عانت كتب الأطفال خلال العقود الأخيرة من مشكلات عدة كانت سببا في تراجع الاهتمام والوعى بأهمية هذه الكتب، في هذا الشأن نتلمس هذه المشكلات وسبل علاجها من واقع رأي كاتب الأطفال الكبير يعقوب الشارونى. قال الكاتب الكبير يعقوب الشاروني الذي تخصص في الكتابة للأطفال إن هناك تطورا عالميا طرأ على صناعة كتب الأطفال في الأعوام الأخيرة، من خلال نشر كتب ما قبل المدرسة تعتمد على التجسيم التي يصدر منها أصوات وأضواء، وذات ملمس، وتستطيع هذه الكتب أعمال كل حواس الطفل الخمسة، وأطلق عليها " القراءة بالحواس الخمسة". إلا أن كتب الأطفال في مصر عانت خلال السنوات الماضية، من أزمات عدة كان أبرزها انصراف الناشرين عن النشر للأطفال، إضافة إلى ذلك الميزانيات الضعيفة التي تضخها وزارة التربية والتعليم، كما حدث تراجع كبير على مستوى المسابقات التي تنظم لكتب وكتاب وناشرين للأطفال، ساهم ذلك في تراجع الوعى بأهمية هذه الكتب من قبل الاسرة والاباء، مما اضعف إقبال الأطفال على زيارة المكتبات العامية. وأضاف الشاروني أنه في خلال العشرين عاما الماضية كان هناك اهتمام واضح من خلال مهرجان مثل القراءة للجميع، ومكتبة الاسرة، يصاحبها دعم من قبل الاعلام بكتب الأطفال على مستوياته المختلفة. فاصبح هناك مشكلة حقيقة، وهى عدم إعتياد الطفل منذ الصغر على الكتاب والقراءة، فالقراءة عادة إما أن ينشأ الطفل عليها أو يتركها. وأضاف أن الطفل يقبل على اللعب من أول يوم فيتعلم شكل الكرة الدائري وشكل الألوان، وبالتزامن مع هذه الحالة يجب تعريض الطفل للكتاب كى يتعرف عليه ولا يجهله. وعن كيفية تطوير كتب الطفل يقول الشاروني أنه لابد من إمتلاك إعلام وطني يعى أهمية كتب الأطفال، من خلال إعلان يومي ودوري ينشر عبر وسائل الاعلام المختلفة، يتضمن الحث على أهمية القراءة بالنسبة للأطفال ما سترفع من وعى الاباء بما تحويه هذه الكتب من قدرة على تنشأة الطفل بشكل جيد. وأضاف أن الدولة يجب عليها تشجيع الناشرين على نشر وطباعة كتب الأطفال، واسترجاع مسابقات مبدعى الكتاب والرسامين. وأشار إلى أهمية رصد ميزانيات كافية لمكتبات التربية والتعليم لاقتناء الكتب الجديدة، كل ذلك ينبع من وجود إرادة سياسية قوية تعمل على توجيه مؤسسات الدولة في هذا الإطار على حد قوله. وما يتعلق بكتاب الأطفال في الوقت الحالى أكد الشاروني أن مصر تمتلك حاليا كتاب أطفال جيدين، لكن يفتقدون بعض الاشياء المهمه، فيجب على كاتب الأطفال أن يكون مثقف عام، وملم بكل الاشياء المحيطه به، كما يجب أن يولى اهتماما كبيرا بقراءة النقد الموجه لكتب الكبار والأطفال معا، وشدد أيضا على أهمية الثقافة العلمية التي يمتلك من خلالها الكاتب خلفية قوية تأهله للكتابة للطفل. كما تنظم ورش لتعليم فن وأساسيات الكتابة للأطفال، حيث يمتلك المركز القومي للترجمة عدة كتب في هذا الشأن بإمكانها وضع حجر الأساس لكاتب جيد يستطيع مخاطبة الطفل.