كشفت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، أن حركة "النهضة" التونسية المحسوبة على "الإخوان"، تواجه مأزقا كبيرا وتعيش حالة من الذعر، خشية صدور قرار قضائي بحلها، على خلفية قضية اغتيال المعارضين اليساريين التونسيين شكرى بلعيد ومحمد البراهمى، في 2013. وأضافت المجلة، في تقرير لها، الخميس، أن شعبية حركة النهضة تراجعت بشدة، بعد عودة الحديث عن احتمال تورطها في اغتيال شكرى بلعيد ومحمد البراهمى، وما يتردد عن وجود جهاز سري داخل الحركة مكرس للعمليات المشبوهة بينها الاغتيالات السياسية. وتابعت المجلة، أن الحركة، التي تزعم وجود محاولات لإقصائها من الحياة السياسية، تعيش بالفعل أزمة كبيرة بسبب قضية اغتيال بلعيد والبراهمي. وفي مطلع ديسمبر، أعلنت الهيئة، التي تتابع قضية المعارضين اليساريين التونسيين شكرى بلعيد ومحمد البراهمى، اللذين تم اغتيالهما في 2013، أنها ستتقدم بدعوى قضائية للمطالبة بحل حزب "حركة النهضة"، لارتباطها ب"الإرهاب". ونقلت صحيفة "الصباح" التونسية عن عضو الهيئة، علي كلثوم، قوله إن الهيئة سترفع قريبا دعوى قضائية ضد حركة النهضة للمطالبة بحلها، وذلك حسب الفصل السابع من قانون "مكافحة الإرهاب" الذي يخول حل أي حزب أو جمعية لارتباطها ب"الإرهاب". وأضاف كلثوم أن هيئة الدفاع أعلنت ذلك خلال مرافعة أمام هيئة المحكمة التي نظرت في قضية شكري بلعيد الجمعة الموافق 30 نوفمبر. وكانت الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الابتدائية بتونس المختصة في "جرائم الإرهاب" أجلت الجمعة الموافق 30 نوفمبر النظر في قضية اغتيال الأمين العام السابق ل"حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد" شكري بلعيد إلى 30 مارس 2019، وفق ما أفاد به عضو هيئة الدفاع نزار السنوسي في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية. وفي 4 أكتوبر، أشارت هيئة المتابعة لقضية اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي في مؤتمر صحفي عقدته بتونس، إلى تورط حركة النهضة، المحسوبة على الإخوان، عبر "تنظيم سري" في اغتيال المعارضين اليساريين، وأكدت أن العديد من الوثائق "الخطيرة" التي يرجح ارتباطها بالملف مودعة فيما سمتها ب"غرفة سوداء" بوزارة الداخلية. واغتيل بلعيد (48 عاما) المعارض الشرس لحزب النهضة، بالرصاص في 6 فبراير 2013 أمام منزله بحي المنزه شمال العاصمة، ما شكل صدمة حينها لدى التونسيين وخلق حينها أزمة سياسية حادة استقال في خضمها رئيس الوزراء حمادي الجبالي (حركة النهضة) من منصبه، فيما اغتيل محمد البراهمي في 25 يوليو 2013.