فتح النجم الراحل أحمد زكي، الباب السحري، لحارسى العقارات، لدخول عالم الشهرة والمجد، بفيلمه «البيه البواب»، إنتاج عام 1987، بشخصية «عبدالسميع» ابن الجنوب، الذى يرحل للقاهرة، سعيا وراء الرزق، فيعمل حارسا لأحد العقارات. وتتحول شخصيته بمرور الوقت، ليدخل عالم «البيزنس» ليتحول عبدالسميع فى نظر سكان العمارة ل«البيه البواب»، وليفتح شهية حارسى العقارات، ليحذو حذوه فيما بعد، وخلع عباءة «البواب التقليدية». محمد عادل، 25 عاما، ذو الجذور الصعيدية، حارس أحد العقارات بشارع السودان بالدقي، نموذج عصرى للبيه البواب، ببشرته البيضاء وعيونه الملونة، وابتسامته الهادئة، يعمل «عادل» فى مهنته، منذ 5 سنوات، بعد تركه، مضطرا، لعمله السابق، بإحدى شركات حديد التسليح، مضحيا براتبه، ليرضى والده، ويرث مهنته فى نفس العقار. كان صبيا، وقتما، غادر مسقط رأسه بمحافظة المنيا فى صحبة أسرته، ليستقروا إلى جوار عمل والده بالدقي، لم ينس شعوره بالحزن، لفراق بلدته «ملوي»، ولم تغره أضواء القاهرة الساحرة، لتحفيزه على فراق ذكرياته، وما زالت بقايا دموع، بمقلتيه حنينًا لجذوره الصعيدية، رغم إقامته وزواجه فى القاهرة، لكنه التعود، يصبغ الأشياء بالتأقلم، حتى تعايش مع مستقره، وإقامته بغرفته التى خصصت لوالده، منذ17 عاما. يقول «عادل»: مستشهدا بغنوة أحمد زكى بفيلم «البيه البواب»، النهاردة البواب غير زمان، المعاملة اختلفت بينه وبين السكان، كان زمان من غير رضاه، ينزل رايح جاى 30 مشوار، يجيب طلبات سكان العمارة، مع معاملة مش ولا بد، كنت بشوفها من السكان وأنا طفل، لولا عزة نفس أبويا، ما كنتش اتعلمت ازاى أخلى الناس تحترمني». متابعًا بابتسامة: «أنا دلوقتى بواب بيه، غير بواب زمان، والنهاردة كل ساكن بيجيب طلباته لنفسه، ورغم أن الشغلانة مريحة، يومى بيبدأ من الفجر، بعد غسل سيارات السكان، ثم تمر الساعات وأنا أحرس العمارة لا أكثر، لكن مهنتى سجن لي، مقدرش أروح يمين أو شمال، ومليش إجازات، بحس إنى ملك صاحب العمارة، إلا لظروف صعبة كل سنة أسافر البلد يومين وأعاود».