشعوب الأخرى على ثقافتنا وإبداعاتنا، ولولا الترجمات لما عرف العالم الكاتب العالمى نجيب محفوظ وغيره من الكتاب العرب، وأحيانا يفاجأنا المجلس الأعلى للثقافة بنشر بعض الكتب للأطفال، كل هذا النشر قليل جدًا مقارنة بانتاج كتاب الأطفال من قصص، وأشعار، ومسرح، وروايات.. إلخ.. فى ظل التكدس الموجود فى السلاسل المختلفة فى تلك المؤسسات». منوهًا بأنه يجب ألا ننسى الدور المهم والرائد الذى تقوم به دار المعارف فى مجال نشر كتب الأطفال، وهى من أقدم وأهم الدور التى عملت فى هذا المجال، ولا ننسى مجلة «سندباد» التى كان يرأس تحريرها الكاتب سعيد العريان، ويرسمها ويخرجها الفنان الكبير «بيكار»، علاوة على أنها أصدرت مئات العناوين لكبار وشباب الكتاب خاصة السلسلة الرائدة «المكتبة الخضراء» التى عرفت العالم العربى بالكتاب المصريين، وغيرها من السلاسل الأخرى التى تصدرها المؤسسة، وكذلك «دار الهلال» التى تعتبر أيضًا من أقدم وأهم الدور التى عملت فى هذا المجال، ولا ننسى مجلة «سمير» من أقدم مجلات الأطفال فى العالم العربى والتى ما زالت تصدر حتى الآن، علاوة على نشر سلسلة «كتاب الهلال للأولاد والبنات» التى توقفت منذ فترة و«وروايات الهلال للأطفال» التى توقفت أيضًا، فقد تراجع دور الدار فى السنوات الأخيرة. اهتمام الدولة واختتم رئيس لجنة أدب الطفل باتحاد الكتاب: «إذن نحتاج اهتمامًا حقيقيًا من قبل الدولة والناشر الخاص على أن يكونوا مؤمنين بدور كتاب الطفل فى تغير مستقبل الأمة إلى الأفضل والأجمل». محمد عبدالحافظ ناصف: مطبوعات الطفل غير كافية وتحتاج معايير خاصة أكد الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف، رئيس المركز القومى لثقافة الطفل، أن أهم الإشكاليات التى تواجه كتاب أدب الطفل والتى تتمثل فى عدة نقاط، أهمها التطور الكبير الذى تشهده صناعة كتب الأطفال، والذى يستوجب توافر أمور مادية وفنية عالية جدًا، فهناك بعض الكتب تتعامل مع الحواس الخمس، مثل ظهور بعض الكتب التى تتعامل مع حاسة الشم وخروج بعض الروائح، وهذه الكتب غير موجودة بالعالم العربى على الإطلاق، وأن مثل هذه الكتب يصعب على الناشر العربى فى خروج مثلها، والتى تحتاج قدرات مالية خاصة، وتقنيات تكنولوجية عالية والتى تكون مكلفة بشكل كبير. تطور عالمى وأشار عبدالحافظ إلى أن كتب الطفل لها معايير خاصة بدءًا من نوعية الطباعة والورق المستخدم وحقوق النشر للرسامين والكتاب، والتى تؤدى بالتالى إلى ارتفاع سعر الكتاب الموجه للطفل، وعلى الرغم من وجود بعض الهيئات الحكومية والتى تبذل جهدًا كبيرًا فى هذا الشأن فإن ما ينتج عنها من إصدارات لا يكون كافيًا لسد احتياج السوق لهذا النوع من الكتب. كما أشار إلى ضرورة الاهتمام بتنمية عادة القراءة لدى النشء والأطفال، وهو الشيء الذى يبدأ من المدرسة ثم البيت، والوزارات المعنية، حيث إن الأطفال الآن لديهم عادات أخرى غير عادات القراءة. أما بالنسبة للمحتوى الذى يقدم للطفل أكد ناصف أنه لا توجد إشكالية فى هذا الصدد، وذلك لأن العالم العربى ملىء بالكفاءات سواء الكُتاب أو الرسامين، لكن تظل الإشكالية هى النظرة التى يتم بها التعامل مع كُتاب أدب الطفل، على أنهم كتاب من الدرجة الثانية، أو بمعنى أدق كتاب «نصف أجر»، حسبما تتعامل معهم مؤسسات الإنتاج والإعلام، وهو الشيء الذى يؤثر بالسلب على الأدباء والفنانين المهتمين بأدب الطفل، والتى قد تؤدى إلى عزوف بعضهم عن هذا الشأن.