«ويا مصر فيكِ العجب ألوان» شبعان بيبخل بفتات، وجعان بيخرج قوته لجعان وسبحان مين وزع الأرزاق في ملكوته. الرحمة لا تحتاج إلى المال، بل تطلب قلوب رحيمة، "عم سيد السواق"، يجوب الشوارع وكأنه ملاك يهبط بجناحيه على الأرض ليطعم الحيوانات الضالة في الشوارع، فهو على يقين أن الرزق يأتي بكثرة العطاء، وحتى لو لم يزد المال، فيكفيه أن تحل عليه بركته، ليشمل الرزق دوام الصحة، ونجاح الأبناء، وصلاح الزوجة. يخرج "عم سيد" من بيته كل صباح حاملًا في يديه "لفة اللانشون" والتي يقدمها كوجبة إفطار ثابتة لقطط الشوارع، ثم يبدأ عمله كسائق تاكسي يجوب شوارع وسط القاهرة حتى منتصف اليوم، ويعود مرة أخرى إلى محل إقامته بمنطقة "الظاهر"، ليجلس مع أصدقائه على القهوة، ويحتسي الشاي، ثم يستعيد نشاطه ويخرج للعمل حتى حلول الظلام، وبالطبع لا ينسى صاحب القلب الطيب الحيوانات الضالة فى الشوارع أثناء عودته، فيحمل في يديه أكياس لحمة الرأس التي يقدمها لهم كوجبة غداء. وعن العمل الخيري الذي اعتاد عليه، يقول الرجل الخمسيني: «كنت في مرة قاعد مع صديق ليا علي القهوة وبنفطر، جت قطة قعدت تنونو، صعبت عليا رميتلها حتة لانشون، لقيت قطط كتير اتلمت علينا وساعتها قعدت أفكر الحيوانات دي بتعيش أزاي لو ملقوش أكل في الشارع، خصوصًا أن كان في واحد صاحبي متعود يأكلهم من زمان طول ما هو ماشي، ومرة في مرة حبيت الموضوع وبقي بالنسبالي عادة يومية». ويختتم سيد: «بخرج كل يوم الصبح في أيدي لفة لانشون، بلم قطط الشوارع حواليا وبأكلهم لحد ما يشبعوا، وأنا راجع بعدي علي جزار متفق معاه بيجهزلي 3 أكياس فيهم لحمة راس، وبدفعله تمنهم، بعد كده بروح أقدمهم للقطط، والكلاب بتشم ريحتهم وبتتلم عليا وبأكلهم لحد ما يشبعوا عشان ملهمش في اللانشون أوي، وبصراحة من ساعة ما بدأت في الموضوع ده وربنا كرمني، مبحسش باللي بدفعه، والرزق في زيادة حتي لو مش في الفلوس الصحة كويسة والبركة موجودة».