أصدرت المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم، كتاب "هرم ناصر"، الذي يتناول الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وعصره، من تأليف السفير أندريه باكلانوف، وترجمته إلى العربية رانيا كامل ميخائيل؛ حيث يروى مسيرة ثورة 1952 منذ أيامها الأولى، مستعرضًا مراحل تطورها خلال ثماني عشرة سنة حتى رحيله. وقال الدكتور حسين الشافعي رئيس المؤسسة: "المرة الأولى التي التقيت فيها بالسفير أندريه باكلانوف مؤلف الكتاب كانت في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية - والذي انشئ عام 1818، في احتفالية الذكرى المئوية لميلاد الزعيم جمال عبد الناصر التي نظمتها المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم بالعاصمة الروسية موسكو في فبراير 2018، وشملت إلى جانب إزاحة الستار عن تمثال برونزي لجمال عبد الناصر عدة كلمات من المشاركين في الاحتفالية، وكان من بينهم باكلانوف الذي شد انتباه المحتفلين بحديث مفعم بالحب والفهم لفكر الزعيم الراحل والتذكير بتحيزه الشديد للفقراء من خلال خطط للتنمية الاقتصادية الشاملة واسعة النطاق، إلى جانب دوره في تعزيز استقلال البلاد، وإقامة التحالفات العربية والأفريقية والدولية لتساهم في انصهار مصر في نظام دولي يحترم حقوق الدول والشعوب. وأضاف: "كان اللقاء الثاني والذي تطرق لموضوع الكتاب ذاته بين الشافعي والسفير ف.ف. بوبوف وهو منسق مجموعة "الرؤية الاستراتيجية: روسيا والعالم الإسلامي"، والذي تتبع مجموعته إدارة الرئيس فلاديمير بوتين، وكان بصحبة المهندس عبد الحكيم جمال عبد الناصر الذي تحمس لترجمة كتاب السفير باكلانوف "وهو الكتاب الذي حاز في طبعاته الروسية اهتمام الكثيرين، الأمر الذي لاقى ترحيبًا من أصدقائنا الروس والعرب"، وفق الشافعي". وتابع: "لقد سمحت الوثائق السرية بما فيها التقارير الروسية للبعثات الدبلوماسية العاملة في مصر وغيرها، التي أطلع عليها باكلانوف بحكم عمله لفترات طويلة بردهات وزارة الخارجية، له بالحكم الدقيق على شخصية ناصر ودوافعه المبررة لقراراته المتعلقة بمصر وعلاقاتها بدول العالم؛ وهكذا - كما يرى باكلانوف - كان قراره المدوي بتأميم شركة قناة السويس وسيطرة الدولة على إدارتها في 1956 وإنشاء المجلس القومي للتخطيط في1957 لإعداد خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة بالبلاد، وهي الخطط التي أقامت أكثر من 2000 مصنعًا بالبلاد إلى جانب السد العالي العملاق، يكشف كتابه عن أن قدرات عبد الناصر في تحديث البلاد ما كان لها أن تؤتى ثمارها ما لم يتم تركيز القوى والوسائل في يد الدولة، بعد أن حددت الدولة في عصر ناصر انحيازها في سياساتها الداخلية للتنمية الزراعية والصناعية والاجتماعية للتنمية الشاملة، فاحتلت مصر مكانة مميزة أعلت من قدر العمل والعمال والفلاحين ودافعت عن مصالحهم".