مع بداية إجازة نصف العام بدأت مؤسسة "صناع الحياة" خطوات جديدة نحو طرح برنامج ثقافي متكامل دوري يشمل العديد من الفعاليات الثقافية مثل الندوات وورش العمل ومعارض الفنون التشكيلية في القاهرة والمحافظات. حيث تسعى مؤسسة صناع الحياة بصورة أساسية إلى تنمية الأفراد ومن ثم المجتمع، ولما هو ثابت علميًا أنه لا تنمية بدون ثقافة فقد وجدت المؤسسة أنه من الضرورة إقامة برنامج ثقافي تنموي يصاحب ويوازى الفعاليات التنموية للمؤسسة، بصورة تضمن معها التنمية الشاملة لأفراد المجتمع المصري بمختلف فئاته وثقافاته. حيث افتتح كل من د. عمرو خالد الداعية الكبير والناقدة الدكتورة فينوس فؤاد المستشار الثقافي لمؤسسة صناع الحياة صالون صناع الحياة الثاني والذي حمل عنوان "ملامح من مصر" وذلك بحضور نقيب التشكيليين الدكتور حمدي أبو المعاطي ويقول د. عمرو خالد أن "صناع الحياة" تؤمن بدور الشباب في تنمية وتقدم مصر وان الفن والثقافة لهم دور هام في تنمية المجتمع، كما تؤمن أيضا بأهمية وضع خطة إستراتيجية لتمكين الشباب المصري للقيام بدوره في قيادة المجتمع وأن الشباب المصري إذا أتيحت له الإمكانيات قادر على إزالة البؤس والإحباط عن مصر، كما نسعى كمؤسسة إلى تقديم نموذج للشباب القائد للعالم كله. وعن المعرض قال إنه تابع بإعجاب، كل أعمال المشاركين، ويرى أن أهم ما يميز المعرض- بالإضافة لتنوع الأعمال المشاركة بين المواهب الشابة والأسماء الكبيرة- هو عرضه لملامح مصر برؤى مختلفة وفي أكثر من بيئة ابتداءً بالنوبة وسيناء، مرورًا بمطروح وحتى القرية المصرية والصعيد وأضاف خالد: أعطاني وجودي بين 170 فنان مبدع، شحنة من التفاؤل والفخر بكل من شارك، واعتزازًا بقوة الشباب، وحرية الأفكار التي أبدعوها.. لذا أقول لشباب مصر الواعد أنا فخور بكم.. دُمتم صُنّاعًا لحياتكم وحياة غيركم. وتقول الناقدة د. فينوس فؤاد القوميسير العام للصالون "يعتبر الإبداع الفني بمختلف أشكاله ووسائله علامة بارزة من علامات تقدم الشعوب واستقرارها، ويعد الفن كذلك تجسيدًا لأرقى مراحل التفكير الإنساني، والهوية المصرية لها ملامح خاصة جدًا تميزها عن غيرها وتجعل لها قوام مختلف، فالشعب المصري على مدى التاريخ يعد من أوائل شعوب العالم التي أدركت قيمة الفن في نقل السمات الحضارية والفلسفية والأحداث والتحولات التاريخية والانتصارات المختلفة إلى الأجيال اللاحقة والشعوب المختلفة. كما يعد الفن وسيلة لنقل واقع الحياة الاجتماعية بكافة صورها وأشكالها وعلاقاتها واحتفالاتها وعاداتها وتقاليدها وطقوسها للشعوب والحضارات الأخرى المهتمة بدراستها أو المتفاعلة معها على كافة الأصعدة، لذا نجد أن تلك الفنون عمدت إلى تكثيف المعاني والدلالات التي تؤكد تلك الفلسفة، ولم تهمل وصف وشرح الواقع المكاني والزماني الذي ساهم بقدر كبير في تشكيل تلك الملامح. ويعتبر هذا المعرض رصدًا للملامح المصرية الحالية في لوحات تعبر عن طبيعة وفلسفة الشعب المصري وأساليبه في التكيف مع الظروف الاجتماعية والسياسية التي شهدت تحولات وتغيرات متتالية وسريعة في الفترة الأخيرة من خلال أطر زمانية ومكانية تشكل في مجملها الواقع المعاش للمواطن المصري في الوقت الحالي، كما يأتي هذا المعرض للتأكيد على أن مصر دولة عريقة ذات سمات خاصة بها، وهذا هو أحد أهم أسباب تمتعها بمكانتها الحالية الرفيعة بين دول العالم. في حين يعد إقامة معرض "ملامح من مصر" في بداية إجازة نصف العام دعوة لتسويق السياحة الداخلية، حيث يضم المعرض أعمالا فنية تمثل كافة الأطياف والاتجاهات الفنية في مختلف المجالات الفنية مثل: التصوير الزيتي والنحت والخزف وفن الزجاج والحفر على الأخشاب وتوليف الخامات والتصوير الفوتوغرافي وفنون الجرافيك (التصميم المطبوع) وفن الرسم بالكمبيوتر كما يشارك "فن تنسيق الزهور التاريخي والمعاصر" في محاولة لاستكمال المنظومة الفنية، ولأول مرة يتم إلقاء الضوء على فن الرسم المباشر (الحى) كعنصر أساسي من عناصر المعرض كما يشارك في المعرض مجموعة من رواد الحركة التشكيلية المصرية لتدعيم الشباب. وأضافت د. فينوس فؤاد جاءت فكرة الدورة الثانية للصالون، من رغبتنا لإعادة الملامح الحقيقية لمصر، وعرضها من خلال الفن خصوصًا بعد الأحداث الأخيرة، فتمّ اختيار 170 فنان من أصل 575 فنان، تقدموا للمشاركة.. كما وعدت باستمرار إقامة المعرض بشكل دوري، وقالت: قررنا ابتداء من هذا المعرض تكريم رمز من رموز الحركة التشكيلية في مصر؛ بغرض تشجيع الشباب وتقديمهم للمجتمع من خلاله، وتمّ اختيار د. ماجدة سعد الدين ضيف شرف هذه الدورة. بينما أشار د. محمد يحيى: رئيس مجلس أمناء مؤسسة صناع الحياة إلى الصالون الثاني جاء استمرارا في السعي لخلق جيل من الشباب مثقف قادر على بناء مستقبل مشرق كما أن عنوان الصالون "ملامح من مصر" جاء كمحاولة لتأكيد ملامح الهوية المصرية التي كاد البعض منها أن يختفى ويتوارى في ظل زخم الأحداث الماضية. حيث يعد هذا الصالون محاولة لتذكير الشباب بعراقة وأصالة الحضارة المصرية ليزدادوا فخرًا وعزة، كما يعد أيضًا دعوة مفتوحة من فناني مصر لشعبها العظيم للعودة إلى دفء حضن الوطن، والاستمتاع بملامحه الحقيقة التي ظهرت في ملامح البشر وملامح المكان والعادات والتقاليد والتفاصيل الصغيرة الرائعة التي شكلت في مجملها أرقى روابط إنسانية ربطت بين أفراد هذا الشعب العريق. وأضاف حقًا يزداد فخرى وسعادتي بمشاهدة إنجازات الشباب المتحضر الراقي وتعدكم "صناع الحياة" بتقديم المزيد من الفعاليات الثقافية التي تساهم في صقل وإبراز قدراتكم ومهاراتكم ومواهبكم التي تتفوقون بها على العالم. من جانبها أعربت الفنانة د. ماجدة سعد الدين- ضيف شرف الصالون- عن تقديرها لمؤسسة صناع الحياة، ودعت لتكرار مثل هذه الفعاليات، التي تؤدي مع الوقت، إلى تراكم معرفي وخبرات. و أكد د. حمدي أبو المعاطي- نقيب الفنانين التشكيلين- أن الصالون في دورته الثانية، يختلف عن الدورة السابقة، في إتاحة الفرصة بشكل أكبر لشباب الفنانين، مع تواجد رموز فنية كبيرة أيضًا؛ ما يخلق تواصلا مثمرًا بين الجيلين، وهو ما تدعمه نقابة الفنانين التشكيلين.