أقيمت أمس الأحد، ندوة بعنوان تراث المستقبل احتفاءً باليوم العالمي للتراث، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته ال15. وتحدث بالندوة كل من الدكتور محمد مهينة نائب رئيس مركز الإسكندرية بالمكتبة الحديثة، والمعماري حمدي السطوحي، والدكتورة دعاء أبو المجد أستاذ مساعد بكلية الفنون الجميلة، والدكتورة هبة صفي الدين مؤسسة لمبادرة العمارة والأطفال مصر، والدكتورة دليلة الكرداني أستاذ العمارة في كلية الهندسة جامعة القاهرة، والدكتور حسن بهجت نائب رئيس التنسيق الحضاري. بدأ الدكتور محمد مهينة نائب رئيس مركز الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط بالمكتبة حديثه والذي يندرج من خلاله عدة نقاط حول ما يتعلق بالمركز مثل الرؤية وهي العمل على دعم التنمية المستدامة ورفع الوعي العام بأهمية الإسكندرية محليًا مع تعزيز روح التنوع الثقافي والتعددية، أما بالنسبة للمهمة فيعمل المركز على دراسة تخصصات متعددة وعبر حقب زمنية مختلفة. وذكر مهينة الأنشطة التي يمارسها المركز من خلال عدة نقاط أولًا المشروعات المحلية والدولية من خلال شراكات مختلفة مع محافظة الإسكندرية، الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وزارات مختلفة، الاتحاد الأوروبي، الوكالة الفرنسية للتنمية، وثانيًا المؤتمرات والندوات والبرامج الثقافية والمعارض المتخصصة، ثالثًا الإصدارات والمطبوعات، رابعًا الكتب والمطويات والمونوجرافات والخرائط والأطالس والتقارير البحثية عن القطاعات التنموية المختلفة. وأضاف مهينة، أن أهم الأهداف وهي العمل على توثيق التراث الملموس والغير للمدينة، وتوثيق الوضع الراهن للمدينة، والترويج لمستقبل المدينة. وأوضح أن المشروعات التي تم العمل على تطويرها تتمثل في الميناء الشرقي، ترعة المحمودية، شارع فؤاد وكوم الدكة، وترعة الصيادين، وحل مشكلة الباعة الجائلين بوسط البلد؛ أما بالنسبة للتكنولوچيا فكان المركز من أوائل من استخدموا تكنولوچيا المباني مثل عرض قصة حياة الملكة كليوباترا على واجهة قلعة قايتباي وكان من أقوى الفاعليات حيث تم حضور ما يقارب 7000 مُتفرج. وأشار المعماري حمدي السطوحي إلى مقولة في بداية حديثه ليصف بها هذا اليوم وهي "تشرق شمس المعرفة من مكتبة الإسكندرية لتتعامد على الجدران التي تحمل المعرفة ذاتها وهي جدران معبد أبو سمبل". ولفت إلى أن الثقافة تعبر عن الهوية وأن الهوية لها علاقة بالثقافة التي تنتج مجموعة من المنتجات والتي منها يكون لها قيمة لتصبح تراثا، ولتحقيق هذا التراث لابد بأن نتمسك بالأصل وهي الحضارة لاستثارة جذور الهوية داخل بواطن ذاكرة الشعوب وبناء من سيبني هذه الحضارة، كما يجب تحديد نقطة البداية التي ستؤثر على التراث. وتحدثت الدكتورة دعاء أبو المجد أستاذ مساعد بكلية الفنون الجميلة، عن دور التعليم الجامعي في زيادة الوعي للأماكن التراثية من خلال تدريب تاريخ العمارة في كلية الفنون الجميلة وذلك لانشغالها بقضية التراث، فقسمت الطلاب ل 20 مجموعة عمل لإخراج فكرة يزداد بها الوعي ويطبقوها على فئة ما وتقييمها، وظهر ذلك من خلال اولا تطبيق مسار والذي يوضح المبنى التراثي ووضع العديد من المعلومات الخاصة به، ثانيًا تصميم لعبة الكشافة على منطقة أبو مينا بالإسكندرية، ثالثًا تباظل الثقافات بين الشباب من جميع أنحاء الدول، رابعًا استخدام الدراجات والمرور على العديد من المباني التراثية. وأكدت الدكتورة هبة صفي الدين مؤسسة مبادرة العمارة والأطفال مصر والمدير المشارك للبرنامج الدولي التابع للاتحاد الدولي للمعماريين، أن استحضار روح الحضارة مستقبلًا تكمن في الأطفال، حيث إن هدف البرنامج هو كيفية زراعة التراث واستثارة جذور الهوية لديهم واستخدام مناهج التصميم وتوعية طلبة المدارس ولكن من المهم العودة إلى غرس المواطنة والانتماء أولا. وأوضح الدكتور حسن بهجت نائب رئيس التنسيق الحضاري أن العمارة في مصر كانت ملائمة لاحتياجتنا وذلك بسبب الوعي للذات وفقا للاحتياجات المطلوبة، وإدارة العمران، واشتراطات مناطق عن طريق تطبيق قانون عام، كما تم وضع حدود للمناطق ذات القيمة شرقًا وغربًا في الإسكندرية عن طريق أسس ومعايير وهي أنها أولا تضم المبانى التراثية والتي تُقدر بحوالي 1400 مبنى الذين تم تسجيلهم، ثانيًا النسيج العمراني الموجود والذي يعتبر من أهم المعايير الرئيسية، ثالثًا الاستخدامات والأنشطة والطابع العمراني. وقالت الدكتورة دليلة الكرداني أستاذ العمارة في كلية الهندسة جامعة القاهرة ومقرر لجنة العمارة في المجلس الأعلى لوزارة الثقافة، بأن زلزال 92 نبهنا لأهمية التراث وذلك لتأثر العديد من المباني وتم حصر عدد القصور على مستوى المحافظات، موضحة وجه اعتراضها على اسم القانون تنظيم أعمال هدم المباني الغير آيلة للسقوط والحفاظ على التراث المعماري حيث أن اي قانون يجب وضع له فلسفة والفلسفة ليست هدم وإنما حفاظ. وذكرت أن لجنة تراث بورسعيد من أوائل اللجان التي شُكلت باللجنة التي تكونت بتعيين من التنسيق الحضاري وبدأت عملها في سنة 2006 ولكن تمكنوا من التسجيل في سنة 2011، وذكرت مجموعة تُسمى "على قديمه" وهم مجموعة من الشباب يهتمون بالتراث المعماري.