نظمت مكتبة الإسكندرية، ندوة بعنوان ""مي زيادة أسطورة الحب والنبوغ" للكاتبة نوال مصطفى، وذلك على هامش فعاليات معرض الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته ال 15، وتحدث فيها كل من الكاتبة الصحفية نوال مصطفى، والدكتور شريف الجيار أستاذ النقد الأدبي، وقدمتها منى عارف. وناقشت الندوة الطبعة الرابعة من كتاب "أسطورة الحب والنبوغ"، والذي حصد جائزة أفضل كتاب من معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2001 وتناول الكتاب سيرة حياة الأديبة اللبنانية الراحلة مي زيادة خلال فترة إقامتها في القاهرة، واختلاطها بالمجتمع المصري، ومجتمع المثقفين والأدباء في القرن الماضي. وقالت نوال مصطفى كتبت سيرة مي زيادة بعد اقتراح من الكاتب الراحل أنيس منصور، مضيفة أنها كانت مترددة في بادئ الأمر، حيث إن هناك الكثير من الكٌتاب تحدثوا عن مي وسبقوها حتى عندما بدأت في تأليف الكتاب توقفت لمدة 3 أشهر لإحساسها بالخوف لكنها عادت وأكملت الكتاب بسبب مقولة الراحلة مي زيادة "أتمنى أن يأتي بعدي من ينصفني". وأكدت أن تلك المقولة كانت بمثابة شرارة نحو إكمال مشروع الكتاب وبدأت بسرد سيرتها من وجهة نظرها وإحساسها، وأوضحت أنه كان هناك مشروعًا لتحويل الكتاب إلى مسلسل تليفزيوني منذ 10 سنوات، لكنه توقف بسبب الظروف السياسية التي شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير. وأضافت مصطفى أن حالة الحب والإعجاب التي كان يبديها الكتاب والأدباء تجاه الأديبة الراحلة كانت مزيفة، إذ تخلوا عنها أثناء حبسها لأكثر من عام في مستشفى العصفورية بلبنان بعد مؤامرة ابن عمها عليها، في حين أن هؤلاء الكتاب كان بإمكانهم تحريك الرأي العام بأقلامهم لكنهم لم يهتموا أو يحاولوا الدفاع عنها لذلك فهم لم يهتموا بمي المبدعة إنما كانوا مفتونين بها فقط. وأشارت نوال مصطفى، إلى أنه لم يقف إلى جانبها سوى أمين الريحاني الصحفي بجريدة المكشوف، الذي طالب مجلس النواب اللبناني بالتدخل لحمايتها، وبالفعل خرجت وحاضرت في الجامعة الأمريكية، بحضور القضاة الذين أبهرهم براعة مي في الخطابة، وأطلق سراحها وعادت إلى مصر مرة أخرى حتى توفيت على أرضها. وأضاف شريف الجيار، إن مؤرخي الأدب لم يتناولوا سيرة حياة مي زيادة بشكل منصف، مشيرًا إلى أن تناول الكاتبة نوال مصطفى لسيرة حياة الأديبة اللبنانية، في كتابها كان الأكثر إنصافًا. ورأى الجيار أن أزمة زيادة الأساسية تتمثل في شعورها باللا انتماء وأنها بلا وطن، فهي تنتمي لأم فلسطينية وأب لبناني وتمتد لأصول سورية إضافة إلى مصريتها، فقد عاشت حياتها متنقلة بين بيروتوالقاهرة، التي احتلت لديها مكانة كبيرة وعرفانًا بذلك الفضل تبرعت للأمة المصرية بمكتبتها قبل وفاتها. وأشار الجيار إلى أن إعجاب المثقفين بشخصية مي يرجع لأسباب عديدة، منها: أنها امرأة شامية متحررة متعلمة تجيد عدد من اللغات، إضافة إلى أنها كانت متفوهة جيدة وخطيبة ليس عليها غبار؛ فكانت تفتح بيتها للمثقفين لتناقشهم وتحاورهم في صالونها الثقافي الذي كان يحضره كبار المثقفين مثل الرافعي والعقاد وطه حسين وأحمد لطفي السيد وقد بدأ صالونها منذ عام 1913 واستمر لأكثر من 20 عامًا.