أثارت تصريحات رئيس تيار المستقبل سعد الحريري أمس في لاهاي بهولندا حول استعداده لتشكيل حكومة تضم جميع الفرقاء بما فيهم حزب الله ردود فعل مرحبة في الأوساط السياسية اللبنانية خصوصا وانها صادرة عن زعيم تيار المستقبل الذي كانت رموزه في بيروت ترفض على الدوام مشاركة الحزب في حكومة واحدة قبل أن يعلن التزامه باعلان بعبدا والانسحاب من سوريا والتخلي على ثلاثية "الشعب والجيش والمقاومة". فقد رحب وزير الشباب والرياضة اللبناني فيصل كرامي بموقف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري حيال موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. ودعا كرامي في تصريح له الى الالتقاء مع موقف الحريري في منتصف الطريق، متوقعا ان تتشكل الحكومة الجامعة قريبا. من جهته أكد وزير الطاقة جبران باسيل على عمق التفاهم بين تياره الوطني الحر وبين حزب الله، مشددا على الحاجة الى تفاهمات وطنية عميقة بين تياره وبين تيار المستقبل وتفاهم بين المستقبل وحزب الله. واعتبر باسل في تصريحات له اليوم ان كلام رئيس تيار المستقبل سعد الحريري أمس الجمعة أساس يبنى عليه لهذه التفاهمات. وحذر باسيل من أي محاولة للتأسيس لفراغ سياسي، موضحا انه لن تقوم حكومة وتعيش في لبنان اذا أقصي أحد عنها او تم استهدافه. وبدوره دعا عضو كتلة حزب الله البرلمانية "الوفاء للمقاومة" النائب علي عمار اللبنانيين الى ملاقاة بعضهم في الاسراع بتشكيل حكومة وطنية جامعة لا تستثني احدا لتعزيز المظلة الامنية ولمواجهة تحديات المرحلة بعد الانكشاف الامني الخطير وما يمكن ان ينتج من تداعيات ناشئة عن يأس الارهابيين. كما اكد عضو الكتلة النائب حسن فضل الله ان الخيار الطبيعي أما اللبنانيين أن يكون لديهم حكومة سياسية جامعة تشارك فيها القوى السياسية الأساسية في لبنان ولا تستثني أحدا. ولفت الى ان التفجيرات التي تطاول أكثر من منطقة والإعتداءات بالصواريخ على قرى في البقاع هي جزء من عدوان مستمر يهدف إلى ضرب الإستقرار والأمن والوحدة الوطنية. وأكد ان هذه التفجيرات توازي خطاب التحريض الذي يستهدف المقاومة للضغط على خياراتها داعيا الى تشكيل حكومة سياسية جامعة تشارك فيها القوى السياسية الأساسية في لبنان ولا تستثني أحدا وتعبر عن توازن القوى السياسية. بالمقابل دعا النائب عن تنظيم "الجماعة الاسلامية" النائب عماد الحوت حزب الله الى تقديم التنازلات المطلوبة لمصلحة لبنان والتخلي عن انتمائه للمحاور الخارجية والانسحاب فورا من سوريا. وحول موافقة تيار المستقبل على دخول الحكومة الى جانب حزب الله.. اعتبر الحوت أن رئيس التيار سعد الحريري يعيش نوعا من التهويل والخوف على أمن واستقرار لبنان بعد تهديد البعض بالأمن في حال تم تشكيل حكومة لا يرضى عنها. ورفض الحوت تشكيل حكومة محاصصة لتقاسم الحقائب والوزارات، داعيا الى حكومة ببرنامج واهداف واضحة قادرة على حماية الحدود ولديها الصلاحية لالزام الفرقاء بقراراتها. وعن عدم مبالاة حزب الله بالمحكمة الدولية.. رأى الحوت خلاف ذلك موضحا ان المحكمة تشكل أولوية لحزب الله الذي يبذل جهدا حقوقيا كبيرا ويدفع أموالا كثيرة لمحامي الدفاع مما يؤكد أنه مهتم كثيرا بما يدور فيها. من جهته أكد عضو كتلة تيار المستقبل النائب جمال الجراح ان مواقف سعد الحريري المؤيدة لتشكيل حكومة مع حزب الله لا تمثل تراجعا أو تراخيا إنما تأتي من موقع المسؤولية الوطنية الكبرى بهدف تجنيب لبنان مخططات الفتنة وبهدف الحفاظ على مؤسسات الدولة وعدم السماح بانهيارها أو الوصول الى الفراغ على مستوى المؤسسات الوطنية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية. وأشار إلى ان المشاورات مستمرة داخل فريق 14 آذار للوصول الى موقف موحد من ملف تشكيل الحكومة. وعلى صعيد قصف بلدة عرسال وصف النائب الجراح بيان الجيش اللبناني الذي حمل فيه مسؤولية إطلاق الصواريخ للجانب السوري بانه كان متسرعا مشيرا الى ان أهالي عرسال يؤكدون أن الصواريخ انطلقت من داخل الأراضي اللبنانية.