نجحت مصر على مر التاريخ في أن تكون جسرا لتعزيز الروابط بين قارات وشعوب العالم وفي أن تكون بوابة لدول صديقة عملاقة مثل "الصين" إلى أفريقيا والعالم العربي، في مختلف مجالات التعاون الاقتصادي وإقامة العديد من المشروعات الاستثمارية الكبرى. وها هي الثقافة الصينية ذات الحضارة التاريخية العريقة تدخل إلى أفريقيا والعالم العربي عبر مصر، وللعام الثالث على التوالي تتزاوج الفنون الصينية والأفريقية حيث تستضيف القاهرة مهرجان "الفنون والفلكلور الأفروصيني"، ويحمل هذا العام شعار "100 سنة مانديلا.. أفريقيا.. الصين.. الدول العربية" بمشاركة 25 دولة. ويأتي المهرجان، الذى يستمر لمدة أسبوع حتى الثالث من نوفمبر المقبل، تزامنا مع احتفال أفريقيا والعالم هذا العام بالذكرى المئوية لميلاد نيلسون مانديلا. واختارت إدارة المهرجان مانديلا ودولة جنوب أفريقيا (ضيفا شرف المهرجان) بمناسبة انعقاد قمة "نيلسون مانديلا للسلام"، في إطار فعاليات الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي شاركت فيها مصر في منتصف سبتمبر الماضي. كما يأتي تتويجًا للعلاقات الصينية الأفريقية المتنامية وتأكيدا على علاقة مصر بجيرانها في القارة السمراء وعلى أهمية العلاقات التى تربط بين مصر والصين بالإضافة إلى حرص الدول العربية على توثيق جذور التواصل مع أفريقيا والجانب الصيني. ومن جهتها..أكدت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة على أهمية هذا المهرجان الدولي بوصفه "أحد أهم المهرجانات التي تحتضنها مصر وترعاها وزارة الثقافة ويقدم مزيجًا بين فنون وفولكلور أقدم قارات الأرض(أفريقيا وآسيا).. لافتة إلى أن الفنون بمختلف ألوانها تعد أدق لغة للتواصل بين الشعوب. وأشارت وزيرة الثقافة إلى أن المهرجان، أحد وسائل قوة مصر الناعمة التى تعمل على تعميق التقارب بين قارتى إفريقيا وآسيا، وتتيح الفرصة لشعب مصر للتعرف على أشكال متنوعة من الثقافات. ومن جانبها.. قالت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة: إن المهرجان يؤكد الدور التاريخي لمصر في تحقيق التواصل الإنسانى بين شعوب العالم، كما يهدف إلى تعريف العالم بالشعب المصري من خلال الفنون والثقافة والعلوم والإبداعات المختلفة في جميع المجالات.. ويعد بمثابة فرصة لإلقاء الضوء على فنون الشعوب الأخرى وإبراز التراث الثقافي والمزيج الحضاري للدول المشاركة من أفريقيا والصين والدول العربية. وبدوره.. قال الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة: إن الوزارة تدعم المهرجان في دورته الثالثة ضمن خطتها الاستراتيجية والتي تستهدف تعميق العلاقات المصرية الأفريقية والصينية في نفوس النشء والشباب، وانطلاق المهرجان هذا العام حاملا شعار (100 سنة مانديلا)، يرسخ عمق العلاقات المصرية الأفريقية واستشعارًا من الوزارة بأهمية الحدث، وإن الفنون هى المدخل الرئيسى لتقارب الشعوب. وكان المهرجان قد كرم في افتتاحه الليلة الماضية عددا من الفنانين والفرق المصرية والأجنبية هم: اسم نيلسون مانديلا وتسلمته منى عمر سفير مصر السابق فى جنوب أفريقيا، وزاهى حواس وزير الآثار الأسبق، والفنان محمود قابيل، وفرقة المصريين وتسلمه الموسيقار هانى شنودة مؤسسها وقائدها، وفرقة رباعى نوح وتسلمها سحر ومريم نوح، وفرقة بيبو وماند - فردوس بلبونيا سفير النوايا الحسنة (جنوب أفريقيا)، وكورال مستشفى سرطان الأطفال وتسلمته الدكتورة هناء فريد. ومن بين المكرمين: أوركسترا وزارة الشباب والرياضة وتسلمته أمل جمال رئيس الإدارة المركزية للبرامج الثقافية بالوزارة، وفرقة ايامنا الحلوة وتسلمه محمد عثمان مؤسسها وقائدها، وفرقة الجيتس وتسلمها سمير حبيب مؤسسها وقائدها تشى يو زين المستشار الثقافى الصينىبالقاهرة وفرقة "الفور إم" وتسلمه الفنان عزت أبو عوف مع شقيقاته أعضاء الفرقة "مها، ميرفت، منال، منى". وتم توجيه الدعوة لممثلى جمعية أولادنا ومستشفى سرطان الأطفال إلى الصعود للمسرح لالتقاط الصور التذكارية ومشاركتهم أداء احد أعمال ريبرتوار الفرقة المخصصة للأطفال.