عواصف شديدة تقتلع الأشجار، ورياح محملة بالأتربة تهدد استقرار الطقس، لون أصفر باهت يسود المظهر العام للجو، وأجساد ترتعش من البرد، ويبقى فصل الشتاء مصدرًا للرعب لدى البعض، بينما يعشقه آخرون بكل تفاصيله، وفى الواقع لا يعيش الإنسان وحده فى هذا الكون، فعلى بعد خطوات من مبنى وزارة الزراعة بالمهندسين، يقع مكان واسع مكتظ بالأشجار ومليء بالورود والأزهار، إنه «المشتل» الخاص بالوزارة، والذى حرصت على تجميع معظم أنواع النباتات بداخله. وعن حاله فى فصل الشتاء يقول عم محمود أحد العاملين بالمشتل والبالغ من العمر 48 عامًا: «هناك حالة من السكون تسود الأجواء فى فصل الشتاء بالتحديد منذ بداية شهر يناير وتستمر حتى منتصف فبراير، وذلك لبرودة الطقس الشديدة فى تلك الفترة، والتى تؤثر على النبات ورحلة نموه، ما ينتج عنه ذبول الزهور وقلة المزروعات. ويتابع: «بنكتفى الفترة دى بالعُقل والتقاوى والبذور، وبنتابع نمو النبات وبنسقيه، وبنستناه لحد ما يكتمل نموه فى الربيع بالنسبة للزهور، أو الصيف بالنسبة للنباتات التانية وبتتقسم لنباتات عطرية زى الريحان، الفل، العطر، الياسمين، البردقوش، وبيدخل فيها برضو النعناع والروز مارى ودول بيستخدموا فى الأكل، وعندنا نباتات عشبية زى الصبار ودا بنات كتير بيشتروه للشعر، والمورينجا الناس بتشتريه وتنشفه وتشربه زى الشاي، لأنه مفيد جدا للسكر والضغط». ويختتم عم هشام أحد العاملين فى ذلك المجال منذ أكثر من 15 عامًا «الورد دا مسئوليتي، واللى عاوز يقدم هدية حلوة لحبيبته بيجيلي، عندنا ورد جميل زى عصفور الجنة وألوانه الرائعة، والورد البلدى وريحته الجميلة، والليليوم كمان حكاية، الورد البلدى صحيح بيطلع فى كل الفصول، وبيصلح لجميع المناسبات، بس فى الشتاء بيبقى حجم ورقة كبير ومحصول الزرع قليل، لكن فى الربيع بيكون ليه شكل تاني، فى الشتاء الإقبال بيقل على شراء الزهور والنباتات، لكن بعد ما البرد يخلص ناس كتير بتشترى ورد وزهور تزين بيه بيوتهم، كفايا أنهم يشوفوا منظره الجميل قدامهم ودا طبعا بيكون ليه تأثير جميل على نفسيتهم، ولو اشتروا كمية كبيرة حد من عندنا بيروح معاهم يساعدهم فى تزيين البيت بدون ما الزهور تتأثر وكمان بيديهم روشتة التعامل معاها بالمياه عشان يعيش أطول وقت ممكن، وبحكم خبرتى النبات بينتعش وبيكون فى أبهى صوره لما تشغل جنبه موسيقي».