«العذراء».. في الشعر العربي والعالمي

تظل صورة السيدة العذراء وطفلها فى المذود الفقير، حيث ولد المسيح، صورة ذات أفضلية عند الكثيرين الذين أحاطوها ببعض الرعاة، الملائكة والقديسين، كما كان أيضا لرحلة العائلة المقدسة إلى مصر، نصيب وافر من اهتمام الفنانين والشعراء من مختلف أرجاء البلاد.
يقول الحسين خضيرى: إن الفن التشكيلى والشعر على اتساعهما لم يحتفيا بشخصية على مدار الزمن، كما احتفيا بالسيدة العذراء، إذ فتح الفنُ الإنسانى سماواته رحبة لتتربع العذراءُ وطفلها الرضيعُ على عرش القداسة طويلا.
كتبت باربارا ايف، أمريكية الجنسية تعمل محررة في المتروبوليتان عن العذراء، قائلة: على حجرها حدقت في الطفل، أو التفتت جانبًا إلى بقعه ما فى الأفق ما تغصن جبينها وما كدر صفو محياها البيضاوى الجميل.
كما اخذت كليفتون سيندر كلمات شعرها من وحى لوحة لدافنشى تدعى صوفيا، حيث وصفت فيه وقت ولادة المسيح قالت: مريم العذراء تستلقى على حجر أمها الكتفان شبه عاريتين والأقدام حافية تمد زراعيها مريم كى تمسك بالطفل يسوع ذاك الذى أمسك بالحمل.
تأملت راهبة ولدت في كولومبيا تدعى ماريا الينا عن العذراء مريم بقصيدة إلى ماريتشير فيها إلى فضائل مريم التى تعلمنا إياها كل وقت فشكرتها، قائلة عذراء صغيرة راحت تكبر عرفت عنك يا عطاء يد الله الممتد تعلمت الحب تعلمت حبك يا مارى.
كما قال الشاعر والناقد الانجليزي صموئيل تايلر كوليريدج: أحبك فى بهاء للعزروات والشباب فى حللهم الملكية، إننى امرأة فقيرة ذاك سر سعادتى.
أما عن الشعراء، فالأمر لم يختلف كثيرًا لديهم، فما زالا يقدمون لنا تمجيدًا وتعظيمًا، فجاءت بتصور أمومتها الرحيمة، فمنهم من صور الأم العذراء التى شهدت مأساة ابنها، وآخرون صوروها، وهى تضع طفلها فى قش المذود بين الحيوانات الأليفة وملائكة السماء التى تحرسهم.
كما يحفل أيضا ديوان الشعر العربى مند القدم بقصائد تحتفل بميلاد الطفل يسوع، ومنهم الشاعر أمية بن أبى الصلت الذى عاش فى أيام الجاهلية والإسلام، قالت أمية: فى دينكم من رب مريم آية منبئة بالعبد عيسى بن مريم أنابت لوجه الله، ثم تبتلت، فسبح عنها لومة المتلوم.