مقص ولصق ولوحة بيضاء، أدوات فنية بسيطة تخلق عالمًا آخر من الفن. تخرج أدواتها تتفحص كل صورة، يبدو أن بينهما لغة أخرى لا يفهمها أحد، تبتسم أحيانًا قبل البدء فى العمل، وتقضب حاجبيها تارة أخرى قبل أن تبدأ فى تشكيل حكاية جديدة وقصة ثانية. سندس دراز الطالبة بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، اختارت طريقًا آخر فى الفن، ربما لا يعلمه الكثير، بل إذا سمعته تصاب بدهشة للوهلة الأولى، فن «الكولاج» حكاية فن انتقل من الصين منذ مئات السنين لتقع فى غرامه صاحبة ال20 ربيعًا، تبحث بين لوحاتها على مناقشة الأفكار بزاوية أخرى، وشكل جديد، يختلف عن الأشياء الاعتيادية، بينما يرى الناس «البلياتشو» شخص مضحك، ترصد هى ب«الكولاج» الحزن فى شخص يقوم بتوزيع الابتسامة بين الناس. تسرد سندس: «الفن سحر يقع فى حبه الفنان، محدش يقدر يفكه منه غير الموت، فما بالك لو كان الفن غير تقليدى، ويحتاج لتفكير وجهد بدنى وذهنى، وكمان صعوبة فى الاختيار، «الكولاج» فن يعتمد على اللصق والقص وسحب الألوان من الصور الأساسية، وتشكيل شكل تانى للوحة الفنية، اللى هو لا رسم خالص ولا تصوير خالص، يعنى بيكون فى دمج بين الاتنين، أنا بعمل اللوحة نص كده تصوير ونص رسم، وكمان بغير الفكرة العادية اللى عند الناس، يعنى لو شخص معين فكرتنا عنه الضحك أنا بناقش الجانب التانى فى حياته، يعنى البلياتشو الناس ديما بتشوفه فرحان بينشر الضحكة، أنا بفن «الكولاج» بصوره إنه شخص حزين، بالشكل الآخر اللى إحنا مش بنشوفه، بعتمد فى شغلى على الألوان العادية وأدوات بسيطة، ورغم كده يختلف عن الرسم عادى تمامًا، لأن دى صورة عادية متصورة ويتم دمجها، وكمان يحتاج لصبر ووقت طويل عشان تعمل لوحة غير الرسم والفن العادي». تواصل حديثها: «الكولاج ممكن من خلاله عمل أفكار جديدة، زى مثلًا ممكن أدخل علب السجاير فى الرسم أو باختصار بعمل حكاية جديدة بزاوية مختلفة، ودا فكرتى بره الصندوق، الفن أساسه صينى ظهر فى القرن الثانى الميلادى بعد ما اخترعوا الورق، وبيستخدموا أكتر فى الديكورات والإعلانات، وكمان غير مكلف، لأنك بتجيب صور قديمة أو مجلات وبتسحب الصور والألوان منها كأنها مرسومة». تختتم حديثها بأنها تحلم بأن تصبح مصممة للإعلانات من خلال فن «الكولاج» وتصبح كل أفكار الإعلانات قائمة على لوحات الكولاج، كما يحدث فى أوروبا.