معروف بين أهل القرية، فهو ممن يعدون على الأصابع ممن شاركوا فى نصر أكتوبر العظيم، وبرغم أنه تجاوز العقد السبعين إلا أنه ما زال يحافظ على الخطوة المعتادة، ويقول: «لو جانى دلوقتى استدعاء للجيش هروح على طول، حافظ رقمى العسكرى وسلاحى وكتيبتى». عم أحمد حجاج عاش أجواء الحرب وحصار الثغرة، وقبلها سنوات النكسة، كان متزوجا قبل انضمامه لصفوف الجيش، مرارة 67 جعلته يفضل البقاء على الجبهة، للمشاركة فى حرب الاستنزاف، كان يود ألا يعود لقريته إلا منتصرا، وعن ذلك يقول: «العسكرى مننا بعد 67 وهو نازل بلده كان بيتخفى من الناس.. الوضع كان صعبا والحالة النفسية كانت فى الحضيض». ويتابع: «فى سنة 72 قالولنا إحنا هنسرحكم بس لو طلبناكم استدعا، فورا تكونوا عندنا، وفعلا قعدنا شهور فى البلد، لغاية قبل رمضان بيومين لقينا تليفون عند العمدة فلان وفلان وفلان يسلموا نفسهم فى الجيش، رحنا أنا وزمايلى فطرنا أول يوم عند أخينا فى القاهرة، وسافرنا بالقطار، للإسماعيلية ومنها عربيات خدتنا للجبهة، وكنا ده كله نعرف إننا هنحارب». ويواصل: «أنا كنت عسكرى فى إحدى الفرق المتخصصة فى تدمير الطرق والسكك الحديدية، أفجر سكك العدو وفى 24 ساعة أنا وزمايلى نعمل سكك لجنودنا». وعن الثغرة يقول الحاج أحمد: «كان عددنا كتير، والأكل اللى معانا يكفى أسبوع، فكلنا على أمل إن بعد وقف إطلاق النار الأمور هتتحل، لكن الموضوع طول ولما الأكل والميا خلصوا، كلنا كل حاجة ممكن تتخيلها، لدرجة إن واحد زميلنا فى يوم اكتشف بيارة مجارى جرينا عليها وشربنا وسبحان الله الميا كانت رطبة ومالهاش ريحة، وعدينا.. عدينا الوجع كله، بفضل الريس، إحنا كسبنا الحرب دى بالسياسة مش بالعافية، لو كان غشيم حتى بعد ما عبرنا كان خسر». ويضيف: «أنا اتعلمت الهمة والنشاط من العميد «أحمد بدوى»، والعميد «الكنزى»، الجميع يشهدون لهما بالفدائية وحب الوطن وعشق ترابه، علمونا ما نستسلمش تحت أى ظرف، وإن لو الموت جه نقابلوا وإحنا واقفين رجالة». واختتم حديثه: «الجيش علمنى الحياة، خلانى زى الساعة فى شغلى وبيتى، والحمد لله ربيت دكتورا ومحاميا ومُدرّسة، ويحكى أن ابنه الطبيب كان يصلى فى المسجد وكان الحاج أحمد يقف يصلى التراويح فى الصف الأول، فقال أحد الأشخاص لابنه الطبيب: ما شاء الله أبوك واقف ألف برغم سنه، فرد الطبيب: يا بنى أبويا جندى مجند الحاج أحمد حجاج».