«باب الوزير» ليس ذلك الفيلم الذى تحفظه ذاكرة السينما والشاهدون إنما هو تراث لا يعرفه الكثيرون ويمثل قيمة حضارية كبرى، فمن زار المنطقة ومر بها يرى كيفية التكوين المعمارى والتاريخى الذى يغلب على ذلك الشارع، ومن ثم هؤلاء «العواجيز» الذين يعزون بأنهم أبناء ذلك الشارع فهو امتداد آخر للقاهرة الفاطمية. يجلس من يسمونهم «كبار المنطقة» فى مدخل كل حارة أو على جوانب الشارع ليحكوا ذكرياتهم مع ذلك الشارع والذين يريدون أن يصبح النسخة الثانية من شارع المعز، عم «محمدالسيد» الذى تجاوز عمره 60 عامًا يحكى لنا ذكرياته داخل ذلك الشارع فيقول وُلدت ونشأت فى منطقة الدرب الأحمر والتى تشمل العديد من الآثار الإسلامية وكان لا يوجد فى ذلك الشارع من قبل تلك المناظر والمظاهر المسيئة للتراث المصرى مثل «التوكتوك» والذى من شأنه أن يفسد المشهد الحضارى والقمامة التى أصبحت فى كل مكان فى تقصير واضح من الحى والذى لابد أن يقوم بدوره حتى لا يشوه المظهر الحضارى والأثرى، وذلك لأن شارع باب الوزير يُعد من الأماكن السياحية التى يقصدها الأجانب كثيرًا على مدار السنة وذلك لمشاهدة الجامع الأزرق ومعالم الشارع. فيما يقوم طلاب الجامعات المصرية بزيارة الشارع دائمًا لعمل أبحاث ودراسات عنه، ففى كل ركن منه تدور حلقة نقاشية لمناقشة الأبحاث والرؤى عن الشارع وسكانه والمعالم الأثرية، حيث يبدأ من دار مناسبات الدرب الأحمر ويمتد لينتهى بقبة الأمير طراباى الشريفى مرورا بالمسجد الأزرق وقجماس الإسحاقى. يتخلل الفن المعمارى والفاطمى عددًا من المقاهى التى تتميز بالطابع الهادئ ليست كالبقية التى تكون مصدرًا للإزعاج، كما رسم عدد من فنانى الجرافيتى أشكالًا توضيحية لشارع باب الوزير بكل تفاصيله لتكون لوحة فنية جديدة داخل الشارع. الذى يطالب الأهالى بالاهتمام به وتكثيف الدعاية له من خلال وزارة السياحة فهو يُعد مع خان الخليل والحسين مقصدًا للسياحة سواء كانت داخلية أو خارجية.