أطلقوا عليه لقب «كبداكى» ربما لبراعته فى طهى الكبدة بطريقة مختلفة، أو لخلطته السحرية المميزة، يقف فى أحد شوارع منطقة عزبة النخل ويتطاير الدخان أثناء الطهي، فتنتشر رائحة طعامه فى الهواء، لتجذب إليه الزبائن من كل مكان، من هذا الذى يقدر على مقاومة سندوتشات وطواجن الشاب الثلاثينى مصطفي. ترك الدراسة وهو لم يتجاوز مرحلة الإعدادية، ومنذ ذلك الوقت قرر بيع «الكبدة والسجق» فى الشارع، فهو لم يكن قادرا على شراء محل أو حتى تأجير «دكان» صغير، ومع الاستمرار فى تلك المهنة لعدة سنوات متواصلة ازدادت خبرات مصطفى مع كثرة التجارب التى اعتاد على القيام بها بحثا عن التميز مقارنة بغيره من زملائه العاملين بنفس المهنة داخل المنطقة وخارجها، بدءا من طريقة الطهى وحتى خلطات تحضيرها وابتكار وجبات جديدة. وعن حاله يقول كبداكى: «أشتغلت فى المهنة وأنا فى أولى إعدادي، لحد ما أتجوزت وربنا رزقنى ب3 أولاد، بنزل كل يوم بعد العصر لحد بالليل، لكن فى الأعياد بطبق مبنامش غير ساعتين فى اليوم، ده موسم مبيجيش غير مرتين فى السنة، بيجيلى الأطفال يشتروا سندوتشات الفينو ب2 جنيه والبلدى ب3 جنيه، والكبار أغلبهم بيطلب طاجن وده عبارة عن كبدة أو سجق بالدقة وخلطة كبداكى السحرية، وشغال طول العيد والزباين بتشترى عادى حتى لو لسة واكلين لحمة، لأن أكلنا بيفتح النفس وريحته بتجوع، صحيح السندوتش مكسبه قليل لكن بالنسبالى أغدى عيالى عيش وملح بالحلال أحسن ما أدخل بطنهم كباب وكفتة حرام ملهمش طعم».