رفض الكاتب الروائي ناصر عراق، قرار مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة، برفع سعر الكتب التي تصدرها الهيئة. وقال عراق في تصريحات ل"البوابة نيوز": يطرح قرار رفع أسعار الكتب التي تصدرها هيئة قصور الثقافة سؤالا بالغ الأهمية، منطوقه: كيف ننظر للمنتج الإبداعي.. هل هو سلعة أم خدمة؟ هل يجب على الدولة أن تعرضه على للناس بروح تاجر يبحث عن الربح الوفير، أم أن تطرحه على الجمهور بسعر زهيد بوصف هذا المنتج ضرورة حيوية للحفاظ على سلامة الجهاز النفسي للمجتمع، وبالتالي يصبح في حاجة إلى دعم مثل رغيف الخبز؟ وأضاف عراق: في ظني أننا في مصرنا الحبيبة في أمس الحاجة إلى دعم الثقافة والإبداع بتجلياتهما كافة، ذلك أن غالبية المجتمع المصري يكابد فقرًا شديدًا، وقد تفاقم هذا الفقر في الأعوام القليلة الفائتة، الأمر الذي يجعل المرء مشغولا بسد احتياجاته الأولية من طعام وسكن ودواء في المقام الأول، وليته قادر على ذلك، وهكذا يتراجع بالضرورة الاهتمام بالثقافة ومتابعة ما يبدعه الكتاب والفنانون، فلا زيارة لمتاحف، ولا مشاهدة لعروض مسرحية ولا شراء لكتب أو مجلات! وتابع عراق: من هنا يتحتم على الدولة أن تخصص الميزانيات الضخمة لنشر الإبداع الجاد والجميل، وأن تنفق على الثقافة بسخاء حتى توفر للملايين من بسطاء هذا الوطن الوجبات الثقافية المفيدة والممتعة، مثل الكتاب والمسرحية والمجلة والمعرض والحفلة الموسيقية، بسعر رخيص يناسب القوى الشرائية لملايين الناس، والكل يعرف هزال هذه القوى الشرائية بكل أسف. وواصل عراق: لاحظ أن الشعب القارئ الواعي المثقف هو حصن الأمان الأول ضد الأفكار المتطرفة التي غرق فيها كثير من شبابنا، حتى اكتوينا بنار الإرهاب، ولا تنس أن من حاول اغتيال نجيب محفوظ عام 1994 كان شابا لم يقرأ كتابًا، وإنما استجاب لفتوى أحد الإرهابيين ممن تلفحوا كذبًا برداء الدين! وختم عراق بقوله: لا يمكن لبلد أن ينهض ويتطور ببناء الحجر فقط، وإنما ببناء الإنسان فكريًا وروحيًا، ولا يوجد أهم وأفضل من الكتاب ليسهم في تشييد الجهاز العقلي والوجداني للإنسان تشييدًا عصريًا سويًا، فلتطالب وزارة الثقافة بجدية بزيادة الميزانيات المخصصة لها، ولتتعامل الدولة مع الثقافة باعتبارها أمنا قوميًا، لا مجرد سلعة يجب أن تتربح منها الكثير، ولتوفر الكتاب للجميع بأسعار زهيدة.