تفوح الروائح الذكية وتعطر أنفاس المارة في كل شبر من شوارعها، وتنبعث رائحة الحلاوة والحمص في الأرجاء، وتتعالى أصوات الحضرات ومجالس الذكر من الخيام، وتري العاشقين هائمين في ملكوت الله، فتمتلأ الشوارع برائحة "الفتة" والفول النابت ودقة المولد وحمص السيد، وتري المرتادين يترنحون في عشق الله وعشق آل البيت، مرددين "الله حي.. الله حي"، يحاوطك الزحام من كل جانب، ولكن تشعر ببراح ومتسع في قلبك، لأنك في حضرة شيخ العرب "السيد البدوي" بمدينة طنطا بمحافظة الغربية. لا يمر أحد من هنا، إلا ويلمس جود الخيرين، فالجميع لا بد أن يتذوقوا نفحة مريدين شيخ العرب السيد البدوي، "النابت والكفتة واللحم والدقة والحمص"، طعامهم الأساسي يعقبه "شوية شاي"، بعد أن أعده القائمين على خدمة زائري شيخ العرب. هنا المريدين لا يلقون بالًا للدنيا، غير الهدف والمراد الذي جاءوا من أجله فجميعهم يسارعون في عمل الخيرات، وضيافة المحتفلين وإكرام السائلين، فضًلا عن جبر الخواطر، وتحديدًا فى أيام مولد السيد البدوى، فمن يذهب إلى طنطا يجب ألا يرحل عنها دون شراء أنواع الحلوى المختلفة والحمص. فعندما تُذكر مدينة طنطا، يُذكر الحمص والحلاوة وحب العزيز، فلا يذهب شخص ارتاد مولد العرف بالله السيد بالبدوي، إلا وأكل من نفحته بالخيام الصوفية، وابتاع الحمص والحلوى المختلفة من المحلات المنتشرة في محيط المسجد. وتنشيطًا لحركة البيع، يحرص أصحاب المحلات على تقديم أفضل خدمة للزبائن وتقديم العروض المختلفة على السلع، وكذلك عرض المنتجات كاملًة ليختار الزبون ما يريد، وكذلك يقوم البائعون بإعطاء المشترين فكرة عن المنتج وجعلهم يتذوقون الحمص قبل شرائه، فضًلا عن مشاهدتهم لتحميصه قبل تعبئته، كما تقوم مباحث التموين بالمرور بدوريات مكثفة على المحلات للتأكد من سلامة السلع والتراخيص ومطابقتها للمواصفات القياسية وصلاحية المنتجات للاستهلاك الآدمى، واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين. وتشهد أسعار الحمص هذا العام انخفاضًا نسبيًا عن العام الماضي، وذلك لزراعته على مساحات أكبر من العام الماضي مما ساهم في وفرة الإنتاج، فيتراوح سعر كيلو الحمص ما بين 22-28 جنيهًا، والمرتادين منهم من يفضل الحمص المقشور أو الحمص البلدي بالقشر، وكعادة مرتادو الموالد المقدرين بالآلاف من جميع أنحاء مصر، يقدمون لأهلم الحمص والحلاوة الشعر وحلوى الموالد كنوع من الهدايا الرمزية.