شهدت الآونة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في أسعار البقوليات بشكل عام والفول البلدي بشكل خاص، بفضل نقص المساحة المزروعة من الفول هذا العام الذي سجل انخفاضا تمثل في اقتصار مساحات حقول الفول إلى 190 ألف فدان فقط، بدلًا من نحو نصف مليون فدان في أعلى مساحة مزروعة خلال السنوات العشر الأخيرة. وعزف المزارعين عن زراعة الفول البلدي نتيجة ضعف الانتاجية والعائد الاقتصادي ليس في الفول فقط بل في معظم أنواع البقوليات، ما ترك المواطنين أمام جشع التجار والمستوردين، بعدما سجل الفول البلدي 16 جنيها في تعاملات السبت، بينما سجل الفول المدشوش 12 جنيها، أما الفول الإنجليزي 13 جنيها ونصف، في حين بلغ سعر كيلو العدس الأصفر 25 جنيهًا، والعدس الأسود من 20 إلى 23 جنيهًا، والفاصوليا البلدي 24 جنيهًا للكيلو، واللوبيا 30 جنيهًا. وفي هذا السياق، قال عزت عزيز، سكرتير شعبة الحبوب بغرفة القاهرة التجارية، إن الأسباب وراء نقص الفول هي موجة الجفاف التي ضربت الدول الثلاث المموردة للفول إلى مصر وهي بريطانيا واستراليا ولتوانيا، الأمر الذي أدى إلى نقص المعروض من الفول، مما أدى لحدوث عجز فى توافر الفول فى الأسواق. وأضاف عزيز في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، أن العامل الرئيسي في أزمة نقص الفول هو الاستيراد وهو السبب أيضا في ارتفاع الأسعار ووصول كيلو الفول إلى 12 جنيها، مشيرا إلى أن الانفراجة في أزمة الفول ستحدث على مراحل فمن المفترض وصول شحنة كبيرة من الفول المستورد تبلغ 30 ألف طن كافية لسد العجز فى الفول البلدي، قبل أن تتم الانفراجة الكبرى في شهري مارس وأبريل 2019 حيث موسم حصاد الفول البلدي والذي سينهي أزمة نقص الفول. وقال عزيز إن المفاجأة في أزمة الفول هي التوقعات بانخفاض أسعار اللحوم، حيث أن ندرة لعشب وموجة الجفاف تؤدي إلى زيادة المعروض من اللحوم، حيث تتجه معظم الدول المحاصرة بموجة الجفاف ونقص العشب الذي تتغذى عليه المواشي ما أدى إلى ذبح كميات أكبر من رءوس الماشية، الأمر الذي يؤثر على زيادة المعروض من اللحوم بمختلف أنواعها وبذلك تنخفض أسعارها. وأوضح حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب الفلاحين، أن مافيا الاستيراد لا تزال تعبث فى العديد من القطاعات وبشكل خاص فى الحاصلات الزراعية، مشددا على أن الفول لم يكن الأول ولن يكون الأخير في سلسلة غلاء أسعار الحاصلات وأكد أن الفول البلدي ارتفعت أسعاره بمعدل 3 جنيهات على الأقل في الكيلو الواحد. وأرجع أبو صدام في تصريحاته ل"البوابة نيوز" ارتفاع أسعار البقوليات بشكل عام والفول البلدي على وجه التحديد إلى أن المزارعين ابتعدوا عن زراعة الفول بعدما تدهورت انتاجية المحصول مع تفشي أمراض التبقع البني والصدأ والذبول وعفن الجذور، مشيرا إلى أن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر على إنتاجية المحصول مثل ارتفاع درجات الحرارة، مما يسهم في ظهور حشرتي المن والذبابة البيضاء واللتان لهما علاقة وثيقة بانتشار الأمراض الفيروسية ومرض الندوة العسلية والإصابات بالمن والبياض. ودعا أبو صدام المسئولين في وزارة الزراعة إلى ضرورة العمل على صياغة استراتيجية للنهوض بزراعة الفول في مصر وتحسين السلالات، لرفع إنتاجية الفدان التي من شأنها تحقيق عائد اقتصادي مناسب للفلاح، وتوفير المبيدات الآمنة للتصدي للحشرات التي تستنزف محصول الفول بشكل ملحوظ. وقال أبو صدام إن مصر تحتاج نحو 600 ألف طن، مما يتطلب زراعة 400 ألف فدان، طبقا لمتوسط إنتاجية الفدان في مصر والتي تقدر بطن ونصف للفدان، وفي ظل الواقع الذي نعيشه سنضطر للاستيراد لمواجهة هذه الفجوة الغذائية مما يعرضنا لخطر الاحتكار واستغلال المستوردين.