يلجأ العديد من الشباب للعمل أثناء دراستهم لأسباب عدة، إما لضيق ذات اليد، ومعاونة ذويهم أو لدفع المصروفات الجامعية، أو بهدف كسب الخبرة الكافية لمواجهة سوق العمل بعد التخرج، فمنهم من يعمل بمجاله، ومنهم من يسير عكس التيار ليخلق فرصته بيده، كريماس التى لم تتجاوز الثامنة عشرة عاما، وأصبحت نموذجا لجيل جديد من الشباب. تعمل ريماس منذ سنتين مع بداية دراستها الثانوية، لتتمكن من الدفع لدروسها بعد انفصال والديها، وتنصل والدها من الإنفاق عليها هى وأختها الصغرى، فتقول ريماس بلهجة من الفخر: «بدأت كفاحى وأنا لم أتخط السابعة عشرة من عمرى بخدمة العملاء، ولكن لم أجد نفسى وسط ظروف عمل شاقة محددة بمواعيد صعبة، ففور بدء دراستى الجامعية بكلية الحاسبات والمعلومات، تعاونت مع صديقتين لى واتفقنا معًا على مشروع إعداد طعام، لنُحضر طعامًا صحى «سندوتشات» بانيه، جبن أو لانشون، ونبيعها أمام جامعات مصر، لتقفا هما أمام جامعة القاهرة، وأقف أنا أمام مِصعد مترو جامعة حلوان». لم تَسلم ريماس كل يوم من مضايقات المارة، تقول: «ظللت أول شهر، كل يوم أقرر فور عودتى المنزل أننى لن أُعاود البيع هنا مرة ثانية، المشكلة لم تكمن فقط فى التعليقات السلبية ونظرات البغض أحيانًا من الغرباء، بل تخطت ذلك، حينما وجدت بعضًا من صديقاتى أو أقرُبائى يتجاهلوننى، ويَدعون عدم معرفتهم لى، بمجرد أننى أكافح لاستكمال دراستى الجامعية، ولكن بالمقابل وجدت الدعم من أمى وأختى الصغرى، اللتين يشجعانى دائمًا ويُخبرانى دومًا أننى فتاة استثنائية». واستكملت ريماس حديثِها: «بدأنا مشروعنا بألف جنيه، والتى منحتنا إياها أمهاتُنا، ليصبح المشروع مربحًا بعد أول شهر فقط، ويغطى كُلفته، ويصبح لنا مالنا الخاص للتجارة به»، فعقبت ريماس معبرة عن أحلامها المستقبلية: «لم يتوقف حلمنا عند هذا الحد، بل نفكر اليوم فى استئجار محل صغير، أو حتى عربة متنقلة لبيع السندوتشات الساخنة عليها أمام جامعات مصر، وقالت ريماس فيما يخص مستقبلها الدراسى «لن أكمل دراستى بكلية الحاسبات والمعلومات التى اختارها لى التنسيق، وسأشرع فى التحويل إلى كلية التجارة التى أحببتها، وسأستكمل طريقى بها بدراسة إدارة أعمال».