تساءل الأب اللبناني الدكتور نجيب بعقليني أخصّائي في راعويّة الزَّواج والعائلة، عبر حسابه الرسمي له علي شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك، اليوم الجمعة، هل الزَّواج الكنسيّ ضروريّا؟. وأجاب قائلًا: بالمُطلق، يدفع الزَّواج بالرَّجل والمرأة نحو تأسيس أُسرةٍ تُعتبر أمرًا مهمًّا سواء للكنيسة أو للمُجتمع الَّذي يعترف بالمُطلق وبغالبيّة ساحقة، بقِيَم الزَّواج، يحترمها ويحافظ عليها. يُسهم الإعداد الرصين والعميق للزَّواج في إنجاحه وإستمراريّته. هذا الأمر يصبّ بدوره في خانة تأسيس عائلة متماسكة ومتضامنة ومحافظة على ممارسة الإيمان وعيشه، كما على تطبيق القِيَم الإنسانيّة والأخلاقيّة. وأضاف "نجيب" يُبرِز الزَّواج المسيحيّ (الكنسيّ أو "الأسراريّ") بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ دعوة العائلة ورسالتها بحسب الوحي الإلهيّ وتعاليم السيّد المسيح والإيمان به. تعتمد العائلة المسيحيّة (الرَّجل والمرأة) الَّتي قَبِلَت سرّ الزَّواج، على نعمة الله وعطيّته لإستمرار التضامن والوحدة والشَّراكة والإخلاص و"الديمومة" وعيش الإيمان من خلال الأسرار (أسرار الكنيسة السَّبعة) والحياة الليتورجيّة والصَّلاة وأعمال المحبّة. وتابع نجيب، أنّ الإحتفال بسرّ الزَّواج، يعني الإيمان والشَّهادة أنّ لدى المسيح المخلّص ما يقوله في شأن الحبّ الإنسانيّ والزَّواج والعائلة. "كما أحبَّني الآب فكذلك أَحببتكم أنا أيضًا" (يو 15: 9)، "[...] ليس لأحدٍ حبٌّ أعظمَ من أن يُبذِل نفسه في سبيل أحبَّائه" (يو 15: 13). الزَّواج المسيحيّ علامة لحقيقة مُقدّسة وهي حبّ الآب الخالق لشعبه وحبّ المسيح لكنيسته؛ كما هو أيضًا علامة ناجعة "للنعمة" الَّتي هي منبع الخلاص. واستطرد نجيب قائلًا: ومن هنا، يعبّر سرّ الزَّواج بطريقة جليّة على أنّ هبة الرَّجل والمرأة المُتبادلة وحبّهما لا يجد وجه النِّعمة إلاّ في محبّة المسيح، "عرَّفتُهم باسمكَ وسأعرّفهم به لتكون فيهم المحبّة الَّتي أحبَبتني إيّاها وأكون أنا فيهم" (يو 17: 26)، لأنّ النِّعمة الزَّوجيّة تربط المسيح بكنيسته. يُسهم الزَّواج المسيحيّ في بلورة "العيش" بطريقة تجعل حبّ الله مرئيًّا ومُشعًّا، وحياة أزواج الغَد مُفعمة بفرح الله. يتطلّب سرّ الزَّواج الإيمان بيسوع المسيح. الإيمان هو محبّة من الله، ولكنّه خيار حقيقيّ وقرار. تتطلّب الأسرار السَّبعة الإيمان، كما أنّها تقوّي وتغذّي وتولِّد الإيمان. هنا تظهر العلاقة بين تلك الأسرار جليًّا في عيش الإيمان وتربية الأولاد على فهم حقيقة السيّد المسيح الَّذي إنتسبَ إليه الثُّنائي بفضل العِماد المُقدّس وتناول الإفخارستيّا" العشاء الرباني" واختيار الزَّواج الأسراريّ. العلاقة التكاملية بين تلك الأسرار يجب أن تستمرّ بشكلٍ عميقٍ لأنّها تُدخل النِّعمة إلى قلب الثُّنائي والعائلة معًا. لذا، هذا الترابط يجب أن يُعبَّر عنه باستدعاء الرُّوح القُدس كي يسكن في حياة العائلة.