استنكر مراقبون الحوادث الإرهابية التى شهدتها أفغانستان مؤخرا وخاصة بعد حادثة مقتل 20 شرطيًا فى كمين نصبته حركة «طالبان» لقافلة للشرطة فى غرب أفغانستان، ومقتل 10 جنود فى هجوم على نقطة تفتيش تابعة للجيش فى الشمال وجاءت هذه الهجمات بعد أيام قليلة من تنفيذ هجوم انتحارى قتل فيه 55 من رجال الصوفية، كانوا يشاركون فى احتفال بمناسبة المولد النبوى الشريف، وأصيب 90 آخرين، كما قتل مولوى عبدالبصير حقانى رئيس مجلس العلماء فى العاصمة كابول بالرصاص. وأعلنت الأممالمتحدة فى تقرير لها، أن هجمات حركة طالبان الإرهابية خلال الانتخابات البرلمانية الأفغانية الأخيرة؛ أسفرت عن مقتل عدد قياسى من الضحايا المدنيين بلغ 435 شخصًا منهم 56 قتيلًا و379 جريحًا، فيما وصفته بأنه حملة مدبرة استهدفت تعطيل العملية الانتخابية وتقويضها، فأفعال حركة طالبان أجبرت العديد من الأفغان على الاختيار بين ممارسة حقهم فى المشاركة بالعملية السياسية والمخاطرة بسلامتهم الشخصية، بحسب التقرير. وكانت حركة طالبان التى تقاتل؛ من أجل الإطاحة بالحكومة الأفغانية، وطرد قوات حلف شمال الأطلسى بقيادة الولاياتالمتحدة، أصدرت سلسلة من التهديدات استهدفت الانتخابات، سبقتها 3 تحذيرات منفصلة فى الأيام السابقة على التصويت. وفرضت الحركة الإرهابية سيطرتها مرة أخرى على مناطق كانت قد طُردت منها على يد قوات الأمن الأفغانية، وفى مقال بقلم الكاتب البريطانى كنان مالك، بعنوان «الحرب على الإرهاب مستمرة ولا أحد يحسب التكاليف»، نشر فى صحيفة «الجارديان» استنكر الاستراتيجية المتبعة فى جهود مكافحة الإرهاب. ويقول مالك:« إن الإرهابيين أصبحوا اليوم أقوى من ذى قبل، لقد حان الوقت للنظر فى آثار مكافحة الإرهاب، هذا العام أسقطت الولاياتالمتحدة قنابل على أفغانستان تستهدف طالبان أكثر من أى سنة مضت، ومع ذلك لا تزال طالبان تسيطر على نحو 20٪ من البلاد، ولديها القدرة على إراقة المزيد من الدماء، فهجمات هذا الأسبوع خير دليل على ذلك».