حتي "الفول" الذي يعد الوجبة الرئيسية لمعظم الأسر المصرية لم ينج من ارتفاع الأسعار حيث وصل سعر كيلو العدس البلدي إلي 8 جنيهات مقابل 4 جنيهات لكيلو المستورد عديم الطعم والفائدة. ونتيجة لذلك ارتفع سعر سندوتش الفول إلي 175 قرشا في الأحياء الشعبية في حين وصل إلي جنيهين في الأحياء الراقية. أرجع خبراء وأساتذة المحاصيل ارتفاع سعر الفول إلي نقص الإنتاج المحلي الذي وصل ل 600 ألف طن بسبب تراجع المساحات المنزرعة من 400 ألف فدان إلي 100 ألف فقط نتيجة للأمراض الكثيرة التي تصيب نبات الفول خاصة "الهالوك" وهي الحشائش التي تتغذي عليه وتتسبب في فساد المحصول.. وأشاروا إلي نقص ميزانية البحث العلمي لتنفيذ الأبحاث التي قامت بها معامل المراكز والجامعات المصرية. أكدوا علي ضرورة استيراد كميات تصل ل 600 ألف طن من الفول من عدة دول مثل الصين وأوكرانيا لسد العجز في الاستهلاك المحلي من الفول. قال د. طاهر بهجت فايد أستاذ المحاصيل بكلية الزراعة بجامعة عين شمس إن المساحات المنزرعة انخفضت من 400 ألف فدان إلي 100 ألف فدان أي بمقدار أكثر من 30% نتيجة الأمراض التي تصيب المحاصيل خاصة حشائش "الهالوك" التي تتغذي عليه وتتسبب في موت أزهار النبات وخسارة الفلاح الذي يهرب من زراعة الفول لمحاصيل أخري أكثر إنتاجاً تعود عليه بالربح حيث تحولت هذه الحشائش إلي وباء في محافظات القليوبية والمنوفية والشرقية وأسيوط حيث يصيب الفول بنسبة 100%. أكد أن الحل يحتاج لمكافحة متكاملة وزراعة الفول عقب زراعة البرسيم والأرز لأن مياه ري الأرز تقضي علي نسبة كبيرة من حشائش الهالوك.. مشيراً إلي ضرورة إرشاد الفلاح بزراعة أصناف بذور الفول المقاومة لهذه الحشائش الضارة والتي توصل إليها قسم البقوليات بالمركز القومي للبحوث الزراعية والتي طبقت في أراض كثيرة.. بالإضافة لاستخدام المقاومة الكيميائية لمبيدات معينة لنبات الفول بكميات وأوقات محددة توصل إليها علماء وأساتذة المركز. أوضح د. ناجي أبوزيد مدير معهد أمراض النبات سابقاً بالمركز القومي للبحوث الزراعية أن زيادة المساحات المنزرعة بالفول تحتاج لمساعدة المسئولين بوزارة الزراعة للفلاح وتشجيعهم علي زراعته ومدهم بالأصناف المقاومة للأمراض كمرض "البقع البني" و"صدأ الفول" وتزويدهم بالتكنولوجيا الحيوية في المبيدات وتشجيع الأبحاث العلمية.. وزيادة عدد المرشدين الزراعيين في جميع المحافظات لتوعية الفلاح وتدريب خريجي كليات الزراعة لخدمة وإرشاد المزارعين وتشجيعهم علي§ زراعة الفول البلدي. أشار إلي أن ارتفاع أسعار الفول البلدي نتيجة طبيعية لنقص الإنتاج وأن زيادة الاستيراد شئ طبيعي رغم نقص قيمته الغذائية واختلاف الطعم مقارنة بالفول المدمس. قالت د. شيماء علي أستاذ مساعد بقسم البقوليات بكلية الزراعة جامعة القاهرة إن نبات الفول وأمراضه جعلته يفوز بأعلي نسبة من الأبحاث العلمية بكليات الزراعة والمعامل البحثية.. ولابد من الاستعانة بهذه الأبحاث لزيادة انتاجية الفول المحلي لثلاثة أضعاف الكمية المالية حتي يمكن تقليل الميزانية التي تتحملها الدولة في استيراد الفول. أوضحت أن هناك بحثاً علمياً يستطيع أن يقلل الفترة الطويلة لمحصول الفول في الأرض بدلاً من ستة أشهر إلي 3 شهور والتي تعتبر من الأسباب الرئيسية لعزوف الفلاح عن زراعة الفول واللجوء لإحلال محاصيل أخري سريعة النمو. مشيرة إلي أن هذه الأبحاث حبيسة الأدراج ولا تزال حبراً علي ورق.