يحظي الاحتفال بمولد العارف بالله سيدي احمد البدوي القطب الصوفي الجليل وصاحب المقام الرفيع الذي تستقبله مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية اليوم وعلي مدار اسبوع كامل بأهمية كبري لمكانته الدينية المرموقة في قلوب مريديه والذين يتوافدون عليه من مختلف محافظات مصر وكل الدول الإسلامية والعربية المجاورة للمشاركة في هذه المناسبة التي تعتبر من أشهر الموالد الدينية في العالم الاسلامي وذلك لعشقهم لآل البيت واولياء الله الصالحين وقد اجتمعت في سيرة السيد البدوي العديد من الأساطير مابين الحقائق والخيال حيث يعتبرالصوفية البدوي أحد الأقطاب الأربعة مع عبد القادر الجيلاني وأحمد الرفاعي وإبراهيم الدسوقي وينسب له العديد من الكرامات أشهرها ما يتداوله العامة أنه كان ينقذ الأسري المصريين الذين تم أسرهم في الحروب الصليبية. في حين يري البعض ان الموالد ظاهرة ثقافية مصرية متوارثة وبدعة لا علاقة لها بالدين أوالكرامات حيث انتقد البعض الأفعال المنسوبة للبدوي استنادا إلي ان معظمها دونت في الفترات المتأخرة للعصر العثماني والتي اصابها الجمود والتأخر وانتشار الجهل وأصبح التصوف وقتها أداة لكسب العيش واستغلال جهل العامة والتلاعب بعقول الناس ومشاعرهم والاعتماد علي دعم صندوق النذوروتحقيق مصالح شلة من المنتفعين تتربح من وراء هذه الموالد علي مستويات مختلفة كما يتمسح البعض من المريدين بأصحاب الاضرحة للاستعانة بهم لقضاء حوائجهم وفك كربهم وحل مشاكلهم من باب انهم يجلبون النفع ويدفعون الضركوسيط عند المولي عز وجل وهوما يعتبر مخالفة لنصوص القرآن والسنة. يقول الشيخ ربيع علي لاشين إمام وخطيب المسجد الأحمدي بطنطا ان ما يقرب من مليوني زائربخلاف الطرق الصوفية المختلفة ومن اشهرها الطريقة الاحمدية والسطوحية والزاهدية وغيرها من الطرق الاخري يتوافدون علي حضور الاحتفال بمولد السيد البدوي وتحيط بالمسجد الأحمدي من كل جانب الأجواء الروحانية التي تضفي علي المكان روحانيات خاصة مثل حلقات الذكر والمدائح النبوية في حب النبي صلي الله عليه وسلم وأهل البيت والأمسيات والندوات الدينية خلال الاحتفال حيث تنطلق من داخل المسجد أصوات المقرئين الذين يتلون آيات الذكر الحكيم بصوت فيه خشوع وجمال في التلاوة وأيضا اصوات الابتهالات والأدعية الدينية, وأشار إلي انه تم في البداية بناء خلوة اقامها أحد خلفاء البدوي بجوار قبره ثم حولها الي زاوية للأحمدية بينما جاء بناء الجامع والقبة وملحقاتهما ورفع منارتيه الفخمتين علي الطراز الاسلامي الرفيع في عهد الخديو عباس باشا الأول وتم تدوين ذلك علي الباب الكبير من الناحية القبلية للمسجد والذي كتب عليه انشيء هذا المسجد المبارك في عهد خديو مصر عباس الأول سنة1267 هجرية وتمت تقوية مبانيه وتحسينه في عهد الخديو عباس حلمي الثاني عام1902 ميلادية حيث يعتبر المسجد الأحمدي في الوقت الحالي من أكبر المعاهد العلمية والدينية والإسلامية بعد الأزهر الشريف والذي تخرج فيه المشاهير من قراء القرآن وعلماء الدين. واكد اللواء محمد نعيم محافظ الغربية انه تم اتحاذ جميع الاجراءات الأمنية اللازمة لحماية وتأمين الزائرين علي مدار24 ساعة كما تم التنسيق بين مديرية الأوقاف والمنطقة الأزهرية بالمحافظة لعقد ندوات دينية بجميع المساجد بدائرة المحافظة بالاضافة الي أماكن الاحتفال بالمولد وشدد علي أهمية أن تكون الخيام التي تقام في الميدان الأحمدي مصنوعة من قماش مقاوم للحريق لتوفير الحماية والأمان للمواطنين والزائرين ومنع استخدام أية مواقد بوتاجاز أو غاز داخل أو خارج الخيام ومد الأجهزة الأمنية بكلاب بوليسية خاصة التي تكشف عن المفرقعات وفي الوقت نفسه استعدت المحلات والمعارض المجاورة لعرض منتجاتها من الحمص والحلاوة التي تشتهر بهما مدينة طنطا وتزين المسجد والاماكن والشوارع التي حولها بالانوار المضيئة كما ازدحمت المساحات المحيطة بالمسجد بالعديد من المراجيح والعاب الاطفال وبدأ المريدين الاستعداد لنحر الذبائح وتوزيع الاطعمة المجانية والفول النابت علي الزائرين.