"الصدفة" كشفت عن مجموعة من الوثائق التاريخية ومقتنيات من الأعمال الفنية، وتاريخ عظيم يعود إلى أكثر من 112 عامًا من الأسرار كانت تختبئ داخل صندوق ببدروم متحف الفنون الجميلة الذي يقع بمنطقة محرم بك وسط الإسكندرية، وكانت من بينها لوحات تضم ملفات قديمة تحمل اسم "متحف فاروق الأول للفنون الجميلة"، والتي تم عرضها في معرض "خبيئة" في يوليو الماضي. بعد أقل من أربع شهور عرض متحف فنون جميلة مجموعة جديدة من اللوحات والأعمال الفنية التي تُعرَض لأول مرة من خلال معرض حمل اسم "الخبيئة 2"، والتي تضم عددًا من اللوحات الفنية التي ترصد تاريخ المدينة من خلال رسوم الرحالة الذين زاروا الإسكندرية على مدار 3 قرون، ومجموعة من الأعمال الأصلية من كتاب وصف مصر "بتقنية الليثوجراف". وأجرت "البوابة" جولة تفقدية داخل معرض "خبيئة 2" الذي يعرض مجموعة من اللوحات التاريخية لمدينة الإسكندرية القديمة بمتحف الفنون الجميلة بمحرم بك، والذي سيستمر حتى 30 نوفمبر الحالي، ويتزامن ذلك مع أسبوع التراث السكندري. وقال الفنان التشكيلي على سعيد، مدير متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، "إن المعرض استكمال لمجموعة عروض بدأت في 29 يوليو الماضي لمجموعة من الوثائق التي عثر عليها في بدروم المتحف عن طريق الصدفة التي مكنتنا من الوصول للمعلومات تاريخية كبيرة". وأضاف، خلال تصريح خاص، ل"البوابة"، "أن مجموعة الوثائق التي عثر عليها مكنتنا من التعرف على تاريخ المتحف وعدد من الحقائق التاريخية، وذلك من خلال فريق بحثي من خبراء التراث للبحث عن قيمة تلك اللوحات المعثور عليها". وأشار إلى "أن النسخة الثانية لمعرض الخبيئة تضم مجموعة من اللوحات عن الإسكندرية من القرن ال17 و18 و19، وتم عرضها في عرض بانورامي مسلسل تاريخيًّا، وفعلًا عن رسم جرافيتي على جدران قاعدة المعرض حتى يمكن الحضور من التصوير خلفها حتى يشعر أنه داخل الإسكندرية القديمة". وأضاف: "أن المعرض يضم 42 لوحة تضم أبرز المعالم الإسكندرية القديمة وعامود السواري وقلعة قايتباي ومسجد النبي دانيال، فضلا عن اللوحات تضم صور فوتوغرافية وخرائط ولوحات مرسومة". وكشف مدير متحف الفنون الجميلة، "أن المعرض يضم أول صورة فوتوغرافية في مصر وفي أفريقيا خاصة لقصر محمد على وتحديدًا الجزء الخاص باب الحريم بقصر محمد على باشا، وتظهر في الصورة اثنين من الجنود يقفون أمام الباب، وهذه الصورة نالت العديد من المناقشات معا الباحثين حول كونها صورة أو مرسومة، وانتهى الأمر إلى أنها صور فوتوغرافية". وعن وجود معارض للخبيئة أخرى خلال الفترة المقبلة، قال "سعيد": "سيكون هناك خبيئة 3 و4 وغيرها لأن الوثائق المعثور عليها كثيرة، ومن الممكن أن يكون هناك معرض عن القاهرة وتاريخها أو تنظيم معرض لوحات خاصة للفنان مهم جدًا له العديد من اللوحات لم يرها أحد من قبل". من جانبه قال إسلام عاصم، باحث بالتراث السكندري، "إن المعرض الخبيئة ساهم في إبراز تاريخ الإسكندرية والتي لا يعلم عنها أحد، والمهداة من الأمير عمر طوسون، وأن المعرض يضم أقدم لوحتين عن خريطتين لمدينة الإسكندرية القديمة يتضمنان بها مفتاح أسفلها وهي مكتوبة باللاتينية". وأضاف عاصم: "أن طابية السلسلة التي كانت تواجه قلعة قايتباي قديمًا ظهرت في الخريطة، وفضلًا عن فنار مدينة الإسكندرية والتي رسمت في القرن 18"، ومشيرًا إلى أن لم تخلو لوحة للرحالة الذين زاروا الإسكندرية من عامود السواري". وأشار إلى "أن رغم مرور سنوات طويلة عليها فإن لوحات ديفيد روبرت التي تميزت بألوانها وكأنها مرسومة ومدون عليها اسم روي"، مضيفًا "أن مسجد النبي دانيال أحد المباني التراثية التي تضمنها كتاب وصف مصر".